يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). فهل الصمت أيضاً نوع من أنواع الصيام..؟ في اعتقادي أن الصمت – وهو يعني الصيام عن الكلام، لأن الصيام في اللغة مطلق الإمساك - يعتبر فضيلة تتجاوز في شأنها أية فضيلة من تلك التي يندرج القيام بها تحت طائلة الثرثرة والنميمة والتدخل في أعراض الناس وسيرهم وشئونهم..! الصيام إذن هو الصوم عن الكلام كما هو حالة شهر زاد، وصمتها عن الكلام عندما يدركها الصباح..! والصيام كذلك هو الصمت فرضاً عند قبائل “الأبورجيين” البدائية التي تعيش في قارة استراليا.. كصمت المرأة عند وفاة زوجها.. صيام عن الكلام خلال عامين متتاليين..! صيام الصمت عُرف أيضاً عند اليهود فقد قال تعالى في قصة مريم العذراء: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً). إذاً الصيام فضيلة.. والقليل من الكلام في مقابل الكثير من العمل فضيلة لا توازيها فضيلة..! صوموا لعلكم تفلحون..!