براقش نت متابعات ينظر علي سعد الموسى الى مسلسل ( عمر ) بمنظار جديد ، يختلف عن الكثير من الآراء والجدال حول المسلسل ، فبسبب الاضطراب التام حول الحقائق التاريخية، فإن هنالك آلاف الصفحات من حوادث تاريخنا نفسه قد تضخمت من دون دليل على وقوعها. ويخمّن الموسى أن الذي سيستمع إلى هذا المسلسل، مثله مثل الذي يقرأ سواد بطون جل كتب التاريخ والتراث لابد أن يسأل عن "هذه الإضافات الهائلة في حياة هؤلاء على مر العصور حتى وصلنا إلى أن أصبح تاريخنا (كتابًا حولناه إلى مكتبة) " . ويشير الموسى الى أن" العرب أصحاب ثقافة شفهية ومع الشفاهة يصعب النقل" . لكن المسلسل نفسه سيتحول مع الزمن إلى وثيقة تاريخية رغم أن كاتبه، بلا شك، كان في أحيان كثيرة يريد ملء الفراغ وكثير من فراغنا حُوّل إلى مساحة هندسية أصبحت معها قصص شاردة وصغيرة جواهر اختلاف ونقاش، وفي أحيان كثيرة اختلاق لقصص وحوادث لم تقع في الأصل. ويستطرد الموسى في مقاله الذي نشرته صحيفة ( الوطن ) السعودية " ولعله لهذا لا تجد في تاريخنا قصة واحدة إلا ولها وجهان متناقضان وآلاف القصص بلا وجه في الأصل وبلا إثبات حضور سوى الرغبة في تدوين ما لم يكن حقيقياً في الأصل". لكن محمد عبد اللطيف آل الشيخ يعتبر مسلسل عمر حلقة مهمة في مجال الدعاية لأجندة "صراع ظاهره مذهبي وعمقه سياسي مع صفويّ إيران، "بحسب تعبير آل الشيخ . يقول آل الشيخ " الأعمال الدرامية لا بد وأن تُوظف في هذا الصراع من الفريقين سواء منا أو منهم ، وعندما نرفض أن نوظف الدراما في هذا الصراع كما يُطالب البعض، فهذا يعني حُكماً أننا منحنا لإيران تفوقاً نوعياً علينا للدعاية إلى مذهبها الصفوي، ومن ثم الترويج لمشاريعها التوسعية ، وبقينا (متكلسين) خلف مواقف مُتزمتة لا تمت للعصر ولا للأدوات العصر ولا لمنطق العصر بصلة." ويعمل الإيرانيون على إنتاج فيلم عن علي بن أبي طالب ، حيث سترصد له امكانيات هائلة . لكن الشيخ يرى أن مثل هذا المسلسل " ليس هدفه حب علي وإنما كرهاً لأكثر الصحابة، وبالذات من دمّروا مملكة الساسانيين في بلاد فارس". ويستطرد آل الشيخ " معروف أن مذهبهم يتخذ موقفاً سلبياً من أغلب الصحابة". ويكمل آل الشيخ رأيه الذي ورد ضمن مقال نشرته جريدة ( الجزيرة ) السعودية " ترك الدراما لهم يتحكمون بها سيشوه شخصيات الصحابة أيّما تشويه، وعلى رأسهم غريمهم التاريخي عمر " . والجدير بالذكر أن معارضين لبث مسلسل (عمر) هددوا بحرق مبنى قناة MBC الفضائية في الرياض، والاعتداء على العاملين فيها، في حال لم توقف القناة عرض المسلسل، لأنه يسيء للصحابة ولا يجوز تجسيدهم في الدراما بحسب صحيفة (الحياة) اللندنية . لكن هناك من يبارك عرض المسلسل، لانه يخبر العالم أجمع بسيرة قامة إسلامية عظيمة. غير أن الموسى يتساءل إن كان المسلسل سيرسخ المزيد من جوانب الشخصية ذات المنزلة الهائلة، أم أنه سيجعلها أقرب الى الطبيعية ولو بالتمثيل فتقل روعة الانبهار لا لخلل في الشخصية وإنما لضعف في العمل؟" . وشمل الجدل الواسع حول المسلسل ، شخصية الممثل الذي جسد الخليفة عمر بن الخطاب ، اذ سرت شائعات أن الممثل مسيحي ، لكن مخرج العمل حاتم علي اكد أن الممثل مسلم سُنِّي وليس مسيحيًا، كما أشيع. كما انتشرت بين اوساط العراقيين الشيعة ان المجسد لشخصية عمر هو سوري علوي ، وعد البعض ذلك جزءًا من اسقاطات الصراع المذهبي في سوريا . وبالنسبة للمخرج كما صرح لوسائل الاعلام، فإن "لا فرق عنده سواء أكان مسلماً أو مسيحياً، ولكنها كانت رغبة لجنة العلماء المشرفة على العمل".. والممثل الذي جسد شخصية الفاروق ، هو الشاب ثامر إسماعيل المتخرج حديثاً من المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، ولم يسبق له الظهور في أي عمل درامي، أو مسرحي في حياته. واشترطت لجنة العلماء المشرفة على العمل أن يجسد شخصية الفاروق ممثل ليس له تاريخ في الدراما، وغير معروف في هذا المجال. وكان من ضمن اشتراطات اللجنة الدينية أيضاً، أن يوقع الممثل الشاب على إقرار بعدم أداء أي دور في أي عمل درامي أو مسرحي، لسنوات عدة، تبدأ من يوم الاتفاق على العمل.