قبل أيام سمعتُ كلاماً لأحدهم يهاجم فيها أولئك العرب المنبهرين بالنجاح الذي يحرزهُ الصينيون في الألعاب الأولمبية. وقال الرجل –الذي لم ينبهر – بأنه لا يجوز لنا كعرب ومسلمين أن ننبهر بنجاحات الصينيين الرياضية ولا بنجاحاتهم الاقتصادية، كما لا يجوز أن نحاكيهم ونقلدهم، أو نسير في طريقهم وعلى خطاهم، ولا حتى يجوز لنا نتمنى بأن نكون مثلهم وعلى شاكلتهم. ذلك لأن الصينيين على حد تعبير الرجل – الذي لم ينبهر – ليسوا أهل كتاب! والآن آنساتي سيداتي سادتي، أيها القراء الكرام، بعد أن عرفتم الحقيقة من فم الرجل – الذي لم ينبهر – هل ستواصلون انبهاركم باللاعبين الصينيين أم ستتوقفون عن الانبهار؟ بالنسبة لي وإلى ما قبل سماع كلام الرجل – الذي لم ينبهر – كنت منبهراً بالثورة الصينية، وبالتجربة الصينية، وبالنجاح الذي حققه الاقتصاد الصيني، ومنبهراً كذلك بالنجاحات الرياضية التي يحققها اللاعبون واللاعبات الصينيات في الألعاب الأولمبية. ولكن أكثر ما كان يبهرني هو: كتاب التّاو -إنجيل الحكمة الصينية- كنت أقرأ هذا الكتاب وأعيد قراءته وأزداد به انبهاراً. لكني اليوم وبعد أن استمتعت إلى كلام الرجل – الذي لم ينبهر – توقفت عن الانبهار بكتاب التّاو وبكل شيء صيني ولم أعد أنبهر إلا بكلام الرجل – الذي لم ينبهر – وإلا بكلام غيره من المكفِّرين الذين لا ينبهرون مثلنا بالألعاب الأولمبية وإنما بالألعاب الانتحارية. - تاو- عندما لا تتوقف في الوقت المناسب يطفحُ الكيل بمائة. عندما تزيد في شحذ الحد تعمل في النهاية على انثلامه. عندما تزيد في تكديس الذهب والفضة لا تغدو قادرا على حراستها. عندما تبالغ في الغطرسة إذا أتاك المال والجاه تجلبُ على نفسك كارثة. أنْ تنسحب عقب إتمام المهمّة تتشبه بطريق السماء.