كشفت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن ضبطت في مديرية خور مكسر السيارة الخاصة التي استقلتها العناصر المسلحة التي استهدفت مبنى التلفزيون والأمن السياسي بمدينة التواهي وأسفرت عن استشهاد 19 جندياً من الأمن المركزي بالمحافظة. وأكدت المصادر بأنه تم العثور بداخل السيارة "نوع كورلا" بيضاء على بعض الأسلحة وآثار دماء مشيرة إلى أن الأمن قد تحصل على معلومات تؤكد عن مقتل شخص من العناصر المسلحة أثناء تنفيذهم العملية الإرهابية التي استهدفت مبنيي التلفزيون والأمن السياسي وإصابة آخر مازال يتلقى العلاج في احد مستشفيات عدن تحت حراسة مشددة. وعزت المصادر الأمنية عدم القبض على تلك العناصر المسلحة لحظة الهجوم إلى غياب الحراسة الأمنية المدنية لحظة الهجوم والتي تنتشر عادة بجوار الأمن السياسي والتلفزيون بالإضافة إلى التسيب الأمني حسب تعبيرها. إلى ذلك قال ناصر الطويل أمين عام الحراك السلمي بمحافظة عدن ل"أخبار اليوم" إن العمليات المتعاقبة التي تشهدها عدن بين الحين والآخر دليل على التسيب والانفلات الأمني الخطير التي تعيشه المحافظة, مشيراً إلى أن تلك العمليات عادة ما تحصل إلا في البلدان التي تغيب عنها الدولة، حيث يضرب وكر الأمن السياسي وتخرج تلك الجماعات بسلام, منوهاً إلى أن السلطة والمعارضة والحراك الجنوبي قد ساهمت أيضاً في الانفلات الأمني. وأضاف الطويل إنه ينبغي على السلطة والمعارضة والحراك الجنوبي أن يقفوا اليوم يداً واحدة من أجل حفظ الأمن في البلاد، لافتاً إلى أنه سبق وأن حذر أكثر من مرة بأن عدم وجود جيش وأمن واحد يتلقى تعليماته من قيادة واحدة سيساهم في إعطاء الفرصة لتلك الجماعات القيام بأكثر من عملية مؤكداً أنه لابد من توحيد الجيش والأمن تحت قيادة وإخراج الجيش من المدن وأن يتم حماية كل مدينة من أبنائها حتى يستقر لأمن في كل محافظة. وأكد أن أعداء الوطن سوأ في الداخل والخارج يقفون اليوم وراء العمليات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الأمن في البلاد, منوهاً إلى أنه يدين قتل النفس التي حرمها الله في كتابة العزيز إلا بالحق. من جانبه عبر رئيس أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة عدن عن إدانته للجريمة البشعة التي استهدفت أمس مبنى الأمن السياسي والإذاعة والتلفزيون، وأودت بحياة 18 من أفراد الأمن وجرح آخرين، مقدماً تعازيه لأسر الشهداء الذين سقطوا في الهجوم، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى. وطالب عبد الناصر باحبيب في بلاغ صحفي بتشكيل لجنة تحقيق تنظر في ملابسات هذه الجريمة، وكيف تمكن الجناة من الوصول بكل سهولة إلى قلب مبنى الأمن السياسي ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وفي وضح النهار، معتبراً ذلك أمراً يثير الكثير من الاستفهامات وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المبنى للاعتداء حد قوله. وجدد باحبيب رفض أحزاب المشترك تحويل مدينة عدن المسالمة إلى بؤرة للإرهاب، معتبراً أن ما حدث يوم السبت من هجوم مزدوج أستهدف مبنى الأمني السياسي والإذاعة والتلفزيون يتطلب إزاءه تعزيز الأجهزة الأمنية وإعادة تكوينها على أسس وطنية سريعاً وفقاً للمبادرة الخليجية المؤكدة على ضرورة إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن.