بضعة آلاف، ووفقاً لمصادر أخرى عشرات الآلاف من الخليجيين زاروا اليمن خلال الثلاثة الأيام الأولى من عيد الفطر. الرقم أياً كان مصدره، ضئيل، بل ضئيلٌ جداً، أتمنّى ألاّ يتزايد بأي حالٍ من الأحوال. فالزائرون الخليجيون، مع الأسف، معظمهم من النوع الرديء الذي يأتي إلى اليمن بحثاً عن متعة رخيصة. في مدينة ساحلية، شاهدت سيارات تحمل أرقام دولة خليجية، تتكدّس بداخلها فتيات في عمر الزهور، نزلت الفتيات وبصحبتهن شُبّان بعقالات، دخلوا مبنى سياحياً، قلت في نفسي -تخفيفاً- لعلهم من الشُبّان اليمنيين المغتربين، فضولي دفعني لاستفسار موظف الاستقبال عن جنسياتهم، أجاب بأسى: "هم خليجيون والبنات محليات!!". لُذتُ بالصمّت، بلعتُ غصة، فأنا لا أملك حيلة. تذكرت مشهداً أكثر مأساوية، وإن كان مُشرعناً وبورقة رسمية، ففي واحدٍ من فنادق إب المطلة على المدينة، قابلت رجلاً سبعينياً يتأبط ذراع حمامة، من خلال يديها البضتين، خمّنت أن لها من العمر عشرين. أيضاً وبفضول، سألت موظف الاستقبال عنهما، قال: "هما زوجان يقضيان شهر العسل، وهو أمر يتكرر معظم العام، فإقبال الخليجيين على الزواج من صغيرات منتشر وكبير".. حزيناً مقهوراً مضيت، وفي ذهني سؤال: هل صار لحمنا رخيصاً إلى هذا الحدّ!؟.