في خطابه أمام الحكومة أكد رئيس الجمهورية أن عجلة التغيير لن تعود إلى الوراء، وهذا أمر لم يكن بحاجة إلى الاجتماع بالحكومة ليقوله لكن الملفت والمنافي لهذا التأكيد الحماسي هو تهديده في الخطاب بأن من سيعرقل المبادرة سيتعرض للمحاكمة والخروج من اليمن، وأن مكتب جمال بن عمر والمكتب الدائم لمجلس التعاون في صنعاء سيراقبان أداء الحكومة على مدار الساعة وسيرفعان تقاريرهما، ولم يقل لنا إلى من؟!. ما نعرفه نحن كمواطنين أن اليمن دولة مستقلة ذات سيادة، وأن هادي هو رئيس الجمهورية وهو أعلى سلطة في الدولة سواءً بحسب الدستور أو بحسب المبادرة. كما أننا نعرف أن عقوبة النفي قد رفعت من كل قوانين الأرض بما فيها اليمن منذ قرن من الزمان، وأعتقد أن فخامة الرئيس يعرف مثلنا ذلك، فهل يعرف فخامته أنه بخطابه هذا هو من يرجع بنا إلى أيام الباب العالي وفرماناته والمندوب السامي وقراراته. لا يحظى رئيس في دولة ديمقراطية بصلاحيات الحاكم المطلق التي منحتها المبادرة للرئيس هادي، ومع هذا يصر فخامته على أن يكون المهدد الرسمي ب(جمال بن عمر والزياني) والمتوعد العام بإبلاغ الأممالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي. ماذا يا فخامة الرئيس لو رفضت كل الدول أن تقبل على أراضيها من يعرقل المبادرة وأنت تعلم أنه ليس لدينا إمكانيات القذف به إلى الفضاء الخارجي أو إرساله إلى أحد كواكب المجموعة الشمسية، أليس من المناسب لفخامتك أن تهدد بالممكن على الأقل إن لم يكن بالقانوني. يا فخامة الرئيس لم تكن رئاستك مشروعاً لأيٍّ من أطراف الأزمة في الداخل ولا في الخارج الإقليمي والدولي وإنما كانت الحل الذي يقدم لكل إنجازه الوهمي، والشعب الذي فر إلى صناديق اختيارك من شبح الحرب، أراد منك أن تمارس صلاحياتك الدستورية كأعلى سلطة في دولة كاملة السيادة، وكان ينتظر أن يسمع في خطابك أمام الحكومة همه اليومي ومناقشة ملفات الفساد الحكومي التي أزكمت رائحته الأنوف وأن تُسمع تهديدك بمحاسبة الفاسدين في الحكومة بدلاً من طمأنتهم بأنه في أمان من التغيير والتبديل، وإخبارهم بتقارير الزياني وبن عمر بدلاً من تخويفنا بالحرب وتلقين الحكومة أن تمتن علينا بأمن لا وجود له واقتصاد منهار وخارطة مهلهلة لوطن لا يستطيع عاقل أن يدّعي أن له مستقبلاً مأموناً.