مازلت أذكر جيداً العبارة التي استخدمها أحد المدافعين عن زاك شاهين، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ديار العقارية، المتهم في قضايا فساد مالي، العبارة تقول «الرجل بين الحياة والموت في السجن»، قالها وهو يطلب الإفراج عن المتهم بكفالة مالية. المحكمة رفضت الطلب، فقامت الدنيا على دبي بأسرها، وبدأت منظمات وجهات أجنبية حملة إعلامية، كعادتها دائماً، مستخدمة أسلحتها المعلبة ضد من تريد، وتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في دول معينة. بدأت التقارير تكيل الاتهامات بعدم احترام حقوق الإنسان، والتسلط في استخدام السلطة، ومخالفة الأعراف الدولية، وغير ذلك من كلام مجحف، بالتأكيد لم يكن ذلك إلا لأن المتهم يحمل الجنسية الأميركية، في حين لم يلتفت أحد منهم إلى القضايا المتهم فيها هذا الرجل، التي تزيد المبالغ فيها على 100 مليون درهم! زاك شاهين على الرغم من احتجازه في السجن، إلا أنه كان يراجع باستمرار مستشفيات خاصة، وكان ينام فيها أياماً أحياناً، ولم يثبت أبداً تعرضه لمعاملة سيئة داخل السجن، استطاع بطريقة أو بأخرى إحضار تقارير طبية تفيد بأنه مصاب بشبه شلل في عنقه في فقرات الرقبة، وانسداد في الشرايين بنسبة 50٪، وحاجته إلى إجراء عملية جراحية لتعديل الصابونة في ركبته التي تشير إلى إصابته بالروماتيزم، وعليه قررت محكمة جنايات دبي، على الرغم من تأكيدات المدعي العام بأن المتهم «يدعي المرض»، إخلاء سبيله بكفالة مالية قدرت بخمسة ملايين درهم. خرج زاك شاهين وهو - كما يدعي - شبه مشلول، ويمكن تخيله وفقاً للتقارير الطبية شخصاً عاجزاً يحتاج إلى أكثر من مساعد شخصي لوضعه على كرسي متحرك، ثم رفعه إلى سريره الذي لن يستطيع مغادرته حتى انتهاء القضية، لكنه فجأة، رغم شلله، وانسداد شرايينه، وصابونته المعوجة، والروماتيزم الذي تسلل إلى عظامه، يهرب من الدولة عن طريق البر، ويصل إلى اليمن مختبئاً في سيارة، قاطعاً رحلة طويلة يعجز عن القيام بها لاعبو منتخب كمال الأجسام! قصة تكشف زيف ادعاءات منظمات حقوق الإنسان، وتكشف خداعهم وكذبهم، وازدواج معاييرهم، ومساعدتهم للمتهمين، فقط لأنهم من جنسيات معينة، تكشف وجود أهداف مخفاة بشكل دائم وراء كل شعار يرفعونه. اعتقد زاك شاهين أنه سينفذ من العقوبة لأنه محصن، وأن الدولة سترضخ لتقارير وهمية، لكنه كان واهماً، فالرحلة إلى اليمن لم تكن سوى عقوبة إضافية عاقب بها نفسه باختياره، فوصوله هناك لم يكن ليمنع اجهزتنا الأمنية من الوصول اليه، رغم كل التدخلات والمحاولات لتهريبه إلى الولاياتالمتحدة. ألقي القبض على زاك شاهين، وعاد إلى الدولة، وسيتم تسليمه إلى النيابة العامة في دبي صباح هذا اليوم، لتبدأ من جديد محاكمته عن كل تهم الفساد الموجهة إليه، وسنرى في مقابل ذلك أي اتهامات جديدة ستلحق بالدولة جراء القبض على متهم هارب من القانون بحيلة غبية! [email protected]