يحيّرنا ما يصنفنا به الشعب نحن أهل القلم! رغم ان رسالتنا هي اصلاح شؤونهم والاضاءة على ما هو في مصلحتهم، وما يحسن من اوضاع منطقتنا علنا نبعد شبح الحرب عنا او نتأهب لها! فان كتبنا عن السياسة الأميركية واخطائها في المنطقة صُنفنا باننا عملاء للارهاب ولايران، وان استعرضنا موجات العنف التي اجتاحت الشعب الايراني اثناء الانتخابات اعتُبرنا امبرياليين . وان نبهنا شبابنا من خطر الاصولية الدينية او الايديولوجية المتطرفة عُرفنا باننا ملحدون ولا نؤمن بالله تعالى، وان تناولنا اي موضوع باسقاط قصة دينية عرفنا بهذا الدين او ذاك رغم ايماننا بالله وحده عز وجل، وان تكلمنا عن الجهل اتهمنا به، على حد قول ابي العلاء المعري «لما رأيت الجهل في الناس فاشياتجاهلت حتى ظن اني جاهل»! السلطة: لماذا تشغلون بالكم بالامور السياسية يكفيكم ما تجدون من اجله من بحوث وعلوم؟! دعوا السياسة فهي لا تجلب سوى الهموم! لكننا نكتب عن واقعنا وليس عن ادغال الأمازون، علينا ان نكشف الحقائق بالوثائق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس! السلطة: ما يقلقنا تناولكم لاحوال الحكام والبلاد وشؤون المنطقة، وتهجمكم على الزعماء وبلداننا المجاورة والدول العظمى التي تحمينا! تحميكم ممن؟ من شعوبكم؟ لو أغدقتم نصف الاموال التي تمولونهم بها على شعوبكم لاستبسلوا في الدفاع عنكم! السلطة: لتقلبوا انظمتنا وتحتلوا مكاننا وتنفونا؟! هذا ايهام المستعمر! اذا كنتم عادلين وتحكمون بالشورى والعدل والمساواة، فمم تخافون؟! السلطة: ما كلامكم سوى حبر على ورق تلهون الشعوب بمآسيهم فلا يخوفنا، نحن نحمي ما توارثناه عبر اجيال ونعمل لمصلحتكم! ودورنا هو الاصلاح في مجتمعنا العربي ككل، ليكشف كل المؤامرات التي تحاك لابقائه لاهيا بهمومه اليومية، فنحن لا نحمل سلاحاً، بل قلماً يدون ما نستقرئه من احوال عالمنا الصغير المستهدف من الدول العظمى لتقسيمه! السلطة: وما دورنا باعتقادكم؟ فمستشارونا يطلعوننا على اخطر الامور لنبعدها عن شعوبنا او ليس هذا بكاف؟! لو كان بكاف لما كشفت اقلامنا كل اخطائكم في الداخل والخارج، انتم تخافون على كراسيكم، وكل ما تعملونه كيفية الحفاظ عليها، ولا يهمكم ان ذهبت اوطاننا! السلطة: انتم تخربون علينا سياستنا في الخارج واسلوب حكمنا في الداخل، فكيف تدّعون الاصلاح وتقويم منهج اجدادنا السياسي؟! لو بدل محاربتكم لنا، قرأتم ما نكتب ونفذتم جزءا منه، لما وصلنا الى هذا الفساد والتداعي والانهزام، فالحقيقة يجب ان تتضح وتعرف الشعوب ما ينتظرها، فهي على شفير هاوية بين الحرب والسلم، ومسرحياتكم الاعلامية ما هي الا لغو وسفسطة لا قيمة لهما، توجهوا الى شعوبكم فهي لم تخذلكم يوماً!