براقش نت - نعت قيادات المؤتمر الشعبي العام المؤيدة للشرعية المناضل الكبير والسياسي المخضرم الدكتور عبدالكريم الارياني .. وفيما يلي نص بيان النعي : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) صدق الله العظيم ببالغ الحزن والأسى تنعي القيادات المؤتمرية المؤتمر الشعبي العام المؤيدة للشرعية المناضل الكبير، والسياسي المخضرم، وحكيم اليمن، الدكتور عبدالكريم بن علي الإرياني الذي توفي مساء اليوم الأحد الموافق 25 محرم 1437ه الموافق 8 نوفمبر 2015م في مستشفى في جمهورية ألمانيا الاتحادية. بعد معاناة قصيرة مع المرض. وبفقدانه خسرت اليمن أحد عظمائها، ودهاتها السياسيين وأكثرهم اطلاعاً ومعرفه وأوسعهم علماً .. عاش حياته محباً لوطنه ومخلصاً لشعبة، مؤمناً بقيمة العظمى. ومدافعاً صلباً عن نظامه الجمهوري، ووحدته الوطنية، ومنحازاً لمصالح شعبه اليمني العظيم. عاش رجل دولة. وزيراً للزراعة. ووزيراً للتخطيط. ووزيراً لتربية والتعليم، ووزيراً للخارجية، ورئيساً للوزراء وأنهى حياته مستشاراً لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي. كان من أبرز رجالات وقادة المؤتمر الشعبي العام الذي حكم البلاد ثلاثاً وثلاثون عاماً، ومن المميزين فكراً وسلوكاً وعملاً، عضواً في اللجنة العامة وأميناً عاماً، ونائباً لرئيسه.. ومرجعاً من مراجعة الوطنية. شارك في صياغة أدبياته ووثائقه، وأبرزها ميثاقه الوطني المشهور. وكان في حياته السياسية والدبلوماسية، وطنياً وقومياً منحازاً لقضايا أمته العربية، وحدوياً على المستوى الوطني، ووحدوياً على المستوى القومي. مؤمناً وصادقا مع نفسة ومع أمته العربية والإسلامية، فقد دافع عن القيم العربية والثقافة والإسلامية، وله في ذلك اسهامات فكرية وثقافية عميقة أخذها بداية عن أسرته ذات الصلة بالعلوم والثقافة والقضاء. عاصر معظم الرؤساء اليمنيين، والكثير من الملوك والرؤساء العرب، وخاض معهم في كل ما من شأنه رفعة الأمة، وحاضرها ومستقبلها، وكان حضوره في كل الفعاليات والمؤتمر الوطنية والقومية والعالمية إضافة مميزة لهذا الفعاليات والمؤتمرات. تلقى تعليماً عالياً، وهو مثقف ذو إطلاع واسع على قيم عصره، وتاريخ أمته، وتراث الإنسانية، حفظ القران الكريم في سن مبكرة من عمره وحفظ المعلقات، وأحب الشعر حديثة وقديمة. كان يحفظ من درره التي تختزل الحكمة، والتجربة الإنسانية، والإبداع اللغوي الكثير. وفي مجالسه التي لا تُمل، كان حريصاً على تذكر شيئاً من أشعار فحول الشعر العربي واساطينهم القدماء منهم والمحدثين. قاد عملية التنمية وهو صاحب وواضع أسس وقواعد السياسية اليمنية ودبلوماسيتها وذلك خلال تقلده المناصب الحكومية، الرفيعة المستوى وضلت أفكاره تحكم مسار التخطيط والتنمية في بلاده. دافع عن مصالح شعبة، وصال وجال في كل ما من شأنه رفعة وطنه اليمن، وأمته العربية، وهو صاحب اليد الطولي في تحديد خارطة اليمن السياسية والجغرافية مع الأشقاء والجيران. كان جمهورياً لم تلن له قناة ، رفض العبودية، والسلالية والاستبداد، وحارب الإمامة القديمة، والجديدة في ثوبها الحوثي الرجعي المتخلف حتى عندما قبل بعض زملائه العيش في ردائها، وارتضوا عبوديتها في شكلها الجديد .. وذلك انسجاماً مع قناعاته الوطنية والسياسية والفكرية، التي ستغدو دروساً في الوفاء والإخلاص لوطن أحبه، وشعب كرس حياته لحريته. أيد الشرعية ممثلة في عبدربه منصور هادي ورفض الانقلاب الحوثي، علي الجمهورية جمهورية سبتمبر وأكتوبر، ووطن الثاني من مايو العظيم، وفاجأ الجميع بجرأته التي لا تهادن، ولا تمالئ، في قضايا وطنه وشعبه. كان حكماً في قضايا الخلاف الوطني والصراعات السياسية في وطنة، وكانت حكمته وثقة الوطنيين به تسمح له بالاجتهاد والتوفيق، حتى وإن مثل طرفاً من أطراف الحوار. وفي ذلك كان مثالاً يقتدى به، يعينه على ذلك سعة اطلاعه وعلمه، وعمق تجربته، ونزعته التصالحية مع نفسة ومع غيره. ساهم في كل مراحل العمل الوطني قبل الوحدة وبعدها، وكان الأبرز من بين المتحاورين عندما ألمت باليمن أزمته الأخيرة، وكان المرجع من بين المتحاورين في قاعات مؤتمر الحوار الوطني، وأبرز رئاساته التي تعاقبت على إدارة جلسات المؤتمر، وهو صاحب المساهمات الأعمق والأكثر حصافة في صياغة مخرجاته. ولكنه مع ذلك مات حزيناً على وطنه الذي عاثت فيه المليشيات الحوثية المتمردة، وقوات صالح الانقلابية فساداً وعبثاً بالدولة. سعى للسلام في بلده كلما نشبت أزمة أو اشتعلت حرب، وكان صاحب رأي واضح في الحق، وموقف ثابت في العدالة، رفض العنف باي صورة كانت، وقف في وجه كل نزوع سياسي لتحقيق مكاسب حزبية أو فئوية أو طائفية أو مناطقية، ومواقفة المعروفة وسعية الدؤوب لمنع الأزمات أمراً لا يضاهيه فيه أحد. وهو عضو بارز في نادي باريس، الذي يضم أبرز خمسة عشر شخصية عالمية. عميد من أعمدة السياسية العالمية حتى وفاته وعضو قيادي في المنظمات العربية والدولية الداعية للسلام والاستقرار، مؤمناً بحرية الشعوب، ومدافعاً صلباً عن المقهورين والمضطهدين في وطنة وفي العالم، نصيراً للديمقراطية، وراعياً ومراقباً للكثير من الفعاليات والانتخابات الديمقراطية في الوطن العربي وفي العالم . وعلى المستوى الشخصي فهو إنساناً عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معاني العظمة والإنسانية .. متواضعاً، كريماً وشهماً، وخلوقاً، لا تعرف عنه الإساءة، راقياً في تعامله مع كل من عرفه من أبناء شعبة، ومع كل اصدقائه من العرب وغير العرب. تغمد الله فقيد الوطن والشعب اليمني والمؤتمر الشعبي العام، والأمة العربية. والاسلامية، الدكتور عبد الكريم بن علي الإرياني، بواسع رحمته وعظيم رضوانه، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأنا لله وإنا إلية راجعون..
د. أحمد عبيد بن دغر النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام مستشار رئيس الجمهورية