وصل وفد جماعة الحوثي للعاصمة العمانيةمسقط، أمس، للقاء المبعوث الأمميإلىاليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يستعد لإطلاق محادثات جنيف-2 بينالمتمردين الحوثيين، والحكومة اليمنية. وأعلن محمد عبد السلام، الناطق باسم جماعة الحوثي رئيس الوفد، أن سفرهم إلىمسقط يأتي تمهيدا لمشاركتهم في المشاورات التي تسعى إلى عقدها الأممالمتحدة بين الأطراف اليمنية المتنازعة. وذكر عبد السلام، في منشور له علىصفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن مشاركتهم في المشاورات تأتيبعد أن تلقوا ما وصفه بالرد الإيجابي من قبل الأممالمتحدة، بشأن الملاحظاتالتي طرحها الحوثيون على مسودة أجندة المشاورات، بالإضافة إلى طلب الأممالمتحدة مناقشة النقاط المختلف عليها للوصول إلى حوار سيعقد في المرحلةالمقبلة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216. ويأتي ذهاب الحوثيين إلى مسقط، التي يتخذون منها مقرا تحركاتهم السياسية،في وقت يتواجد هناك المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد،الذي وصل إلى سلطنة عمان، بعد مشاورات أجراها في العاصمة الإيرانية طهران مع المسؤولين الإيرانيين بشأن تطورات الأوضاع في اليمن. وتؤكد الأوساط اليمنية أن الحوثيين يتخذون من المشاورات، بشأن التسوية السياسية، مناسبةلتخفيف الضغط الذي يلاقونه في المواجهات الميدانية، فيما اتهمت الحكومةاليمنية الحوثيين بالتملص، أكثر من مرة، من المشاركة في المشاورات، بعد أنتقدمت الحكومة بقوائم وفدها المشارك في المشاورات وتعاونت مع الأممالمتحدة، بشكل كبير. وتحدثت أوساط يمنية ل«الشرق الأوسط» عن خلافات بين قادة الجماعة والقياداتالميدانية، من جهة، وقادة حوثيين وقيادات موالية للرئيس المخلوع، من جهةأخرى، وصلت إلى حد رفض قيادات ميدانية تنفيذ أوامر لزعيم جماعة أنصار اللهعبد الملك الحوثي. وأرجعت الأوساط السياسية الخلافات إلى سلسلة الهزائم المتتالية للميليشيات في جبهات القتال.
وتشير المعلومات إلى أن المعارك الأخيرة كلفت الميليشيات خسائر كبيرةوفادحة في الأرواح والمعدات، مشيرة إلى مسارعة قادة الجماعة الحوثية السفرإلى سلطنة عمان ودون مماطلة أو تأخير مرجعها الانشقاقات الحاصلة التي إذاما استمرت في الجبهات على منحى معارك الأيام الماضية فإنها قد تعصف بكاملالقوات المتبقية، وتتحدث المعلومات والمصادر عن أصوات ميدانية تطالب بالاستسلام في تعز وبيحان والضالع والبيضاء.
إلى ذلك، ربط وزير إماراتي نجاح مشاورات «جنيف-2»، بإخراج الرئيس اليمنيالسابق علي عبد الله صالح من اليمن بشكل نهائي. وقال الدكتور أنور قرقاش،وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية في تغريدة له على حسابه ب«تويتر»إن «نجاح جنيفاليمني وجهود المبعوث الأممي سيتطلب ضغوطا دولية تدفع باتجاه خروج صالح من اليمن، غيابه عن الساحة سيساهم جذريا في نجاح الحل السياسي»،ودعا الوزير الإماراتي القوى الدولية إلى الضغط نحو خروج صالح «دعما للقاءجنيف».