فيما وجه القيادي البارز في حزب الإصلاح رجل الدين عبدالمجيد الزنداني الذي يقود التيار الديني المتشدد للحزب دعوة صريحة للغضب على الفيلم الامريكي المسيئ , تجد القيادات السياسية للاصلاح نفسها في حرج شديد وتنادي على استحياء بالتهدئة , فتارة تحاول ان تحمل رجال الأمن مسؤولية التواطوء , مغفلة القتلى والجرحى الذين سقطوا في المواجهات , وتارة أخرى تحاول ان تلصق التهمة بالحوثيين , وهو ما يكشف عن حالة من الارتباك في وسط قيادات الحزب الذي لم يصدر عنه أي تعليق رسمي حول الحادثة حتى الآن . وامتنعت " خدمة الصحوة موبايل " التابعة للإصلاح عن ارسال رسائل للحشد لجمعة الستين حسب ما جرت عليها العادة , تخوفا من تحولها الى مسيرات باتجاه السفارة الامريكية. وفي خضم هذه الارتباك الاخواني الذي يبدو ان الجناح السياسي يخاف على العلاقة الجديدة مع الولاياتالمتحدة , كانت بعض وسائل الاعلام المحسوبة على الاصلاح قد اطلقت إشادات باقتحام السفارة ووصفت القتلى بالشهداء . واكدت مصادر سياسية ان هناك خلافات شديدة بين التيار الديني و السياسي في حزب الإصلاح على خلفية المواقف من الفيلم المسيئ . ففي حين يتهم التيار الديني الذي يتزعمه الزنداني القيادات السياسية للاصلاح بالتخاذل مع قضية الفيلم المسيئ ومجاملة الجانب الأمريكي على حساب الجانب العقائدي , تبرر القيادات السياسية ان المظاهرات ضد الفيلم المسيئ للنبي الكريم تخدم ما تسميها " بقايا النظام". وكان الشيخ الزنداني قد قال في حديث خاص ل"أخبار اليوم" بشأن الفيلم الأمريكي انه عندما يهان رمز من رموز أي مجتمع أو تهان مقدساته فإن ذلك المجتمع يعتبرها إهانة لكل أفراده ويعلن موقفه المستنكر لتلك الإهانات، وإن لم يغضب ذلك المجتمع ويستنكر سقطت كرامته بين الناس، ومن يهن على الناس يتجرأ عليه كل سفيه وكل حاقد وكل عدو، لأنهم لا يتوقعون منه غضبة لكرامته وليس عند المسلمين من الرموز أغلى وأعظم من الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك يجب على كل مسلم أن يغضب على كل من يسيء إلى رسوله ونبيه عليه الصلاة والسلام. ودعا الزنداني الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية أن تحذو حذو الشعوب الإسلامية الحية التي عبرت عن احتجاجها وغضبها على ما يقوم به المستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً : "انصروا رسولكم وأعلنوا غضبكم أيها المسلمون وفي طليعتكم شباب الثورات العربية الذين تتعلق بهم الآمال والذين يعبرون عن إرادة الشعوب العربية". وقال: "اللهم إن ما فعله هؤلاء المستهزئون منكر نكرهه ونبغضه ونسأل الله ان يبطله".