إنها لمكافأة رديئة للثورة وللجمهورية وللوحدة، أن نعيش حياتنا كلها ونحن نتقاتل ونتطاحن من أجل الثورة والجمهورية والوحدة! ما الذي جنيناه خلال ال50 سنة الفائتة غير أننا منذ أحداث أغسطس الدموية 1967 صرنا أصحاب «مطلع» وأصحاب «منزل». ومن بعد أحداث 13 يناير 1986 صرنا "طُغمة" وزمرة . ومن بعد 7 يوليو البائس سنة 1994 صرنا "دحابشة" و"انفصاليين" وخلال حروب صعدة الطاحنة عدنا « مُعردسين» إلى خانة المذهبية، وخسرنا الوعي الوحدوي شمالاً وجنوباً، يا للأسف. 50 عاماً من عمر الثورة والجمهورية وعقدان من عمر الوحدة ونحن نحارب بعضنا بعضاً ونغض الطرف دائماً، لماذا؟ لأنه قيل لنا – دائماً- أن ذلك تم من أجل المصلحة العليا للبلد، بغض النظر عن الأذى الذي ألحقوه بالمجتمع. تلك هي ألاعيب الصبيان التي خسرت البلد طاقتها وخيرة أبنائها. حاربنا الجمهوريين والثوريين والشيوعيين والجبهة.. وفي سبيل الاثني عشرية الحوثية - فقط - خاضت اليمن 6 حروب طاحنة ، فهل سنحتاج إلى 6 حروب أخرى حتى نصل إلى الرقم 12 ونجهز على الاثني عشرية تماماً! عاد شي عقل وبصر يا خلق الله. حاربنا الانفصاليين، حاربنا الوحدويين والآن نحارب القاعدة – مع اقتناعي أن الحرب ضد القاعدة هي الحرب المحترمة الوحيدة التي خاضها اليمنيون ولازالوا. حاربنا الأحباش والأتراك - في العهد القديم - وقبل قيام الثورة حاربنا الإمام والاستعمار، ومن بعد الثورة وحتى اللحظة مازلنا نحارب، ولا أعرف متى ستهدأ هذه البلد وتلتفت إلى التنمية؟! لدينا مخزون سيء من الذكريات. كل جماعة تصل إلى السلطة هنا تتفرعن ويصير في اعتقادهم أنهم أسياد هذا الكون، في حين أنهم، أصلاً، مخلوقات ناقصة ولاتتمتع ببعد النظر والحكمة الكافيين ليروا عواقب مافعلوه بنا كشعب. قيادة وشعب وعسكر ومسؤولون وتجار حرب ورجال دين، تعالوا جميعاً لنخجل من أنفسنا قليلاً، حروب الحفاظ على المصلحة العليا دمرت قلوب الناس وتقود البلد دائماً إلى أسفل سافلين، وهي في الأساس لاتبدو حروب مصلحة عليا قدر ما هي حروب مصالح شخصية لجماعات وأسر وأحزاب ومذاهب وعصيد. 50 سنة واليمن تحارب اليمن.. علينا جميعا أن نخوض حروباً أخرى وبطريقة معينة، نحن إلى الآن لم نخض حرباً واحدة من أجل الحب والبناء والتنمية، والسلام. كما وأنه من الجدير بنا أن نحمي الجمهورية والثورة والوحدة بالمواطنة المتساوية مُش ب«العيفطة» أو بخرافة القوة وبالحنين إلى لحظات سيئة من التاريخ. [email protected]