ما إن أفقت من فاجعتي و مصيبتي في رحيل زوجتي .. حتى فجعت بنبأ إصابة صديقي و زميلي العزيز الشاعر الكبير : شوقي شفيق بجلطة .. الشاعر شوقي شفيق يستحق أن يكون محل تضامن واسع و ضغط جماهيري و نخبوي و ثقافي متواصل .. ليس مقبولا و لا معقولا أن يترك شاعر مبدع و قامة وطنية بحجم شوقي شفيق يواجه الموت و برود الجهات الحكومية المعنية .. ليس مقبولا و لا معقولا أن يتكرر سيناريو الشاعر محمد الجبلي و الشاعر احمد سليمان و أيضا زوجتي و غيرهم ممن كانوا ضحايا المرض القاتل و البرود الحكومي و التجاهل .. يا وزارة الثقافة .. يا رئاسة الوزراء .. يا رئاسة الجمهورية .. يا أتحاد الأدباء .. يا أيها الأدباء المشتتون و المتفرقون و الغثاء ..ماذا فعلتم لأجل شوقي شفيق الذي فعل الكثير لأجل اليمن و أثرى اليمن بشعره و رسم صورة مشرفة للمبدع اليمني في الساحة العربية و العالمية و ترك بصمة اليمن في ذاكرة الحداثة و أعطى القصيدة روحا إضافية و شبابا جديدا .. شوقي شفيق محتاج إلى قرار سريع و طارئ و ضغطا عاليا من كل المبدعين و المهتمين .. ما أصاب شوقي قد يصيب أي واحد منا في اي لحظة .. و السرير الذي يرقد عليه شوقي قد يرقد عليه احدنا في أي وقت .. إلى متى ستظل النظرة الدونية إلى المبدع و المثقف ..؟ إلى متى سيظل المعنيون يتعاملون مع المبدعين و الأدباء كأنهم كائنات ثانوية و هامشية .. بينما السياسي و النافذ و السارق و المفسد و المتخم يتم التعامل معهم كأنهم كائنات أساسية و هامة ..؟ ينبغي على الأقل أن يتم التعامل معه كواحد من النافذين و المتخمين و المفسدين الذين تتحرك طائرة خاصة حين يصابون بالزكام .. فشوقي شفيق أهم بأضعاف من كل اولئك الذين أنهكوا البلد بفسادهم و تسلطهم .. أو على الأقل يتم التعامل معه كما لو كان – حاشاك ياشوقي - واحدا من " فتالي " أحد السرق و المفسدين الذين تتحرك طائرات خاصة لإسعافهم .. شوقي شفيق الذي أعتز بأنه واحد من أعز اصدقائي .. كان يبادر للسؤال عني و عن زوجتي بين الحين و الآخر و كان في كل مرة يعبر عن تفاعله و تألمه لألمي و حزني و يمدني بالنصح و بالعزيمة في كل مرة يتصل بي .. لذلك فأنا اليوم أشعر بحرقة و ألم شديدين سيما أنني آخر من يعلم و لم أستطع فعل شيء لأجله في هذه اللحظات .. كما أن تلفونه يرن و لا احد يرد .. أسأل الله ان يلطف به و يشفيه و أن لا يفجع المشهد الإبداعي و اليمن الإبداع و العطاء و التميز في شوقي شفيق ..