- في اول اعتراف رسمي بوجود مقاتلين إيرانيين خارج بلادهم، أكد قائد «الحرس الثوري» الإيراني محمد علي جعفري، وجود 200 ألف مقاتل في سورياوالعراق وأفغانستان وباكستان واليمن. ويلقي هذا التصريح الذي أدلى به جعفري خلال مراسم تأبين قيادي «الحرس»، «حميد رضا أسد إلهي»، الذي قتل في سوريا الشهر الماضي، الضوء على الدور الذي تلعبه هذه القوة العسكرية الموازية للجيش الإيراني الرسمي في دول المنطقة. وقال جعفري إنه يتطلع إلى «تشجيع» الجيل الثالث من «الثورة» لدعم «ولي الفقيه» في إيران، لافتًا إلى أهمية حضور الشبان الإيرانيين في معارك سورياوالعراق واليمن.
ويعمل الحرس الثوري خارج إيران عبر ذراعه الخارجية «فيلق القدس»، وهو فيلق يرأسه الجنرال قاسم سليماني، واللافت أنه لا يملك أية قوة عسكرية، لكنه يعوض عن هذا بوضع كل مؤسسات الحرس لاستعمالها عند الحاجة.
وكان «الحرس» يضم في الماضي أربع قوى أساسية هي القوات البرية والبحرية والجوية والقوة الصاروخية، ثم استحدث في الآونة الأخيرة قوة خامسة هي «قوة الردع الإلكتروني والاستخباري والثقافي»، وفق ما أفاد خبير متابع للشؤون الإيرانية. وذكر الخبير ل«الشرق الأوسط» أن «الحرس» يعمل في سوريا عبر مستشارين عسكريين يمسكون بمفاصل غرف العمليات، مضيفًا أن مقاتلي الحرس الذين توجهوا لدعم النظام السوري لم تكن لديهم قرارات تنظيمية، وإنما خبرات قتالية ويعملون في غرف العمليات المتقدمة.
وفيما يخص عمل «الحرس» في العراق، قال الخبير إن لهذه القوة الإيرانية «نحو 23 ألف متطوع يعملون ضمن خمسة فصائل تابعة للحشد الشعبي جرى تدريبها في محافظات واسط والعمارة والمثنى من قبل إيرانيين، ويدفع الحرس الثوري الإيراني مرتباتهم».
ويقول خبير بالشؤون الإيرانية إن “الحرس الثوري” مؤسسة موازية للجيش الإيراني٬ وله قيادة أركانه الخاصة٬ مشيًرا إلى أن الحرس كان يضم أربع قوى أساسية٬ هي القوات: البرية والبحرية والجوية والقوة الصاروخية وفيلق قدس٬ معلًنا أنه تم إضافة قوة سادسة أخيًرا هي “قوة الردع الإلكتروني والاستخباري والثقافي”.
وقال الخبير الذي رفض ذكر اسمه ل”الشرق الأوسط” إن قوات الحرس ترتبط بالجيش الإيراني بقيادة أركان مشتركة٬ يرأسها حسن فيروزآبادي٬ المقرب من المرجع الإيراني آية الله علي خامنئي. وأضاف أن الحرس يتبع مباشرة المرشد ولا علاقة له بالحكومة الإيرانية٬ لكنه أشار إلى ارتباطه بوزارة الدفاع من خلال بعض المسائل الإدارية المتعلقة بحصته من الموازنة العامة٬ مشيًرا إلى أن هذه الحصة تراجعت مع قدوم الرئيس حسن روحاني ليتم تعويضها من “بيت خامنئي”٬ أي من موازنة المرشد الأعلى. كما أشار أيًضا إلى أن الحرس بات يدير مجموعة أعمال تجارية واقتصادية مهمة من خلال “مؤسسة خاتم الأنبياء” التي تمر كل مشاريع الحرس من خلالها٬ موضًحا أن من بينها مشاريع طرق وبنى تحتية ومشاريع نفطية يجري تلزيمها لمؤسسات الحرس٬ كما أنه يمتلك شركة طيران تجارية خاصة تدعى “ماهان”.
وفيما يتعلق بعمل الحرس الثوري في سوريا٬ يقول الخبير إن الحرس يعمل عبر مستشارين عسكريين يمسكون مفاصل غرف العمليات٬ موضًحا أن المتطوعين الإيرانيين الذين قدموا إلى سوريا هم من عداد الحرس٬ لكنهم لم يأتوا بقرارات تنظيمية٬ لكنهم يمتلكون خبرات قتالية ويعملون في غرف العمليات المتقدمة٬ معتبًرا أن مقتل الجنرال همداني أخيًرا خلال وجوده في غرفة عمليات متقدمة هو دليل على ذلك٬ خصوًصا أن الرجل كان من المعتقد أنه سيكون خليفة سليماني في قيادة الفيلق. وكشف الخبير أن الإيرانيين خسروا خلال سنوات الأزمة السورية أكثر من 400 شخص موثقين بالأسماء لدى معارضين إيرانيين.
وكشف العميد أحمد رحال القيادي في الجيش السوري الحر أن الحرس الثور الإيراني يلعب دوًرا محورًيا في المعارك الدائرة على الأرض السورية. وأكد رحال في تصريح ل”الشرق الأوسط”٬ أن “عدد ضباط وعناصر النخبة للحرس السوري زاد في سوريا بعد التدخل الروسي٬ إلا أن الدور القيادي تراجع٬ إذ أصبح توجيه العمليات العسكرية على الأرض يأتي من قيادة العمليات الروسية”.
وأشار إلى أن الثقل الأكبر لوجود الحرس الثوري في جنوب حلب وفي محيط دمشق وريف درعا والقنيطرة٬ فضلا عن الساحل السوري في ريف اللاذقية٬ حيث يتولى القيادة الميدانية على الأرض”. وقال رحال: “بعد تراجع القدرات القتالية لدى جيش النظام٬ بدأ الحرس الثوري يأخذ دوًرا متقدًما في العمليات القتالية٬ ويدير المجموعات الميليشياوية العاملة تحت إمرته مثل حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية وغيرها من المرتزقة الذين يقاتلون معه لقاء أجر مادي”٬ لافًتا إلى أن “انغماسه بشكل أوسع في المعارك كان السبب في تكبده الكثير من الخسائر ومقتل عدد كبير من جنرالاته وعناصره”.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن وجود الضباط الإيرانيين في سوريا ينحصر حالًيا في ريفي حلب الجنوبي والشرقي٬ وفي ريف اللاذقية وبعض مناطق ريف دمشق٬ لافًتا إلى أنه يمكن الحديث عن أعداد قليلة من المقاتلين الإيرانيين في سوريا٬ ومعظمهم من الحرس الثوري ويحملون رتًبا عسكرية وليسوا من العناصر العاديين. وقال عبد الرحمن ل”الشرق الأوسط” إن هناك تقاسًما للأدوار على الجبهات السورية٬ ففيما تتولى موسكو وضباط روس غرفة عمليات ريف اللاذقية٬ تتولى طهران والنظام السوري غرف العمليات العسكرية في مناطق أخرى. وأضاف: “مثلاً عملية اغتيال قائد جيش الإسلام السابق زهران علوش٬ تمت بقرار روسي”. في هذه الأثناء٬ أصبح الحضور في مراسم التشييع والتأبين من “الأجندة” الثابتة لدى قادة الحرس الثوري. وارتفع عدد قتلى الحرس الثوري في سوريا إلى 25 في الأسبوعين الأخيرين٬ في حين تقول إيران إن فيلق القدس يقدم “الاستشارة” في سوريا٬ ويضم مقاتلين أفغاًناُيعرفون بفيلق “فاطميون” وكتائب “زينبيون”. وتعلن مواقع تابعة للحرس الثوري أن سقوط المئات من عناصره في سوريا يأتي دفاًعا عن الأمن القومي الإيراني ووحدة أراضيه.