تعد جبهات القتال بمديرية نهم شرق صنعاء، بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، أقرب الجبهات إلى أمانة العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الانقلابيين أي جبهات أخرى. وقد تمكنا خلال الأيام الماضية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من استعادة مناطق شاسعة بمديرية نهم بمحافظة صنعاء، أولى مديريات العاصمة، عقب عملية عسكرية واسعة، أطلقاها ضد الحوثيين وقوات صالح ديسمبر الماضي، تمكنا من خلالها استعادة جبلي صلب وقرود، ومناطق آل خريص وآل سالم وآل ناصر بمديرية نهم شرق صنعاء. وفي حديث خاص ل " اليمن العربي " أكد مدير المركز الإعلامي للمقاومة، محمد مبخوت العرشاني، أن المقاومة تمكنت من فرض السيطرة الكاملة على جبل صلب ووادي الخانق بمديرية نهم بصنعاء، كما تخوض حالياً معارك عنيفة ضد الحوثيين وقوات صالح بجبل قرود الذي وصلت إليه مؤخراً وتقترب من فرض السيطرة الكاملة عليه، وتخوض أيضاً معارك بمنطقة حريب القراميش على مشارف حدود مديرية بني حشيش شرق صنعاء. وعن ما إذا كانت هناك من جبهات أخرى ستفتح على صنعاء لاستعادتها، من قبل الجيش الوطني والمقاومة، قال العرشاني " أنه في الوقت الحالي لا تسعى المقاومة الشعبية إلى فتح أي جبهات أخرى إضافة إلى جبهم نهم " . إلا أنه في حال تمت الاستعادة بالكامل لمديرية صرواح التابعة لمحافظة مارب، والواقعة في غربها، على حدود صنعاء، فإن المعارك ستنتقل حينها إلى مديرية خولان، وستكون هناك جبهة ثانية في صنعاء. كما أنه في حال تقدم الجيش الوطني والمقاومة بمديرية الغيل جنوب محافظة الجوف، فإنه من المحتمل أن تفتح جبهة ثالثة بمديرية ارحب شمال صنعاء. وتعدان جبهات القتال بصرواح غرب مأرب والغيل جنوبالجوف، أقرب الجبهات إلى صنعاء بعد جبهة نهم شرق العاصمة .
من يحدد مصير العاصمة من خلال الحشد العسكري الضخم، لخوض معركة تحرير صنعاء، الذي أعده ويعده الجيش الوطني بمأرب بمساندة من التحالف العربي، المساند للشرعية والمقاومة باليمن، فإنه من المؤكد أن هناك إصرار عسكري من المقاومة والجيش والسلطات الشرعية والتحالف العربي، على استعادة العاصمة اليمنيةصنعاء عسكرياً، وإنهاء الانقلاب المتمثل في الحوثيين وقوات صالح. لكن من خلال جلوس السلطات الشرعية في اليمن خلال الأشهر الماضية على طاولة الحوار، ومطالبتها بتنفيذ القرار الأممي 2216 الذي يرفض الحوثيون وصالح تنفيذه، ومن خلال تهيئة التحالف العربي لأجواء الحوار بين الأطراف اليمنية، يتضح جلياً أن خيار استعادة صنعاء وإنهاء الانقلاب سلمياً، من أولويات التحالف العربي والسلطات الشرعية باليمن. وبهذا فإن مصير صنعاء لا يزال بيد صالح والحوثيين، فبتنفيذهم القرار الأممي رقم 2216 واطلاق سراح الأسرى والمعتقلين لديهم، بعد انهاء الانقلاب بتنفيذ القرار الأممي، فإن صنعاء ستعود سلمياً، ولن تشهد أية حرب أو عمليات عسكرية قتالية. لكن في حال أصر الحوثيون وصالح على مواصلة الانقلاب والقتال في تعز والبيضاء والجوفومأربوصنعاء، فإن العاصمة على موعد مع عمليات عسكرية برية واسعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، لاستعادة عاصمة اليمن، وإنهاء انقلاب وتمرد الحوثيين وقوات صالح .