* هل هي درَّاجة.. أم مجرَّد قطَّة؟ ولأنها ليست قطَّة متوحِّشة أو أليفة، وإنَّما وسيلة نقل تحمل على ظهرها واحد واثنين وثلاثة وأحياناً أربعة ركَّاب من الوزن الخفيف.. فهي درَّاجة نارية في عموم التسمية العربية، ومتور في صنعاء، وسيكل نار في حضرموت. * ومنعاً لأيِّ لبس في التوصيف قالت الداخلية والمرور بأن يوم السبت سيؤكِّد أنها درَّاجات نارية، حيث سيكون أصحابها ملزمين بالانصياع لقانون المرور.. وليتهم لم يصرِّحوا!! ليتهم «دعمموا» وتركوها تحطِّم قواعد المرور دون أن يقولوا لنا خلاص، من السبت نظام مرور يقُطّ المسمار ويطبَّق على الدرَّاجات التي تمشي على اثنتين أسوةً بالسيارات التي تمشي على أربع. * لم يحدث أيّ تعديل ولا هم يأمنون على أنفسهم من مخالفات وحوادث تقوم بها درَّاجات تنهب الشوارع باتِّجاه حركة الشارع وعكس الاتِّجاه.. تنتقل من جزيرة إلى أخرى وعبر الحواجز الفاصلة وفوق الأرصفة ومن وسط عربيات الباعة المتجوِّلين.. ولا بأس من حركة كثير من الدرَّاجات بدون أرقام.. وهنا يجد شياطين التفاصيل ضالَّتهم في ارتكاب الخطير من الجرائم والمرعب من الحوادث الأمنية وليس المرورية. * في الحوادث المرورية إذا صدمك المتور وأنت ماشٍ على قدميك فسيهرب عاكساً الخطّ ومتجاوزاً الجزيرة والرصيف والحاجز.. وإذا صدمك أو صدمته فأنت الغلطان بحسبة المزاج الشعبي وحسبة شرطي المرور وتقدير الراكب خلفه.. وهو مظلوم لأنه سقط من الدرَّاجة، فيما لا تزال أنت دون سقوط.. يعني أنت الغلطان، والويل لك من تقريع المحوّشين إذا كنت ترتدي نظَّارة شمسية أو حتى طبِّية.. الحجَّة مش عندك.. هي النظَّارة!! * ولأن معظم الدرَّاجات النارية تجوب الشوارع والأزقَّة بصورة فوضوية، فإن ركَّاب الدرَّاجات وليس السائقين، هم الذين يعطون الإشارات للآخرين إحساساً بالخطر وترجمةً لحقيقة أن سلامة الراس فايدة.. بل إن بعض الركَّاب يتولَّى بالنيابة عن السائق تسديد نظرات وكلمات الإساءة والشتيمة للآخرين.. متأثِّرين بفيروس العبث الذي يحيط بالدرَّاجات من الجهات الأصلية والفرعية للشارع. * وتعترف الإحصاءات المرورية بالمخاطر التي تزرعها «المتورات» وما تتسبَّب فيه من حصاد للأرواح وحصاد في صورة إعاقات.. كما تتسابق الوسائط الإخبارية للإعلان عن حوادث اغتيال سياسي وجنائي وثأري، ويشكو المجتمع من سرقات ونهب لحقائب نساء ومقتنيات مارَّة، لكن الدرَّاجات النارية مستمرَّة في عبثها وخطرها المزدوج على السائق والراكب والماشي، رغم وعود جهاز الأمن والمرور بإخضاع الدرَّاجات لقواعد المرور ابتداءً من ذات سبت. ولعلَّهم يقصدون سبت يوم القيامة.