استعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف التي تقودها السعودية، مركز مديرية ذباب، المدخل الجنوب للبحر الأحمر والتابع لمدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وذلك بعد نحو أسبوع من سيطرة ميليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح على المديرية. وتمكنت قوات الشرعية من استعادة منطقة ذباب الاستراتيجية بعد هجوم شنته على الميليشيات الانقلابية، في الوقت الذي تمكنت من الاقتراب إلى نقطة المنصورة القريبة من قيادة معسكر العمري في منطقة ذباب الذي لا تزال ميليشيات الحوثي وقوات صالح تسيطر عليه، حيث لا تزال المواجهات مستمرة، ورافقها الدعم الجوي للقوات الشرعية من مروحيات الأباتشي من قبل قوات التحالف التي شاركت في المعارك. وأحبطت قوات الجيش والمقاومة الشعبية هجوما للميليشيات الانقلابية في الجبهة الشرقية والجنوبية في محاولة للسيطرة على مواقع تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية ورافقها قصف صاروخي عنيف على أحياء شرق مدينة تعز بما فيها الجحملية وكلابة والدعوة وثعبات وقلعة القاهرة ومركز مديرية المسراخ، جنوبالمدينة، ما أسفر عن مقتل وجرح ما لا يقل عن عشرة أشخاص. وفي الجبهة الجنوبية تكبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر الفادحة في جبهة المسراخ، جنوبالمدينة، في محاولة منهم لاستعادة مركز المديرية الذي تم تحريره من قبل قوات الشرعية قبل أيام. كما سقط جرحى معظمهم من النساء جراء قصف الميليشيات تجمعا للمواطنين أمام أحد أماكن توزيع مياه الشرب بحي سنان. ومن جانبه، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، ل«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وصالح شنت هجوما عنيفا مسنودا بقصف صاروخي ومدفعي على مواقع المقاومة والجيش في منطقة الأقروض وقرى المسراخ في محاولة لاستعادة مديرية المسراخ التي سيطرة عليها قوات الشرعية بالكامل، حيث استمرت المعارك ساعات طويلة وسقط خلالها عدد من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح». وأضاف «تمكن رجال الجيش والمقاومة الشعبية في عدد من الجبهات القتالية في تعز من إحداث تحول في سير الأعمال القتالية وتحقيق تقدم وإلحاق الهزائم بميليشيات الحوثي والمخلوع الذي انعكس إيجابيًا على الروح المعنوية والقدرات القتالية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأثر سلبًا على عناصر الميليشيات، ما أدى إلى حالة من الانهيار والتفكك في صفوفها وانخفاض في الروح المعنوية وقد سجل في الأيام القلائل الماضية حالات فرار وانسحابات لكثير من عناصرهم في عدد من الجبهات القتالية».
في المقابل، دفعت قوات التحالف والجيش الوطني بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهتي حرض وميدي، شمال غربي العاصمة صنعاء، عند الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، جراء اشتداد المواجهات العنيفة في المناطق الحدودية بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني، من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوععلي عبد الله صالح، من جهة أخرى، وسقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين.
ونفت مصادر عسكرية ل«الشرق الأوسط» الأخبار التي تداولتها المواقع الإخبارية التابعة للحوثي وصالح حول استعادة الميليشيات الانقلابية السيطرة على حرض وميدي في محافظة حجة، التابعة لإقليم تهامة، وأن ما يجري هو عمليات كر وفر في مناطق المواجهات، خاصة بعدما حررت قوات الشرعية ميناء ميدي من الميليشيات الانقلابية. وقال إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تنفذ هجماتها في مناطق حدودية على مواقع الميليشيات ردا على خروق هذه الأخيرة التي تقوم فيها من وقت لآخر، ومنذ بدء العملية العسكرية لقوات التحالف عملياتها لتحرير محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، والسيطرة على ميدي وتطهيرها بشكل كامل، كثفت الميليشيات هجومها على مدينة ميدي».
وفي جبهة حرض، شهدت هي الأخرى مواجهات عنيفة وشارك فيها طيران التحالف الذي شن غاراته على مواقع للميليشيات عند الشريط الحدودي بين السعودية واليمن وغارات أخرى على مواقع وتجمعات الميليشيات في المنفذ ومدينة حرض الحدودية.