شحنة السلاح التركية التي ضبطت مؤخرا في ميناء عدن داخل حاويه تجارية مموهة بكراتين البسكويت والحلاوة تدعونا كدولة معنية وجهات أمنية إلى المزيد من اليقظة خاصة وقد ابتكر تجار السلاح و الموت طرق متعددة لإدخال صفقاتهم الشيطانية وكأن البلاد ناقصة سلاح وفي حاجة إلى المزيد لحماية المتحاورون في مؤتمرهم القادم !!! هناك من يريد إفشال الحوار الوطني القادم بأي وسيلة كانت ودخول السلاح إلى البلد في هذا التوقيت بالذات مؤشر خطير على أن هناك بالفعل أطراف داخلية وأطراف خارجية تريد إشعال البلد من جديد وسحب الجميع في الداخل إلى المربع الأول !!!
الدور التركي لا يزال دور غامض ومريب في اليمن وفي غير اليمن " سوريا ابلغ مثال على ذلك " خاصة إذا نظرنا إلى الأمور بمنظار المصلحة الوطنية العليا لليمن ولأمنها القومي بعيدا عن الاستقطابات السياسية والمحاور الإقليمية التي برزت مع موجه ما يسمى بالربيع العربي .
لازلنا نتذكر كمية الأسلحة الكبيرة التي ضبطت قبل مدة في دبي وهي في طريقها إلى اليمن بعد أن تم شحنها من مصانع السلاح التركية كهذه التي ضبطت قبل أيام في ميناء عدن وهذا فقط ما تم اكتشافه ... أي أن هناك فرضية لكميات أخرى قد تم إدخالها في فترات سابقة دون أن تكتشف وهي فرضية قائمة في ظل الصراع السياسي السائد والتكالب الإقليمي على اليمن وعلى موقعة الاستراتيجي ...
العجيب والمريب والجديد في الأمر هو هذا الالتقاء التركي الإيراني في مسألة تهريب وإغراق اليمن بوسائل الموت والصراع الدموي مع إن هاتان الدولتان لا تزالا تشكلان نقيضين في الظاهر ولكنهما استراتيجيا يطمعان في بسط نفوذهما على كامل الأرض العربية .. الأول يعمل بخبث ودهاء تحت ستار الإمامة وولاية الفقيه والثاني يعمل بخبث ودهاء أيضا تحت ستار وحدة " الجماعة " و الخلافة الإسلامية... وكلاهما في حقيقة الأمر يخدعا الجميع " شيعة وسنة عرب " ويعملا فقط لإعادة الإمبراطورتين الفارسية والعثمانية ( حكم البشوات ) في ظل انعدام أي مشروع عربي استراتيجي يستطيع مواجهه التحديات والأطماع الإقليمية والدولية المتزايدة حول الأمة العربية والتي تستهدف شعوبهم وثرواتهم ومقدراتهم وموقعهم الجغرافي الاستراتيجي !!! .