شهدت العديد من جبهات القتال المحتدمة في اليمن خروق مبكرة للحوثيين وقوات صالح، بالترافق مع التزام قوات الجيش الوطني والمقاومة المسنودة من قوات التحالف العربي بوقف إطلاق النار. وأكدت مصادر عسكرية أن الساعات الأولى التي عقبت بدء سريان الهدنة شهدت تجاوزات وخروقات ارتكبتها ميليشيا الحوثيين وقوات صالح، مشيرة إلى أنه تم رصد قيام الانقلابيين بقصف مواقع تمركز قوات اللواء 35 مدرع في شمال غرب تعز، بالتزامن مع محاولات مجاميع منهم التسلل مجدداً إلى منطقة «الضباب». وفي جبهة نهم بادر الانقلابيون إلى استغلال بدء سريان الهدنة بنقل معدات عسكرية إلى مناطق متاخمة لمنطقة «نقيل غيلان»، قبيل أن تتصدى لهم قبائل موالية للشرعية. وشهدت منطقة «حرف سفيان» احتشاد أعداد كبيرة من ميليشيا الحوثيين بالقرب من محيط معسكر «العمالقة»، حيث فشل الحوثيون في اقتحام المعسكر. وفي منطقة صرواح أكد الشيخ عبدالعزيز أحمد علي ناصر الشريف أحد الناشطين في المقاومة الشعبية، أن الانقلابيين خرقوا الهدنة وحاولوا معاودة التمركز. من جهة أخرى شهدت جبهة «الجوف» حالة من الهدوء النسبي مقارنة ببقية الجبهات لاعتبارات تتعلق بصعوبة الموقف العسكري للانقلابيين. كما شهدت صنعاء تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف العربي التي حلقت على علو منخفض دون أن يترافق ذلك مع قصف مواقع ميليشيات الحوثي وصالح. ونشر الحوثيون أعداداً من مسلحيهم في شوارع صنعاء مع بدء سريان الهدنة في إجراء ترافق مع ظهور لافت للدوريات الراكبة التابعة للجماعة والتي انحسر ظهورها خلال الفترة الأخيرة. وكانت غرفة عمليات المجلس العسكري بمحافظة تعز سجلت أكثر من 12 خرقاً لميليشيا الحوثي وقوات صالح في الساعة الأولى من سريان الهدنة. وقال المجلس العسكري في بيان له «إنه وبرغم التزام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بوقف إطلاق النار منذ بدء سريانه امتثالاً لتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلا أن الميليشيات الانقلابية ممثلة في الحوثيين وقوات صالح خرقت الهدنة من اللحظة الأولى في كل الجبهات». وأضاف «إننا نؤكد أنه وبرغم استمرار الخروقات الممنهجة التزامنا بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم وتمسكنا بحقنا في الدفاع والرد على مصدر النيران».
وأشار البيان إلى أن الخروقات التي ارتكبتها الميليشيا الانقلابية جميعها خاصة بالأهداف العسكرية وليس المدنية التي لم يدرجها الرصد. وذكر أن الخروقات شملت عمليات قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في كل الجبهات ومحاولات تقدم على الأرض تم التمهيد لها بكثافة نارية مقصودة بدليل ما أعقبها من تقدم على الأرض.
