العرب الدولية :تواصل السعودية إجراءاتها الهادفة إلى تجفيف منابع الإرهاب، ولعل آخرها إعلانها أنها لن تتسامح مع أيّ شخص أو مؤسسة يجمع تبرعات للسوريين عبر الطرق غير الرسمية، جاء ذلك بعد أن رصدت ارتفاعا في عدد جامعي التبرعات لجهات غير معلومة. العرب [نُشر في 12/06/2016، العدد: 10304، ص(3)] السعوديون: رمضان شهر التعبد والصدقة الرياض - شددت المملكة العربية السعودية من إجراءاتها ضد جامعي التبرعات للسوريين عبر الطرق غير القانونية. وتأتي هذه الخطوة لمنع وقوع التبرعات بأيدي الجماعات الإرهابية في سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ العام 2011، وأيضا للحيلولة دون حصول عمليات احتيال تحت عنوان “نصرة السوريين”. وأعلن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن السلطات الأمنية في المملكة ستقوم بالقبض على أيّ شخص يقوم بجمع التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل (أس أم أس) مستغلين في ذلك معاناة الأشقاء السوريين والصراعات الدائرة في المنطقة. وقال اللواء منصور التركي، في بيان له السبت، “سيتم ضبط كل من يدعو أو يقوم بجمع التبرعات بدون ترخيص للأشقاء السوريين”، مشيرا إلى أنه سيتم “إخضاعهم للأنظمة المرعية بالمملكة وإيقاع الحجز التحفظي على حساباتهم البنكية المعلنة لجمع الأموال”. وأعلن التركي أنه “سيتم أيضا إبعاد غير السعوديين ممن يرتكبون مخالفة الأنظمة بجمع التبرعات بعد تطبيق العقوبات المقررة نظاماً بحقهم”. وتخشى المملكة العربية السعودية من وقوع الأموال المرسلة من داخلها بأيدي الجماعات الجهادية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتعرض هذه الأيام لضربات قاسمة في شمال سوريا على أيدي قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف. وتشارك السعودية ضمن التحالف الدولي لدحر داعش في العراقوسوريا. وإلى جانب مشاركتها الفاعلة في التحالف، اتخذت القيادة السعودية في العامين الأخيرين جملة من الإجراءات لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وقامت المملكة في هذا الصدد بتطوير الأنظمة واللوائح ذات الصلة، كما أعادت تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية. وأكد التركي أن “جمع التبرعات بدون ترخيص من الجهات المختصة يعد عملاً مخالفاً للأنظمة المرعية بالمملكة ومنها نظام مكافحة الإرهاب وتمويله”، مشيرا إلى أن هذا العمل “سيعرض من يقوم به أو يستجيب له للمساءلة النظامية”. وأهابت وزارة الداخلية “بجميع المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر من التعامل مع مثل هذه الدعوات المخالفة للنظام، وتوجيه تبرعاتهم المالية مباشرة للجهات المعنية بتقديم المساعدات لمحتاجيها المتمثلة في مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية بالخارج، والحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا بإشراف وزارة الداخلية، أو للجمعيات الوطنية المرخّصة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية”. وأعلن اللواء التركي أن صدور هذا البيان جاء “في ضوء ما تم رصده من قيام أشخاص وكيانات (مؤسسات شركات) غير مصرح لهم بانتهاز رغبة المواطنين والمقيمين بالمملكة بالعمل الخيري خلال شهر رمضان المبارك للدعوة لجمع التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل القصيرة مستغلين في ذلك معاناة الأشقاء السوريين والصراعات الدائرة في المنطقة. وأشار إلى أنهم “ينشرون أرقام هواتفهم لتعزيز الثقة بهم ويعلنون عن حسابات بنكية لإيداع التبرعات فيها وهو ما يخالف الأنظمة المرعية بالمملكة ومنها نظام مكافحة الإرهاب وتمويله”. ومعلوم أن العديد من الشخصيات والمؤسسات الداعمة للجماعات الجهادية تستغل شهر رمضان لتسجيل مزيد من التبرعات، لفائدة الأخيرة. واليوم وعلى ضوء القتال المستعر في كل من سورياوالعراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية يتوقع متابعون أن يكثف موالو التنظيم من دعمهم إياه، وهو ما سبق وألمح إليه المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، حين حذر من أن تدخل ميليشيات الحشد الشيعي في معركة الفلوجة ساهم في رفع عدد المتبرعين لداعش، تحت عناوين مختلفة منها “أطفال الفلوجة”. وقال اللواء منصور التركي لصحافيين أميركيين، في مؤتمر صحافي على الهاتف نظمته السفارة السعودية بواشنطن الخميس الماضي، “السيطرة على عواطف الناس غير ممكن ولكن ما يمكن للمملكة السعودية أن تسيطر عليه هي حملات الإغاثة المزيفة التي تهدف إلى جمع أموال تحت اسم ‘أطفال الفلوجة' في حين أنها في الواقع تهدف لتمويل الإرهاب”. وتشارك ميليشيات الحشد الشعبي التي تموّلها إيران في معركة الفلوجة ضد تنظيم داعش، وهناك معطيات متواترة عن ارتكابها لانتهاكات بحق النازحين من المدينة السنية الواقعة غرب العراق. واتهم مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي، الحكومة العراقية الحشد الشعبي بممارسة “الإرهاب” بحق المدنيين السنة، بحجة محاربة تنظيم داعش. وبدأت القوات العراقية في 23 مايو الماضي، حملة عسكرية، لاستعادة الفلوجة التي سقطت بأيدي التنظيم في العام 2014.