اكد الشيخ محمد بن ناجي الشائف ان جر الدولة الى المماحكات الحزبية والابتعاد عن التنمية هو ما فاقم الاوضاع في صعدة والجنوب تسبب بتزايد نشاط تنظيم القاعدة , وقال ان " مشكلة صعدة بدأت أولاً مذهبية عادية صغيرة ولكن عندما تطوّرت وظهرت مطامع إيران ومساعي المد الفارسي توسّعت وخرجت من مشكلة يمنية ومذهبية إلى إقليمية. مشكلة صعدة أصبحت إقليمية، وإيران هي التي تثيرها وهي التي تنهيها". لافتا الى "ان الحراك الجنوبي لم يأت من نفسه، أتى به فساد الدولة والانفلات الأمني. تذمّر الناس وقاموا بمظاهرات، ثم دخلت فيه السياسة، الحراك بدأ عادياً في إطار شكاوى أو تظلّمات وارتفعت الوتيرة حتى دخل فيه بعض السياسيين السابقين من الحزب الاشتراكي الذين قاموا بالانفصال فاستغلوه وتوسّعت المشاكل ولعبوا على وتر الفساد. فتطوّرت المطالب إلى حد المطالبة بانفصال الجنوب الذي أعتقد أنه مستحيل ". واعرب الشيخ الشائف في حوار مع مجلة الاهرام العربي عن اسفه لمستوى العلاقة الهزيلة بين الحزب الحاكم واحزاب المعارضة , وقال " لو وقّعنا نحن والمشترك مليون ورقة كل يوم لا نيّة للإصلاح ولا نيّة للاتفاق. كل منا يشتم الآخر، كل منا يحاول أن يلعب بالأوراق على الآخر, وعندما نجتمع ويبحث كل منا كيف نصلح الأوضاع في اليمن سنتّفق ". وحول تنظيم القاعدة في اليمن . قال ان "القاعدة تنظيم مدرّب ولديه تكتيك وخبرات ورجال نافذون ، حتى لو كانوا قلة لكنهم خطرون " مضيفا "هناك اختلالات أمنية وأي تنظيم يستطيع أن يسرح ويمرح، فما بالك بتنظيم عالمي مثل القاعدة ، وأي عصابة شر تستطيع أن تفعل للبلد مشكلة في ظل الأوضاع الحالية والانفلات الأمني". واستبعد الشيخ الشائف التدخل العسكري في اليمن , وقال ان الأمريكان أنفسهم لا يريدون تدخّلا عسكريا،ولكنهم يفكرون في بناء دولة فيها الأمن والاستقرار وهذا في صالحهم وصالح المنطقة والعالم. وتحدث الشيخ الشائف عن العلاقة بين الدولة والقبيلة بالقول " القبيلة جزء من الدولة ولا تستطيع أن تلغي القبيلة في اليمن ، القبيلة موجودة على امتداد اليمن ، شرقها وغربها ، وشمالها وجنوبها. القبائل موجودة في مفاصل الدولة الرئيسية وقيادتها والجيش والأمن. أما من ينتقد دور القبيلة فهذه ذرائع وحجج الفاشلين الذين يروّجون أن القبيلة هي سبب مشاكل الدولة. لا بالعكس ، من يحمي منطقة لا تتواجد فيها الدولة من اللصوص هي القبيلة ، مثلاً في محافظة الجوف التي لا تتواجد الدولة في أغلبها من يحمي الناس ويحمي مصالحهم وممتلكاتهم ؟ تحميها العادات والتقاليد القبلية. لهذا دور القبيلة دور سياسي كبير ، والقبيلة دافعت عن الثورة والوحدة والقبائل والمشائخ هم جزء من مسئولي الدولة". وطالب الشيخ الحكومة بتغيير سياساتها واجتثاث الفساد الامني لمواجهة التحديات التي تواجه اليمن حاليا , وقال " ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه هو الفساد. حتى الذين ينادون بالديمقراطية والحريات أو فك الارتباط والذين في صعدة والقاعدة أو ما يسمى بلجنة الحوار الوطني، هم جنوا المال من الفساد وهم رأس الفساد". موضحا "ان قادة المشترك هم مجموعة أشخاص خرجوا من رحم السلطة والحكومة، وإذا كنت أقول أن هناك من هم في الحكومة فاسدين فإن المشترك أكثر فساداً. لو ذهب المؤتمر وحل محله المشترك وإذا كان المؤتمر يفسد في السنة 10% فإن المشترك يفسد 100% . وهاجم الشيخ الشائف الهيئة العليا لمكافحة الفساد , مشيرا الى انها جاءت من وزراء ومسئولين كانوا يعتبرون جزءا من الفساد. ولفت الى ان العلاقات اليمنية السعودية وطيدة وممتازة , وقال " يجب أن تكون كذلك، ونحن بالنسبة لنا المملكة جار كبير وحدودنا معها طويلة وأنا أعتبرها عمقا لليمن ونحن عمق لها أيضاً. العلاقة بيننا هي بين الشقيق الكبير بأخيه الصغير ".
فيما يلي نص الحوار :
هذا حوار استثنائي مع شخصية يمنية مرموقة من العيار الثقيل تجمع ما بين الزعامة القبلية والدور السياسي والاجتماعي الفاعل ، فهو جزء من الدولة والحزب الحاكم بحكم منصبه كعضو في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ، ويرأس أيضا لجنة الحريات وحقوق الإنسان في البرلمان ، ولكنه كذلك نجل شيخ مشايخ قبيلة بكيل كبرى القبائل اليمنية .. الشيخ محمد بن ناجي الشايف الزعيم القبلي والسياسي المعروف والشخصية الإجتماعية البارزة والذي فضل في حواره مع ( الأهرام العربي ) ألا يجامل أحدا أو يزين الكلمات ، بل أن صراحته تصل إلى حد الصدمة أحيانا خصوصا عندما يرجع كل مصائب اليمن وأوجاعها الحالية إلى الفساد سواء تمرد صعدة أو الحراك الإنفصالي في جنوب اليمن أو حتى وجود تنظيم القاعدة ، إنه لا يتهم حزبه فقط بالفساد بل والمعارضة أيضا ، لكنه يشدد على أن القبائل اليمنية جزء من الدولة ، ويرى أن إنفصال اليمن من جديد مستحيل . يحلل الشيخ محمد ناجي الشايف في حواره الأوضاع الجارية في اليمن والملفات الساخنة برؤية القريب من الأحداث والمطلع على التطورات، نافيا تماما أن تكون الولاياتالمتحدة راغبة في التدخل عسكرياً ، وإنما يرى أنها تسعى لمساعدة بلاده وبناء دولة فيها الأمن والاستقرار . وهنا نص الحوار . *كيف تنظر إلى الواقع السياسي في اليمن.. وما رؤيتك للأحداث السياسية المتفاعلة على الساحة اليمنية ؟ **للأسف الشديد بعد الوحدة عام 1990 كان من المفروض على اليمنيين أن لا يكتفوا بتحقيق الوحدة فقط، بل أن يعملوا جاهدين لمرحلة ما بعد الوحدة. مثل كيف نبني هذا البلد بناءً اقتصادياً وتنموياً بشكل عام، لكن الذي حدث أننا دخلنا بعد الوحدة في معمعة ، وأخذ ورد ، ومماحكات حزبية استمرت طوال هذه الفترة وحتى الآن، ونسينا أصلا لماذا اتّحدنا وماذا يجب عمله . نحن اتّحدنا من أجل أن نعيش في وطن واحد وأن نسلم من الحروب بين الشمال والجنوب سابقاً، وأن نوجّه كل طاقاتنا لبناء اليمن بناءً تنموياً وديمقراطياً حقيقياً، لكن الذي حدث أننا اتّجهنا إلى المماحكات الحزبية فمرة هناك انتخابات ومرة هناك مقاطعة وإصدار بيانات. استهلكنا الوقت في تلك المماحكات وجرّ الدولة إليها، وابتعدت الدولة عن التنمية أساساً ولهذا ظهر الفساد بقوة في كل أجهزة الدولة، واستشرى الفساد وأصبح من الصعوبة أن تقضي عليه. وعندما اضّطربت الأمور واختلّ الأمن في المحافظات وبدأ الأشخاص الذين لديهم أغراض سياسية مثل الحوثي يفكرون لماذا لا أستقل بصعدة وبدأ الحراك في الجنوب وتزايد نشاط تنظيم القاعدة. وهنا تكالبت التهديدات لأننا لم نتجه إلى التنمية بل إلى مماحكات حزبية . حوار وطني *هل هناك ضمانات لإنجاح الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس علي عبد الله صالح.. خصوصاً أن هناك بعض الأطراف السياسية ترفض المشاركة فيه؟ **المؤتمر أمهل أحزاب اللقاء المشترك لتحديد موقفها من الحوار. لو وقّعنا نحن والمشترك مليون ورقة كل يوم لا نيّة للإصلاح ولا نيّة للاتفاق. كل منا يشتم الآخر، كل منا يحاول أن يلعب بالأوراق على الآخر. أعترف لك سواء كنا في الحزب الحاكم أو المعارضة كل منا يبحث كيف يوقع الآخر. عندما نجتمع ويبحث كل منا كيف نصلح الأوضاع في اليمن سنتّفق. لكن الآن كل منا يبحث عن مكاسب ويفتش عن أخطاء ارتكبها الطرف الآخر، وكيف يسحب البساط من تحته، وكيف نعقّد المشاكل من أجل أن نستفيد منها. هذا هو الحاصل للأسف. خطر القاعدة **هل تعتقد أن هناك مبالغة في تقدير خطر تنظيم القاعدة في اليمن أم أنه فعلاً أصبح يشكل خطراً يستوجب التحرّك بقوة ضدّه ؟ **تنظيم القاعدة موجود في اليمن، وهو تنظيم مدرّب ولديه تكتيك وخبرات ورجال نافذون ، حتى لو كانوا قلة لكنهم خطرون بالفعل لأنهم يقومون بأفعالهم قبل أن يتحدّثوا عنها. هناك اختلالات أمنية وأي تنظيم يستطيع أن يسرح ويمرح، فما بالك بتنظيم عالمي مثل القاعدة ، وأي عصابة شر تستطيع أن تفعل للبلد مشكلة في ظل الأوضاع الحالية والانفلات الأمني، أما إذا كان تنظيم القاعدة فيستطيع أن يقوم بتهديد الأمن والاستقرار في البلد. دعم القاعدة *هناك من يقول أن بعض القبائل تساند تنظيم القاعدة وتحتضنه ؟ ** لا .. هذا الكلام ليس صحيحاً. إذا جاء شخص من القاعدة إلى إحدى قبائل البدو في الربع الخالي مثلاً أو في محافظة من المحافظات الشرقية، يصل إليهم ويعيش معهم ويشاهدونه وهو يصلّي ويرتدي ثوب الدين فيعتقدون أن هذا رجل صالح ويجب حمايته. لكنهم لا يعرفون ما بداخل هذا الرجل من لؤم وحقد على الوطن والإنسان والمسلم وغير المسلم. دور القبيلة * في هذا السياق من وجهة نظرك كيف ترى العلاقة بين الدولة والقبيلة ؟ **القبيلة جزء من الدولة ولا تستطيع أن تلغي القبيلة في اليمن ، القبيلة موجودة على امتداد اليمن ، شرقها وغربها ، وشمالها وجنوبها. القبائل موجودة في مفاصل الدولة الرئيسية وقيادتها والجيش والأمن. أما من ينتقد دور القبيلة فهذه ذرائع وحجج الفاشلين الذين يروّجون أن القبيلة هي سبب مشاكل الدولة. لا بالعكس ، من يحمي منطقة لا تتواجد فيها الدولة من اللصوص هي القبيلة ، مثلاً في محافظة الجوف التي لا تتواجد الدولة في أغلبها من يحمي الناس ويحمي مصالحهم وممتلكاتهم ؟ تحميها العادات والتقاليد القبلية. لهذا دور القبيلة دور سياسي كبير ، والقبيلة دافعت عن الثورة والوحدة والقبائل والمشائخ هم جزء من مسئولي الدولة. حماية الوحدة *في ظل التحدّيات السياسية التي تواجه اليمن وخاصة تصاعد أعمال العنف المسلّح لما يسمى بالحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.. هل هناك مخاوف على الوحدة اليمنية ؟ **الحراك الجنوبي لم يأت من نفسه، أتى به فساد الدولة والانفلات الأمني. تذمّر الناس وقاموا بمظاهرات، ثم دخلت فيه السياسة، الحراك بدأ عادياً في إطار شكاوى أو تظلّمات وارتفعت الوتيرة حتى دخل فيه بعض السياسيين السابقين من الحزب الاشتراكي الذين قاموا بالانفصال فاستغلوه وتوسّعت المشاكل ولعبوا على وتر الفساد. فتطوّرت المطالب إلى حد المطالبة بانفصال الجنوب الذي أعتقد أنه مستحيل . طبعاً هناك في المحافظات الجنوبية والشرقية قبائل مثل المحافظات الشمالية، فأعتقد أن القبائل متفقة على أنه بدون وحدة اليمن لن يكون هناك يمن بل سيكون هناك تفتّت، وإذا لم يكن اليمن متّحدا سيتحوّل إلى دويلات وليس إلى شمال وجنوب فقط. *وكيف يتم المحافظة على الوحدة برأيكم ؟ **أن تغيّر الحكومة سياستها بمقدار 180 درجة ، الفساد الحكومي هو سبب الانفلات الأمني وتمرّد صعدة أو إرهاب القاعدة، وأنا أقولها بكل صراحة وأنا عضو لجنة عامة في الحزب الحاكم. ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه هو الفساد. حتى الذين ينادون بالديمقراطية والحريات أو فك الارتباط والذين في صعدة والقاعدة أو ما يسمى بلجنة الحوار الوطني، هم جنوا المال من الفساد وهم رأس الفساد. * ولكن هناك آليات لمكافحة الفساد مثل الهيئة العليا لمكافحة الفساد واللجنة العليا للمناقصات والمزايدات وغيرها ؟ **الهيئة العليا لمكافحة الفساد جاءت من وزراء ومسئولين كانوا يعتبرون جزءا من الفساد ، المفروض أن تأتي بأناس مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة. هل قدّمت الهيئة مسئولاً أو حتى فرّاشاً للمحاكمة، أما وزير أو مسئول كبير في الدولة فهذا من رابع المستحيلات. أريد أن يقدّموا ولو فرّاشاً للمحاكمة. الناس كلهم يتحدّثون عن الفساد أين هم الفاسدون؟ لو طلبت جهة معيّنة شهادتي عن الفاسدين لأعطيتها. عندما تكلمت مع مسئول كبير عن فاسدين قال لي هات وثائق. لما أقول لديه أرصدة في الخارج لا يستطيع أن يحصل عليها من راتبه لسنوات طويلة أليس هذا فسادا ؟ حرب صعدة *مشكلة صعدة هل هي مذهبية أم سياسية؟ كيف تراها؟ **مشكلة صعدة بدأت أولاً مذهبية عادية صغيرة ولكن عندما تطوّرت وظهرت مطامع إيران ومساعي المد الفارسي توسّعت وخرجت من مشكلة يمنية ومذهبية إلى إقليمية. مشكلة صعدة أصبحت إقليمية، وإيران هي التي تثيرها وهي التي تنهيها. *وما الحل برأيك؟ هل هو سياسي أم عسكري؟ **الحل العسكري كان الأضمن لكن للأسف لم يتم مواصلة الحرب. تصل الحرب إلى حد معيّن ثم تتوقف لا أعرف لماذا ؟ لكن المفروض حسمها عسكرياً لأن هذا تمرّد. التمرّد لا ينبغي التفاوض معه من قبل السياسيين. على ماذا تتفاوض على استقلال صعدة؟ فإذا استقلّت صعدة فستفعل مثلها باقي المحافظات اليمنية غداً. *بعض الحوثيين بدأوا يتسلّلون إلى محافظة الجوف.. ما دور القبائل في التصدّي لهم ؟ **هناك من يتسلّل وهناك مجاميع كبيرة في الجوف أتت نتيجة غياب الدولة ونتيجة الحرمان. أحدهم حوثي لماذا ؟ لأنه تذمّر مثلاً من ابن عمه أو شيخ قبيلته أو ضابط ما أو تذمّر من الوضع الاقتصادي فانضم إلى الحوثيين وهو أساساً ليس حوثياً ، هناك أشخاص تذمّروا من الحكومة أو من ضباط أمن وتحوّلوا إلى حوثيين وهم ليسوا كذلك . العلاقات مع السعودية * وكيف تقيّم علاقة القبائل بالمملكة العربية السعودية ؟ **العلاقات اليمنية السعودية وطيدة وممتازة ويجب أن تكون كذلك، ونحن بالنسبة لنا المملكة جار كبير وحدودنا معها طويلة وأنا أعتبرها عمقا لليمن ونحن عمق لها أيضاً. العلاقة بيننا هي بين الشقيق الكبير بأخيه الصغير ، وعلاقة القبائل بالمملكة علاقة ممتازة وعلاقة جوار وتوظّف لصالح اليمن. *ما رأيك في العلاقات التي تقيمها بعض أحزاب المعارضة وخصوصا من المحسوبين على اللقاء المشترك مع معارضين مقيمين في الخارج ؟ **قادة المشترك هم مجموعة أشخاص خرجوا من رحم السلطة والحكومة، وإذا كنت أقول أن هناك من هم في الحكومة فاسدين فإن المشترك أكثر فساداً. لو ذهب المؤتمر وحل محله المشترك وإذا كان المؤتمر يفسد في السنة 10% فإن المشترك يفسد 100%. هم إخواننا ونعرف بعضنا بعضاً ونعرف أنهم أكثر فساداً منا وأنهم من أفسدوا الدولة. إتصال مع إنفصاليين *هناك مشايخ قاموا بوساطات بين قادة معارضين في الخارج كعلي سالم البيض في بيروت مثلاً.. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟ **العتب ليس عليهم، إنما على الذين جعلهم يسرحون ويمرحون. قبل عام 90 لم يكن هؤلاء المشايخ شيئاً ، إذا كان هناك من فضل فهو للوحدة التي جعلتهم يكبرون ويبحثون عما هو أكبر منهم، الاتصال بالخارج هو محاولة تسلّق للوصول إلى السلطة. السلطة أقول لك من هنا نحن لن نعطيها لآخرين نعرفهم ونعرف من هم ، السلطة كما يقولون مثل الصحة مثل العافية فلا أحد يعطي عافيته لأحد. بحثنا عن السلطة عن طريق انتخابات فاز بها المؤتمر. إذا أردت سلطة عليك بصناديق الاقتراع وليس بالصحف والاتصال بالانفصاليين وتشويه سمعة الناس أو المزايدة بشيء وأنت أصلاً تفعله ، لا تنه عن فعل وتأت بمثله ، هؤلاء هم مشايخ الموضة . *أنت عضو في البرلمان.. هناك من ينتقد أداء البرلمان الرقابي. لماذا برأيك؟ **أنا أتّفق معك في أن الدور الرقابي للبرلمان ليس بالدور المطلوب، وهو دور ضعيف وهزيل. وأؤكد لك أن من أضعف البرلمان هو كتل المشترك والمؤتمر. هم من قضوا على دور البرلمان.
*هل تقصد أن يكون هناك استقلالية أكبر في البرلمان؟ **نعم.. المفروض عندما تدخل إلى قبة البرلمان تتحدّث كنائب للشعب وليس كنائب عن حزبك ، أن تراعي مصلحة الشعب قبل أن تراعي مصلحة حزبك. نحن الآن عندما ندخل البرلمان نعمل بآلية حزبية كأننا في لقاء حزبي. عندما تنظر إلى القاعة تعتقد أنك في لقاء أحزاب، المفروض أن تجد برلمانيا يتحدث عن مصالح بلد ومواطنين ولا يمثّل حزبه ويحاول فرض رؤيته على الآخر. الاعتقالات السياسية *بصفتك رئيس لجنة الحريات وحقوق الإنسان في البرلمان.. هناك انتقادات لاعتقال أو احتجاز صحفيين ومحاكمتهم. ما رأيك ؟ **أنا ضد الاعتقالات السياسية, أنا مع أن تقول أن شخصاً ما أخطأ في حق البلد أو أساء إليه فليقدم للمحاكمة. لكن أن تعتقله وتخفيه أنا ضد هذا الأسلوب. واللجنة عملت وفق هذه الرؤية وتواصلت مع الجهات المختصّة وقلنا لهم إذا كنتم قد قمتم بهذا العمل فهذا ليس حلاً وهو مخالف للدستور، دع الحكومة تدّعي عليه وتحاكمه محاكمة عادية، نحن لسنا في وضع استثنائي أو حالة طوارئ بل في دولة ديمقراطية. *وكيف ترى المخرج من الأوضاع المعقّدة.. هل لديك وصفة أو روشتة مقترحة ؟ ** الروشتة ستأتي من صندوق النقد الدولي بعد أن انتهى مؤتمر لندن. ستأتي إصلاحات اقتصادية ، إذا أردت إصلاحات اقتصادية فستتألم من هذه الإصلاحات ولكنها ستجعلك صحيحاً ومعافى بعد ذلك. إذا كان لديك الزائدة الدودية هل تبقي عليها لتؤلمك أم تستأصلها؟ من أجل أن تصبح سليماً عليك بالتخلّص منها. الزائدة الدودية هنا هي الفاسدون يجب التخلّص منهم. صحيح أن هذا موجع ومحرج ولكن من أجل أن تصحّح أوضاع بلد فيه 22 مليون نسمة، اضغط على نفسك قليلاً. إذا كان ضرسك يؤلمك فيجب أن تزيله من أجل أن تكسب بقية أسنانك وهكذا هو الحال بالنسبة للفساد في اليمن. العلاقات مع أمريكا *علاقتكم مع أمريكا كيف تصنّفها في ضوء ما سمعناه عن تواصل ولقاءات جمعتكم بالسفير الأمريكي بصنعاء ؟ **علاقتنا مع الأمريكان وعلاقة والدي معهم علاقة قديمة وليست وليدة اليوم، وأنا ألتقي بسفير الولاياتالمتحدة والمسئولين في السفارة بشكل دوري لنبحث ما يمكن أن نخرج به لمصلحة اليمن، وأنا أعتز بهذه العلاقة. وعندما ألتقي بالأمريكان لا يقولون أي شيء سيئ عن اليمن، ولكن يتحدّثون عمّا هو ممكن لمساعدتنا وانتشال اليمن من الوضع الذي هو فيه والذي لو استمر ستتحوّل اليمن إلى صومال آخر. أعتقد أن مؤتمر لندن فرصة للأخ رئيس الجمهورية أن يلتقطها وينتهز الفرصة ويصحّح الأمور ويشمّر عن السواعد ويضرب بيد من حديد ويبعد الفاسدين ونحن سنسانده في ذلك. التدخل العسكري *ولكن هناك مخاوف من تدخّل عسكري في اليمن ؟ **هذا كله تكهن غير سليم.. الأمريكان أنفسهم لا يريدون تدخّلا عسكريا، أمريكا تريد لليمن أن يستقر ويعيش مثل بقية دول الخليج، ما هي مصلحة الأمريكان في التدخّل العسكري، بالعكس الأمريكان يريدون مساعدة اليمن لكن نحن الذين لا نريد مساعدة أنفسنا. أنا أؤكد أن هذا بعيد والأمريكان لا يفكرون في هذا الكلام الذي أستبعده، ولكنهم يفكرون في بناء دولة فيها الأمن والاستقرار وهذا في صالحهم وصالح المنطقة والعالم.