هزت جريمة قتل بشعة صباح الأحد الماضي قرية ريفية في حجة. أظهرت أسرة القتيلة وهي فتاة في العشرين من عمرها، أن ابنتهم الوحيدة انتحرت، وساد الصراخ محيط القرية التي يقطنها نحو 2000 شخص. هرع الأهالي عند السابعة صباحاً باتجاه المنزل الشعبي التابع للأسرة وزاروا الغرفة التي تمددت فيها جثة الفتاة (خ . ع. س) وبجوارها أمها وأشقاؤها يبكون رحيلها. ذهل الريفيون لبشاعة المنظر، خصوصاً وأن حالة الانتحار التي ارتسمت في أذهان الناس أثناء مشاهدتهم للحبل يلف عنق الفتاة هي الأولى من نوعها بالنسبة لفتاة ريفية أكثر همها كيف تعتني بالبيت والمواشي. وصلت قوات الأمن بعد وقت قصير من انتشار الخبر في أنحاء مديرية عبس عن انتحار فتاة في قرية الجر. نقلت الشرطة جثة الفتاة إلى المستشفى الحكومي في حجة وبدأت التحقيقات حول ملابسات القضية. على امتداد جثة الفتاة عثر أطباء المختبر الجنائي على آثار تعذيب تشبه الضرب المبرح، وتبين أن الفتاة لا تزال عذراء على اعتبار أن أغلب فتيات الريف يقدمن على الانتحار غالباً في حال فقدان العذرية بطريقة غير شرعية كما حصل في شبوة. "نجد شيء يدل على أن الفتاة انتحرت وبدأت خيوط القضية تتجه نحو احتمال قتلها، خصوصاً بعد ما وجدنا أنها تعرضت لأكثر من محاولة شنق" وفقا لما يرويه أحد المحققين. تعرضت حنجرة الفتاة لكسور عدة بسبب محاولة قتلها بواسطة الحبل. عاد فريق أمني إلى قرية الفتاة وأخذوا أشقاءها الشبان ال3 إلى إدارة البحث، حيث خضعوا للتحقيق. اعترف الأشقاء أثناء التحقيق بالقصة الكامنة وراء مقتل شقيقتهم. "قبل عدة أشهر أحبت الفتاة بنت العشرين عاماً جارنا العجوز وهو في ال55 من العمر وأرادت الزوج منه" كما يقول أحد أشقائها. تقدم أحد شبان القرية لطلب يد الفتاة للزواج منها لكنها رفضت رغم قبول أسرتها. دخلت الفتاة والأسرة مرحلة صراع، خصوصاً بعد تقدم العجوز لخطبتها. رفضت الأسرة خصوصاً أشقاءها، أن يكون العجوز زوجاً لها، ورفضت الفتاة قرار الأسرة وتطاول الصراع على مدى الأشهر الماضية. "حاولنا الضغط عليها من أجل القبول بالشخص الذي اخترناه لها فرفضت". احتجزت الفتاة لعدة أيام داخل إحدى غرف المنزل وكانت تتعرض للضرب وقطع الطعام عنها. خشيت الأسرة أن تفر الفتاة برفقة العجوز، فقررت التخلص منها. اختار الأشقاء الثلاثة فكرة الشنق للهروب من الملاحقات الأمنية، لكن عواقب أفعالهم فضحتهم. لم يتمكنوا من إخفاء آثار التعذيب الذي طال لأشهر، وكانت آخر إحصائية لوزارة الداخلية تضمنت انتحار 5 فتيات ومحاولة 4 أخريات الانتحار في شهر نوفمبر الماضي فقط. لم تكشف التقارير الأمنية مرة واحدة أسباب تلك الحوادث التي يعتقد أمنيون أنها تحمل دوافع جنائية.