يتوهم البعض أنهم قادرون على تحقيق طموحاتهم الضيقة في إضفاء هالة على شخصيتهم تعيدهم إلى الاضواء من جديد وأنه لا بأس لديهم من تحقيق ذلك على حساب قضايا الوطن، فالمبادئ والقيم التي يلوكونها في المقايل ويدبجونها في خطاباتهم وتصريحاتهم ماهي إلا من أجل كسب تأييد البسطاء، حيث نجدهم يتخلون عن قيمهم الوطنية عندما تتقاطع مصالحهم الشخصية مع تلك المبادئ.. يسعون للتحالف مع الشيطان ضد كل ما يحقق تطلعات الشعب في التغيير والحرية والتطور والنماء. فالقرارات التاريخية التي اصدرها مؤخراً الرئيس عبدربه منصور هادي والتي هدفت إلى توحيد المؤسسة العسكرية والامنية ونزع فتيل ازمة انقسام الجيش لم تجد قبولاً لدى الكثير ممن استفادوا من تلك الانقسامات داخل هذه المؤسسة الوطنية.. لقد انزعج البعض ممن سيطروا على مفاصل تلك المؤسسة العسكرية خلال 33 عاماً من تلك القرارات التي جاءت لتعيد وضع القوات المسلحة إلى مكانها الصحيح في خدمة الوطن وأمنه واستقرار أبنائه بدلاً من خدمة قبيلة ومتنفذين جعلوا منها يدهم الطولى لقمع الشعب. جاءت القرارات الرئاسية بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن لتكشف أن هناك متنفذين لايريدون جيشاً وطنياً يُمثل فيه كل ابناء اليمن وإنما يريدونه من قبيلة واحدة لأن تشكيل الجيش من كل مناطق ومديريات الجمهورية من شأنه إيقاف نفوذهم وإنهاء سيطرتهم على تلك المؤسسة الوطنية. فمن غير المعقول أن تظل قبيلة سنحان هي المسيطرة والمتنفذة والمتحكمة في الجيش والأمن.. يكفيها أنها استأثرت طيلة 33 عاماً بالمناصب القيادية العليا والوسطية، ناهيك عن المناصب الدنيا، حتى الانتساب للجندية لم يكن متاحاً لابناء المناطق المختلفة مالم يكن معززاً بتوصية سنحانية. اليوم هناك من يحاول الإساءة إلى الإجراءات الوطنية التي يتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث يعمدون إلى ممارسة الخداع والدجل وإثارة الفتنة المناطقية من خلال نشر معلومات مضللة ومغلوطة بهدف تزييف الحقائق وإعاقة عملية التغيير، فالحديث عن استئثار الجنوبيين بقرارات التعيين العسكرية هو محل افتراء وتزييف للواقع، خصوصاً أن القادة الجنوبيين الذين قيل إنه تم تعيينهم ليس صحيحاً ومازالوا يقبعون في منازلهم منذ أن تم إقصاؤهم من قبل النظام السابق وهم كفاءات وطنية مشهود لها.. إلا أن النظام السابق رأى فيهم الكفاءة والخبرة وخشى على أركان حكمه فعمد إلى اقصائهم وتهميشهم.. والأمل معقود على الرئيس عبدربه منصور في الانتصار لحقهم في المشاركة الفاعلة في حماية الوطن وقيادة التحولات التغييرية.. ولعل صدور قرار رئيس الجمهورية أمس بشأن تشكيل لجنتين لمعالجة الاوضاع في المحافظات الجنوبية يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن الرئيس عبدربه منصور هادي يمضي قدماً نحو بناء دولة مدنية يشارك فيها جميع أبناء اليمن. لقد أثبتت الشهور العشرة الماضية من حكم الرئيس عبدربه منصور هادي أن اليمن حزبه الكبير، لاتقوده العصبوية ولا المناطقية ولا الفئوية، قبيلته كل اليمن من شرقها إلى غربها وليس مثل اولئك الذين اختصروا اليمن بقبيلة واحدة استأثرت بكل مقومات الوطن أرضاً وإنساناً. لذلك ينبغي أن يدرك أولئك الذين انزعجوا من قرارات الهيكلة أنه لاتراجع عن السير قدماً في تنفيذ الاستحقاقات الوطنية، وفي مقدمتها إعادة هيكلة القوات المسلحة التي ستأخذ وقتها الكافي بما يضمن إيجاد جيش يدين بالولاء للوطن، يسهر على أمنه وحماية مكتسباته، ومهما حاولوا وضع العراقيل أمام تلك الاستحقاقات لن تتحقق أمنياتهم بإعادة عجلة التغيير إلى الوراء.. لقد ولى زمنهم.. اليمن اليوم تعيش زمن التغيير الذي فيه الوطن يتسع لجميع ابنائه ولايضيق ذرعاً بأحد. إن خروج الشباب إلى ميادين الساحات كان ضد احتكار الوظيفة العامة من قبل قبيلة .. وهم مصممون اليوم على تحقيق شعار "اليمن لكل أبنائها". أخيرًا: لأولئك الذين تفيّدوا اليمن طيلة العقود الثلاثة الماضية وأساؤوا إلى الوحدة ونهبوا خيرات الوطن.. نقول: لقد ولى زمنكم.