بعد (6) أشهر و(36) حلقة من برنامج "ساعة زمن" الذي أُعده وأُقدمه مع طاقم متميز في قناة "اليمن اليوم"، أشعر بفخر وحب لهذه التجربة التي كانت (ورطة) أوقفني فيها العميد أحمد علي عبدالله صالح عندما وعدني بحرية إعداد وتقديم البرنامج وفق أقصى التسيهلات، ولا تدخل أو خطوط حمراء، واليوم أشعر بمسئولية أكبر وطمع أكبر في انتزاع سقف حرية التعبير تماماً وإن (كسر) البرنامج حتى الآن سقف الحرية في تاريخ الإعلام اليمني المرئي، وشجع القنوات الأخرى بسبب جمهوره ومتابعته الإعلامية المتزايدة بشكل كبير على خوض نفس التجربة التي بدأها المؤتمر الشعبي العام الذي احتكر الإعلام طويلاً و(تغيّر) قبل أن (يتغير) إعلام قيادات التغيير!!. المؤتمريون وقيادتهم خاصة الرئيسين (صالح، هادي) وعائلتيهم أذهلوني وفاجأوا الأطراف الأخرى بسعة صدرهم وتقبلهم انتقادات لاذعة وتهم من قبل خصومهم ومن يكرههم!! في قناتهم.. بل وتتحمل القناة تكاليف السفر والاستضافة وهي الأعلى في القنوات المحلية، ليسمعوا آراء خصومهم ضدهم، وأحياناً غير المنطقية في قناتهم، بينما لم يحدث أن استضافت (قناة الجزيرة) التي كانت تُعد الأولى عربياً، أمراء سعوديين ينتقدون الأسرة القطرية الحاكمة عبر برامجها!! أكتب عن برنامجي ليس لأشيد به فهو سيفرض نفسه، وإنما لأؤكد لأولئك الذين يحرضون (المؤتمريين) ضد البرنامج بحجة أن يسيء للرئيسين (صالح، هادي) وللمؤتمريين (مزايدة) أو خوفاً من الحقيقة والمصداقية التي فتحت للمؤتمريين باباً آخر للناس، إني لن أقبل بأي قيود أو شروط في مساحة حرية التعبير، أو حتى حذف كلمة واحدة من حديث ضيوفي ولو من باب الخطأ.. ولن أخضع للضغوطات المباشرة أو غير المباشرة وانسحب.. إلا إذا طلب مني الرئيس صالح، أو العميد أحمد، أن أترك العمل في قناتهم.. ولن أنسى ما قاله الرئيس صالح في حوش منزله وهو يشير إلى شجرتين الأولى مثمرة والثانية بلا ثمر، في رده على تأكيدي بأنه سيكون الهدف الأول في انتقاداتي (الناس لا يرمون إلا الشجرة المثمرة، فافعلي ما شئت !!) ولن أنسى عشرات السياسيين والزملاء الذين ساندوني وأشكرهم كثيراً، وخاصة نائب المدير العام للقناة محمد العميسي، وأخصه بالذكر لأنه أعفاني من العراقيل الإدارية بشكل كبير.