بدأت قمة قادة دول مجموعة العشرين أعمالها صباح اليوم الأحد في مدينة هانغتشو بجمهورية الصين الشعبية. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى القمة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ولدى وصول الأمير محمد بن سلمان كان في استقباله الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، ثم التقطت صور للزعماء، وتوجه قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة إلى القاعة الرئيسية للقمة، حيث بدأت أعمال القمة بجلسة تحت عنوان " تعزيز سياسات التنسيق وفتح مسار للنمو". وتعقد القمة التي ستكون الحادية عشرة لمجموعة العشرين تحت عنوان "نحو بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشط ومترابط وشامل" ويتضمن جدول أعمالها العديد من القضايا المهمة من ضمنها رسم مسارات جديدة للنمو والحوكمة العالمية الاقتصادية والمالية الفعالة ودعم التجارة والاستثمار الدوليين وتحقيق التنمية العالمية الشاملة والمتوازنة. وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي قد توّقع نجاح قمة مجموعة العشرين المقبلة في الصين٬ قد قال إن "هناك 3 جلسات رئيسة٬ إلى جانب الجلسة الختامية ستتعلق بالصعوبات التي تواجه العالم بأسره ومن ضمنها البطالة والفقر ومكافحة الإرهاب٬ وهي موضوعات مهمة بالنسبة لكل من السعودية والصين.
حوار مفتوح وفي سياق متصل قال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد إن التعاون بين السعودية وروسيا سيعود بالنفع على سوق النفط العالمية.
والتقى الأمير محمد وبوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في شرق الصين. وتسعى السعودية وروسيا أكبر منتجين للنفط في العالم إلى إيجاد السبل لدعم سوق النفط الضعيفة. وأبلغ بوتين الصحفيين أن من المهم لروسيا أن تبقي الحوار مفتوحا مع السعودية.
المواضيع الحاضرة على طاولة القمة وأوضحت موفدة "العربية" الى قمة مجموعة العشرين لارا حبيب أن أبرز ما جاء على هامش القمة تمثل في مصادقة كل من الصين والولايات المتحدة، اكبر اقتصادين في العالم، على الاتفاقية الدولية للمناخ التي تم التوصل اليها في باريس نهاية عام 2015 الامر الذي من شأنه التسريع في بدء سريانها. وفي هذا السياق، نوهت موفدة "العربية" بالجهود التي قامت بها الصين للتجهيز لهذه القمة عبر أنفاق المليارات من إخلاء السكان إلى "تلوين السماء"، كما قامت بإغلاق آلاف المصانع في هانجو للحد من الانبعاثات التي غالبا ما تخيم على الأجواء. ولفتت إلى أن التجارة العالمية من ابرز المواضيع الاقتصادية الاساسية الحاضرة ضمن مناقشات القمة، اثر تسجيل حركة التجارة العالمية مستويات نمو متدنية تاريخيا، من هنا يدعو صندوق النقد الدولي مجموعة العشرين بالحد من الإجراءات الحمائية في التجارة العالمية ، واللجوء عوضاً من ذلك إلى فتح الأسواق على بعضها البعض. يذكر أن مجموعة العشرين تشكل 80% من التجارة العالمية. وأيضاً من المتوقع مناقشة مواضيع المناخ والبيئة بعد مصادقة الصين والسعودية على اتفاقية باريس. وفي سياق متصل، أشارت حبيب إلى أن بريطانيا تحاول وأوروبا ترفض استغلال القمة لمناقشة التجارة الثنائية بعد البريكسيت، واللافت كان حضور رئيسة وزراء بريطانيا تيرازا ماي للمرة الأولى قمة مجموعة العشرين. وتظهر توقعات بمناقشة أسعار الصلب التي شهدت تراجعات كبيرة اثر زيادة الانتاج من روسياوالصين. تصريحات على هامش القمة من جهته، قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن المخاطر تتراكم في الاقتصاد العالمي بفعل ارتفاع مستويات الاستدانة، وإن على الدول أن تأخذ خطوات لتعزيز التجارة والاستثمار وتفادي الحماية التجارية. وأشار شي، خلال كلمة أمام الزعماء الآخرين المجتمعين بمدينة هانغتشو في شرق الصين، إلى أن على دول مجموعة العشرين زيادة تنسيق السياسات وضبط إصلاحات الإنتاجية وإدارة الطلب. بدوره، اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أن من الضروري أن تضع الصين آلية لمعالجة مشكلة فائض الطاقة الصناعية لديها، مضيفا أنه "من غير المقبول" أن تفقد صناعة الصلب الأوروبية حجم الوظائف الذي فقدته في السنوات الأخيرة. وأبلغ أن على بريطانيا أن تلتزم بقواعد السوق المشتركة إذا كانت تريد فتح السوق الأوروبية المشتركة أمامها. وعلى هامش القمة، قال رئيس الوزراء الأسترالي، مالكوم ترنبول، إن بلاده وبريطانيا ملتزمتان بقوة بالتوصل إلى اتفاق مبكر للتجارة الحرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال النائب الأول لأمانة مجلس الوزراء الياباني، كويتشي هاجيودا، إن دول مجموعة العشرين بصدد الاتفاق على استخدام كل السياسات، بما في ذلك النقدية والمالية والإصلاحات الهيكلية لتحقيق نمو قوي ومستدام، لافتاً إلى أن الدول المشاركة ستتفق في بيانها الختامي على ضرورة حماية النظام التجاري متعددة الأطراف من أجل النهوض بالتجارة الحرة. من جانبها، أشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن قادة مجموعة G20، قد اتفقوا على ضرورة العمل معا لزيادة النمو الاقتصادي العالمي.