لأكثر من شهرين انتظر المواطنون جلسة مجلس الأمن التي عقدت في العاصمة صنعاء ،وطوال تلك الفترة التي سبقت جلسة مجلس الأمن كانت التكهنات والتوقعات حول القرارات الحاسمة التي سيصدرها المجلس من صنعاء قد بلغت ذروتها ووصلت حد الحديث عن عقوبات دولية تطال الأطراف والجهات المعرقلة للحوار الوطني والمتمردة على قرارات رئيس الجمهورية..وكما هي العادة راح كل طرف من أطراف الأزمة يغني على ليلاه، وكل طرف يتهم الآخر بأنه المعرقل للحوار والمتمرد على قرارات إعادة هيكلة الجيش بالذات ،ولأن حزب التجمع اليمني للإصلاح خبير في قلب الحقائق، فقد لعب مطبخه الإعلامي دوراً بارزاً في تعبئة الشارع اليمني كما تهواهُ نفسه ،لدرجة جعلتنا نتصور أن أعضاء مجلس الأمن هم أعضاء في مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح،ولهذا فمن الطبيعي أن يكون الاصلاح وأعضاؤه بعيدين عن أي إدانة أو عقوبات يفرضها مجلس الأمن في حق من يعتبرهم معرقلين للجهود الدولية التي تبذل لحل الأزمة ومعيقين للتسوية السياسية التي نصت عليها المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة. المهم انتهت جلسة مجلس الأمن الاثنين الماضي في العاصمة صنعاء دون أي جديد ،فلا عقوبات ولاهم يحزنون، كما لم يكشف بعد عن الطرف المعرقل للحوار الوطني ولاعن الأطراف الرافضة والمعيقة أيضاً لبنود التسوية السياسية كما نصت بنود المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، وبقي المعنى في بطن الشاعر، عفواً أقصد في بطن أعضاء المجلس الدولي والسيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.. والذي هدد لأكثر من مرة بكشف الحقيقة أمام الرأي العام المحلي والدولي.. ليبقى المواطن اليمني على غفلة مما يجري ولا يدري إلى أين يقوده صراع الساسة والمتنفذين ..غير أن مالفت نظري أيضاً الحديث أمام أعضاء مجلس الأمن عن النجاحات التي حققتها اللجنة الأمنية والعسكرية ووزارة الداخلية في جانب الأمن والاستقرار والحد من ظاهرة الانفلات الأمني وانتشار السلاح والقضاء على الاختلالات الأمنية وإخلاء المدن من المليشيات المسلحة ومكافحة الإرهاب والتقطعات.. إلخ. نجاحات ليس لها وجود على أرض الواقع ولم نسمع بها إلا في التقارير التي قدمت لرئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي ليكونوا شهود زور على نجاحات حكومة الوفاق التي لم تحقق حتى الآن أدنى مستوى للوفاق ،ناهيك عن بقية الجوانب الأخرى.. والحقيقة أن وزير الدفاع ووزير الداخلية تحدثا عن يمن آخر يسوده الأمن والاستقرار ولاوجود لتنظيم القاعدة والعصابات المسلحة فيه ، أما إن كانوا يقصدون اليمن الذي هم وزراء حكومته فهم بكل تأكيد لايقولون الحقيقة.. وتوته توته انتهت الحدوته.