يواجه برشلونة الإسباني خطر الغياب عن الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في المواسم الستة الأخيرة عندما يستضيف ميلان الإيطالي الثلاثاء على ملعب "كامب نو" في إياب الدور ثمن النهائي. وكان الفريق الكتالوني مني بخسارة قاسية صفر-2 ذهابا في 20 فبراير الماضي على ملعب "سان سيرو"، ليصبح بحاجة إلى تحقيق ثلاثية نظيفة، أو الفوز بفارق 3 أهداف، إذا ما أراد مواصلة مسعاه للقب الأوروبي بعد أن تنازل عنه الموسم الماضي لمصلحة تشلسي الإنجليزي. واعتقد الجميع أن الطريق ستكون ممهدة أمام برشلونة من أجل تأكيد بلوغ ربع النهائي، نظرا إلى الفارق الكبير في المستوى الفني بينه وبين ميلان، لكن الفريق الإيطالي نجح من فرصتين نادرتين في توجيه ضربة قاسية للنادي الكتالوني الذي سيطر على اللقاء ميدانيا، لكنه عجز عن فك شيفرة الدفاع اللومباردي، ولم يهدد مرمى الحارس كريستيان أبياتي. ثم ازداد وضع برشلونة حرجا بعدما تنازل عن اللقب الوحيد الذي أحرزه الموسم الماضي بخروجه من الدور نصف النهائي لمسابقة الكأس المحلية على يد غريمه الأزلي ريال مدريد بالسقوط أمامه في معقله 1-3 (لقاء الذهاب انتهى بالتعادل 1-1)، قبل أن ينجح النادي الملكي في تجديد تفوقه على غريمه الكتالوني بعد 5 أيام، بالفوز عليه 2-1 في الدوري هذه المرة. وبدا واضحا في الفترة الأخيرة أن غياب المدرب تيتو فيلانوفا عن برشلونة أثر على أداء الفريق الذي يقوده حاليا خوردي رورا. ويتواجد فيلانوفا، الذي حل بدلا من جوسيب غوارديولا في نهاية الموسم الماضي، في الولاياتالمتحدة من أجل مواصلة العلاج بعد خضوعه لعملية جراحية من أجل استئصال ورم متجدد في الغدة اللعابية. قال لاعب الفريق بوسكيتس "عندما يكون المدرب غائبا، الجميع يفتقده"، مضيفا "الجميع يشعر بغيابه والأمر يزداد صعوبة في العمل اليومي. على الجميع تقديم مجهود إضافي. (الفوز على ميلان) سيكون شيئا جميلا بالنسبة له، سيكون أمرا إيجابيا بالفعل. لكن الأمر الأهم بالنسبة لتيتو أو أي زميل هو الصحة". وأكد بوسكيتس أنه وزملاءه مؤمنون بقدرتهم على تعويض خسارة الذهاب أمام ميلان، مضيفا "الفريق لم يتغير. الأمر الواضح هو أنك تختبر احيانا بعض الكبوات، وكبوتنا جاءت في مسابقتين مهمتين جدا ضد فريقين رائعين (ريال وميلان). لكن يجب أن نواصل مشوارنا وأن نصحح الأخطاء. أنا واثق أن الفريق سيخرج من هذه الكبوة". ويدرك الفريق الكتالوني أن المهمة أمام ميلان، الساعي إلى لقبه الثامن في المسابقة القارية، لن تكون سهلة خصوصا أن الفريق اللومباردي يدخلها بمعنويات عالية بعد فوزه على مضيفه جنوى 2-صفر في الدوري المحلي، علما بأنه لم يخسر في مبارياته العشر الأخيرة. في المقابل قال لاعب وسط ميلان ماتيو فلاميني: "نحن نثق في مؤهلاتنا وفي قدرتنا على التأهل إلى ربع النهائي. لن تكون مباراة سهلة، سنلعب من أجل الدفاع عن تفوقنا ذهابا، وسنحاول تقديم كرة قدم جيدة وهز الشباك خصوصا وأننا نعلم أن تسجيلنا لهدف سيزيد من صعوبة مهمة برشلونة". ويعول ميلان على هدافه المصري الأصل ستيفان الشعراوي، صاحب وصافة لائحة هدافي الكالشيو برصيد 16 هدفا، إلى جانب الغانيين كيفن برينس بواتينغ، وعلي سليمان مونتاري. يذكر أنها المرة السادسة التي يلتقي فيها العملاقان الإسباني والإيطالي في أقل من عامين. والتقى الفريقان العريقان 16 مرة في المسابقة القارية، ويتفوق الفريق الكتالوني بفارق ضئيل (6 انتصارات، 5 هزائم، 5 تعادلات) كما أنه خسر مرة واحدة في آخر 8 مباريات ضد ميلان (4 انتصارات، 3 تعادلات)، وكان ذلك في مباراة الذهاب.