تفتقر النخب السياسية اليمنية إلى المفاهيم والقيم الأخلاقية فهي قيادات تغلب مصالحها على مصالح أحزابها قبل تغليبها المصلحة العامة وهذا ما كشفته الحرب التي تشهدها اليمن والتي تمثل القيادات الحزبية نواة هذه الحروب رغم الدعاية المغلفة برداء الوطنية وهي وطنية لم نجدها في أجندة المتصارعين طيلة هذه الحرب. فالحوثي وصالح يشكلون حلف عسكري وسياسي إلى جانب قوى في حزب العبث وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية المنتمية للهاشمية السياسية. تحالف ضد الرئيس هادي المدعوم من دول التحالف وعلي محسن المحسوب على حزب الإصلاح كما يسوقه خصومه. ليشاركهم أحزاب المشترك إلى جانب الجماعات السلفية بما فيها المتجسدة سياسيا بحزب الرشاد . وبما أن هذه الأحزاب والقوى هي من تقود الحروب الأهلية المغلفة بطابع مذهبي ومناطقي ووطني لم تستطيع إيجاد مفاهيم توحدها ضد خصومها. فالحوثي والمؤتمر الشعبي جناح صالح رغم تحالفهم ضد الرئيس هادي والاحزاب المناوئة لهم والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية لم يستطيع تحالف الحوثي وصالح خلق رؤية تمكنهم من توظيف جهودهم العسكرية و السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولم يفشلون في حال ازمتهم الداخلية فقط بل عجزوا عن إيجاد تحالفات دولية يسوقون من خلالها ازمتهم مع المجتمع الدولي لإيجاد مخرج يجنبهم ويجنب مناطق تواجدهم الدمار وما المجلس السياسي الإ نموذج لمدى حرص تحالف الحوثي وصالح لإيجاد قيادة لا تعرف حجم المسؤولية بقدر معرفتها الانتهازية والتسلق. فالمجلس السياسي الذي تنبثق منه حكومة بن حبتور المفتقرة للمهنية والخبرة السياسية فجل أعضائها هم أم مشايخ قبائل أو مقتنصي مناصب وما الصراع بين وزراء المؤتمر والحوثيين وتسابقهم لنهب المال العام والاستحواذ على المناصب دون اهتمامهم بإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية وعجزهم توحيد مناصريهم في إطار ما يسمى بتكاتف الجبهة الداخلية يبين مدى افتقارها إلى المهنية والخبرة وتغيب عنه الرؤية السياسية التي تنطلق منها أي حكومة يتم تشكيلها في اي بلد يشهد انقسام . فحكومة أرض الصومال رغم افتقارها للاعتراف الدولي بها كحكومة الا نها استطاعت خلق استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي فتحولت إلى ملاذا آمن من بقية المناطق التي تتبع حكومة مقديشو . وهو نموذج عجزة جماعة الحوثي وصالح تطبيقه فسعيها وراء الاستحواذ والتفرد جعلها عاجزة أمام. خلق حلول لأزمة الرواتب والكهرباء . ولم تكن جماعة الحوثي وصالح وحدها من تعيش هذه الإشكالية كذلك المتحالفين مع الرئيس هادي يعانون من غياب الرؤية ووحدة الهدف فجلهم يبحثون عن مكاسب مادية وسياسية تقربهم من دول التحالف أكثر من التفافتهم لمواجهة الحوثي وصالح وسعي كل طرف منهم إلى تشوية الطرف الآخر متناسين أنهم يعيشون حياة المنفى وأن المكاسب الآنية لم يحن وقتها فهم عاجزون عن توفير أبسط السبل في أماكن تواجدهم فالقوى والأحزاب السياسية في العالم تتوحد تحت هدف واحد لمواجهة خصومها حتى يستتب لها الأمر لتعود بعد ذلك لخلافاتها السياسية وتغليب أجندتها فماشهدته مدينة عدن من تصادم بين الحراك وحزب الإصلاح وتوجيه اتهامات متبادلة واغتيالات تكشف مدى سعي كل طرف للاستفراد بما تحت يديه دون الاهتمام بالمصالح العلياء لدولة. لينعكس نفس الاسلوب على مدينة تعز التي تشهد معارك بين السلفيين وحزب الإصلاح رغم تواجد الحوثي وصالح في أوساط هذه المدينة المنكوبة ومع ذلك يسعى كلآ من السلفيين وحزب الإصلاح لفرض جندتهم الخاصة ضمن سيطرته على المناطق الخارجة عن إدارة الحوثي. كل تلك الأحداث الدامية التي تشهدها بلادنا تبين للإنسان لليمني و المراقب. الدولي لسير الحروب. في اليمن أن القيادات السياسية اليمنية يفتقرون إلى مفهوم الدولة وتحمل هموم شعب يدعي المتحاربون أنهم يقاتلون من أجل حماية مكتسباتها الوطنية بينما تبين الأحداث أن الأحزاب والقيادات السياسية مجرد لصوص يديرون دولة فاللص يهمه نهب ما تصل إليه يديه ولايبالي نتائج ما يقوم به بينما رجال الدولة يبذلون جهودهم للارتقاء بشعوبهم فيحفظون المال العام وخلق بدائل لتعزيزه