تواصل مليشيا الحوثي، ابتزاز المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن واختطاف العاملين بها، وسط تحذيرات من الحكومة اليمنية بتوقف أعمال المنظمات جراء تلك الممارسات. واختطف الحوثيون، أمس الاثنين، 40 عاملا في الصندوق الاجتماعي للتنمية، بمحافظة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء، والذين يعملون بدعم من المانحين على دعم المجتمعات المحلية من أجل تجاوز ظروف الحرب. واستنكر وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح، اختطاف المليشيا 40 عاملا في الصندوق الاجتماعي بذمار، وطالب المنظمات الدولية بإدانة تلك الأعمال والضغط على الحوثيين من أجل الإفراج عنهم، وفقا لوكالة سبأ الرسمية. وأكد الوزير اليمني أن مهام وأعمال الصندوق الاجتماعي للتنمية، تتم على مستوى كل محافظات الجمهورية وينفذها بحيادية ومهنية كاملة، ما أعطى الصندوق والعاملين فيه حصانة على مستوى اليمن وسمعة جيدة على مستوى العالم. وقال فتح، إن "استمرار المضايقات التي تقوم بها المليشيا بحق العاملين في المجال الاغاثي والتنموي يهدد بايقاف عمل المنظمات الانسانية في اليمن". وطالب المسؤول اليمني، المنظمات الأممية بالعمل على إدانة هذه الأعمال والضغط على المليشيا الانقلابية بالافراج عن المخطوفين، وكف المليشيا يدها عن العاملين في المجال الإغاثي والإنساني وعدم التدخل في عمل المنظمات الإنسانية. وحمّل عبد الرقيب فتح، الحوثيين "المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الانساني في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، مطالباً بالوقف الفوري عن كافة المضايقات والابتزاز التي يقومون بها بحق المنظمات الاغاثية الانسانية المحلية والدولية". وعلى الرغم من أن انشائه تم بقرار حكومي في العام 1997، إلا أن الصندوق الاجتماعي يتلقى تمويله من المنظمات الدولية والمانحين، وحين توقفت مشاريع كافة المؤسسات الدولية باليمن جراء الحرب، ظل الصندوق يمارس مهامه بحياديه في عدد من المحافظات من أجل التخفيف من آثار الحرب، حيث قام بتوفير فرص عمل للفئات الفقيرة، تحت في إطار برنامج "النقد مقابل العمل"، كما قام بدعم عدد من المحافظات بالتغلب على مشاكل سوء التغذية وانعدام المياه. وتأتي عملية الاختطاف الأخيرة التي طالت عمال الاغاثة في الصندوق الاجتماعي، كامتداد لسلسلة طويلة من المضايقات وأعمال الابتزاز التي مارسها الحوثيين ضد المنظمات الإغاثية والانسانية العاملة في اليمن. وتسبب أعمال الحوثيين بوقف أعمال عدد من المنظمات في بعض المناطق، حيث أعلنت منظمة أطباء بلا حدود وقف أعمالها في محافظة إب بشكل نهائي جراء ممارسات الحوثيين.
