اطلق رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد دغر تحذيرا صريحا وخطيرا من تفجر الأوضاع العسكرية في عدن و عودة ( يناير جديد ) إلى الواجهة . تحذير بن دغر جاء بعد عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي و نائبه هاني بن بريك , في وقت دعا المجلس لتظاهرة كبيرة يوم الجمعة بذكرى 7-7 , ردا على قرارات الرئيس هادي التي اطاحت بثلاثة من المحافظين المؤيدين للمجلس الجنوبي . رئيس الوزراء خاطب عيدرس الزبيدي والقيادات المؤيدة له بالقول " «إما وقد عدتم، فقد أصبحت أمامكم مسؤولية وطنية، ولاعتبارات كثيرة، أنتم شركاء في الاحتفاظ بحالة الاستقرار في عدن» , وأضاف «لا يمكن لأحد مَلَك السلاح والمال والرجال والدعم أن يتهرب من مسؤولية الحفاظ على الأمن». وحذر بن دغر من صراع خطير يغذيه الحوثيون وصالح «بين طرفي الصراع التقليديين»، في إشارة إلى عودة صراع «الزمرة» و«الطغمة»، الذي حدث في ثمانينيات القرن الماضي بعدن. تحذير رئيس الحكومة جاء من رجل سياسي مخضرم خبر الصراعات السياسية والعسكرية في جنوباليمن وشماله , ومحاولات بعض القوى الاستحواذ على السلطة والثروة , والمآلات المأساوية لتلك النزوات الطائشة للقوى التي تحاول التفرد , واقصاء الاخرين , وما تخلقه من واقع معقد ومثخن بالجراح , ما ليبث أن ينفجر مجددا , وتخلق سلسلة من الصراعات المتناسلة. بن دغر طالب عيدروس الزبيدي ورفاقه بترشيد الفعالية المزمع إقامتها في عدن يوم الجمعة ومنع الطائشين من استفزاز الآخرين، احفظوا الدماء» , محذرا من شرارة صدام قد تشعل صراعا بين قوات الرئيس هادي و مسلحي المجلس الجنوبي , مؤكدا ان هذا الصراع سيمهد الطريق لعودة الحوثيين وصالح , والذين يسعون لإذكاء هذا الصراع . خروج بن دغر بهذا التحذير , الذي حمل من الشفافية والتجرد والوضوح , وتسمية الامور باسمائها دون مواربة او محاولة التستر المعمول بها حكوميا , يجسد مدى المخاوف الحقيقة من عودة يناير 1986 , من صراع بين ( الزمرة ) و ( الطغمة ) , سيكون الخاسر الابرز فيه هو الجنوب , ليدق ناقوس الخطر من واقع الخبرة المتراكمة للرجل الذي تمعن في دوامات الصراع التي خلفت اكوام من الجماجم وشلالات دماء في جنوباليمن وشماله , , ليأتي اليوم ومن واقع الاستفادة من الدروس والعبر لما خبره وعاصره , ليؤكد ان العنف ليس طريقا للسلطة . لقد بات في حكم المؤكد ان اليمن شماله وجنوبه لن يستقر الا بتخلي الجميع عن عنصر القوة للسيطرة على السلطة , وقد ثبتت هذه الطرق فشلها ونتائجها الكارثية , وهو ما يحتم على القوى العمل على انشاء نظام ديمقراطي يضمن حقوق وحرية الجميع , وعدالة توزيع السلطة والثروة .. ما لم فان الصراع لن يتوقف ولن تستطيع أي قوة ان تتفرد بالقرار والحكم ..