استمرت حركة الإضراب عن الطعام في سجن غوانتانامو في الاتساع، إذ بلغ العدد، السبت، 100 معتقل مضرب من أصل عدد إجمالي للمعتقلين يبلغ 166، وذلك قبل أيام على دخولها شهرها الرابع. وهذه الحصيلة اليومية، التي أعلنها متحدث باسم سجن غوانتانامو، تعكس تسارعا في وتيرة اتساع هذه الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في السادس من فبراير. وكانت البيانات الأولى التي قدمتها السلطات العسكرية تحدثت فيها عن 9 مضربين عن الطعام في 11 مارس. وتقترب هذه الحصيلة أكثر من التقديرات، التي يعلنها محامو المعتقلين، الذين يؤكدون منذ البداية أن عدد المعتقلين المضربين عن الطعام يبلغ 130. ومن بين المعتقلين المائة المضربين عن الطعام عدد قياسي يبلغ 20 معتقلا يتم إطعامهم بواسطة أنابيب متصلة مباشرة بالمعدة عن طريق حاجز الأنف، وفق اللفتنانت كولونيل سامويل هاوس. ومن بين هؤلاء المعتقلين ال20، خمسة لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى، لكنهم ليسوا معرضين "لخطر الموت"، وفقا لهاوس. وأكد البيت الأبيض، الجمعة، أنه "يتابع عن كثب" الإضراب عن الطعام، مكررا "التزام الرئيس باراك أوباما بإغلاق السجن". إطعام بالقوة ويأتي ذلك بينما تثير مسألة تغذية السجناء عنوة جدلا، فقد أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي أرسلت مؤخرا فريقا إلى غوانتانامو "أنه موضوع خلاف مع الولاياتالمتحدة". وتمنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات أخرى للدفاع عن حقوق الإنسان هذه الوسيلة معتبرة أنها "مخالفة للمعايير الأخلاقية المهنية والطبية المحددة" على المستوى الدولي. وقال خبير الشؤون الطبية في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فنسنت لاكوبينو، إنه "إذا عبر شخص سليم عقليا عن رغبته في الامتناع عن الحصول على الغذاء والماء، فمن واجب الطاقم الطبي أخلاقيا احترام رغبته". وأضاف الطبيب نفسه في تصريحات لصحيفة ميامي هيرالد "في هذا الإطار، تغذية شخص بالقوة لا تشكل انتهاكا أخلاقيا فحسب بل يمكن أن يعتبر تعذيبا أو سوء معاملة". ووجهت الجمعية الطبية الأميركية الجمعة رسالة احتجاج إلى الكونغرس أثارت ارتياح محامي المعتقلين، الذين يطالبون بنقل السجناء وإغلاق المعتقل. وقال المدير التنفيذي لمركز الدفاع عن الحقوق الدستورية، فنسنت وارن، "بتأكيدها معارضتها لتغذية المعتقلين بالقوة، وجهت الجمعية الطبية انتقادا حادا لرد إدارة أوباما على هذا الإضراب عن الطعام". من جهته، قال المحامي عمر فرح من مركز الدفاع عن الحقوق الدستورية إن "نظام الإطعام عنوة قاس جدا". وأضاف أن أحد موكليه قال له إنه تخلى عن إضراب عن الطعام في الماضي بعدما "تمت تغذيته عنوة إلى درجة أنه أصبح ممتلئا لحد التقيؤ". وأوضح أستاذ العلوم الطبية، أبايومي أكانغي: "من وجهة النظر الطبية هناك تقنية تمليها الظروف وليست مريحة". وتابع: "إذا كان هناك مريض لا يتعاون فيمكن أن تواجه الكثير من المشاكل" وتطبق السلطات العسكرية إجراءات جديدة لإبلاغ المحامين عندما يتم "ربط (موكليهم) بالأنابيب". وقال اللفتنانت كولونيل هاوس إنه يرفض عبارة "التغذية عنوة" لأنها تترك انطباعا بحديث عن "رسوم متحركة" يظهر فيها أفراد مكبلون يصرخون وفمهم مفتوح بينما يدفع الغذاء إلى حلقهم. وأضاف: "في الواقع، الكثير من المعتقلين يضربون على أبواب زنزاناتهم ويطلبون تغذيتهم"، والحصول على المواد الغذائية بأنبوب". وتابع الضابط: "إنهم يضربون عن الطعام للتعبير عن مطلب لكنهم لا يريدون أن يموتوا". سبب الإضراب ويؤكد محامو المعتقلين منذ البداية أن حوالى 130 رجلا يشاركون في هذا الإضراب عن الطعام الذي بدأ في فبراير الماضي بعدما تم تفتيش مصاحف بطريقة اعتبرها المعتقلون مسيئة للإسلام. كما يشدد هؤلاء المحامون على أن السبب الرئيسي للإضراب يبقى الاعتقال المستمر لسجناء غوانتانامو منذ 11 عاما من دون توجيه اتهام ولا محاكمة. وقالت لورا بيتر من منظمة "هيومن رايتس ووتش الحقوقية": "الاعتقالات غير الشرعية من دون محاكمة في غوانتانامو مستمرة منذ أكثر من عقد من دون أي حل في الأفق، لذا من غير المفاجئ أن يشعر هؤلاء المعتقلون باليأس". وأضافت بيتر في بيان: "إن إدارة أوباما عليها ببساطة بذل مزيد من الجهود لإنهاء هذه الممارسة غير الشرعية التي ستسبغ التاريخ الأميركي بوصمة سوداء إلى الأبد".