اعلن مصدر سوري مسؤول الاثنين ان بلاده ستختار التوقيت المناسب للرد على الغارات الاسرائيلية التي استهدفت خلال الايام الماضية بعض مواقعها العسكرية وهي هجمات رأت فيها روسيا مؤشرا يثير قلقها، من احتمال حدوث تدخل عسكري أجنبي ضد سوريا. ولقي تعهد دمشق بالرد على الهجوم، ما يبدو دعما وتشجيعا من بغداد وطهران. ودعا رئيس برلمان العراق أسامة النجيفي نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى الرد على الهجمات الاسرائيلية الاخيرة التي رأى انها تمثل انتهاكا لميثاق الاممالمتحدة، بينما ذهبت طهران إلى أكثر من ذلك عندما هددت إسرائيل "بأحداث خطيرة" من دون تحديدها، في تلميح إلى أن سوريا لن تكون بمفردها إذا ما قررت الرد على الهجمات الإسرائيلية. وشنت اسرائيل فجر الجمعة والاحد غارتين جويتين على سوريا، مؤكدة انهما استهدفتا اسلحة كانت موجهة لحزب الله اللبناني. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 15 جنديا سوريا على الاقل قتلوا في الغارات مضيفا ان مصير العشرات غيرهم ما زال مجهولا. وقال المصدر الحكومي السوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بيروت ان "سوريا سترد على العدوان الاسرائيلي لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك"، مشيرا الى ان ذلك "قد لا يحصل على الفور، لان اسرائيل في حالة تأهب". واضاف "سننتظر، لكننا سنرد". واعلنت دمشق ان طائرات حربية اسرائيلية قامت فجر الاحد "بعدوان جوي صاروخي من الاراضي المحتلة ومن جنوب لبنان" استهدف مواقع تابعة للقوات المسلحة في محيط دمشق، قرب جمرايا وفي ميسلون ومطارا شراعيا في منطقة الديماس. ووصفت حكومة الأسد الغارتين الجويتين بأنهما تصلان إلى حد "إعلان حرب" وهددت بالرد دون تحديد طبيعته. وتدخلت بغداد على خط الهجوم الإسرائيلي بتشجيع دمشق على الرد الفوري عليه، بهجوم مماثل. وقال النجيفي في بيان صحفي انه "طالب النظام السوري بحق الرد على الهجمات الاسرائيلية"، التي رأى انها تمثل انتهاكا لميثاق الاممالمتحدة. وطالب النجيفي "الدول العربية باتخاذ موقف موحد تجاه العدوان الاسرائيلي، كون ان الاعتداء استهداف لأرض عربية وشعب عربي وانتهاك واضح وغير مقبول لميثاق الاممالمتحدة". ومن جهتها، هددت وزارة الدفاع الإيرانية اسرائيل "بأحداث خطيرة" من دون تحديدها، على ما اورد الحرس الثوري الايراني على موقعه الالكتروني. وطلب وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وحيدي من الاسرة الدولية منع اسرائيل من شن هجمات مماثلة "والا فسوف تحصل أحداث خطيرة في المنطقة ولن تخرج منها الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني رابحين" بدون اضافة المزيد من التوضيحات. واكد ان "السلطات السورية ستقدم الرد المناسب على النظام الصهيوني عند حلول الوقت المناسب". ونفت ايران الاثنين ان تكون الطائرات الاسرائيلية استهدفت مستودعات تحتوي على اسلحة ايرانية، في غارتين نفذتهما مؤخرا في سوريا. ورفض الجنرال مسعود جزائري مساعد رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية "الدعاية التي تقوم بها وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية والتي تؤكد ان مستودعات اسلحة ايرانية استهدفت" في الغارات التي شنها الطيران الاسرائيلي فجر الجمعة وبعد منتصف ليل السبت في سوريا. وقال ان "الحكومة السورية ليست بحاجة الى اسلحة ايرانية وهذا النوع من المعلومات هو من ضمن حرب الدعاية والحرب النفسية" ضد سوريا. وقال عضو الكنيست تساحي هنغبي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ان الغارات الاسرائيلية لم تستهدف إضعاف الاسد خلال الحرب الدائرة مع مقاتلي المعارضة والمستمرة منذ أكثر من عامين بل ضمان عدم حصول حزب الله حليف الرئيس السوري على أسلحة متقدمة تكنولوجيا. ويقول مراقبون إن الغارات يمكن أن تشكل منعطفا في النزاع يشمل مشاركة مباشرة من اسرائيل بما قد يشكل بدوره سببا لدخول قوى غربية مترددة في هذه الحرب المحتملة. وأيدت روسيا وجهة نظر هذا التحليل. وقالت الإثنين إنها تشعر بالقلق من زيادة احتمال حدوث تدخل عسكري أجنبي في سوريا بعد تقارير بتوجيه ضربات جوية إسرائيلية حول دمشق الأمر الذي وصفته بأنه مثار "قلق خاص". وذكر الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان "نشعر بقلق بالغ من مؤشرات استعداد الرأي العام العالمي لتدخل مسلح محتمل في الصراع الداخلي المستمر منذ فترة طويلة في سوريا." وأشار الى ان بواعث القلق ترجع جزئيا الى تقارير اعلامية تحدثت عن استخدام مزعوم للأسلحة الكيماوية في الصراع الذي سقط خلاله في عامين أكثر من 70 الف قتيل. وتزود روسيادمشق بالاسلحة منذ فترة طويلة وحمت الرئيس السوري بشار الاسد من قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة حين استخدمت حق النقض (الفيتو) لتعطيل جهود غربية لإخراجه من السلطة او زيادة الضغوط على حكومته لإنهاء العنف. وصرح لوكاشيفيتش بان روسيا تحلل "تقارير عن الضربات الجوية الاسرائيلية في الثالث والخامس من مايو لمواقع في ضواحي دمشق وهو ما أثار قلقا خاصا." وقال "تصعيد المواجهة المسلحة أكثر يزيد خطر خلق مناطق توتر جديدة بالإضافة الى سوريا ولبنان وزعزعة استقرار المناخ الهادئ نسبيا حتى الان على الحدود اللبنانية الاسرائيلية." وأضاف "يجب عدم السماح بتدويل الصراع الداخلي الشديد الخطورة والمدمر في سوريا" ودعا الى "جهود حاسمة لتغيير الاوضاع في سوريا الى القنوات السلمية." وتشهد سوريا منذ عامين نزاعا داميا اسفر عن مقتل اكثر من 70 الف شخص.