أبقى التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية على ميناء الحديدة بغرب اليمن مفتوحا أمام المواد الإغاثية والإنسانية، رغم المنعطف الكبير الذي بلغته المواجهة العسكرية ضدّ المتمرّدين الحوثيين سواء بتصاعد القتال على عدّة جبهات مع تكثيف طيران التحالف لاستهدافه لمواقع المتمرّدين، أو بمحاولة هؤلاء مجدّدا استهداف العاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي. وبات في حكم المؤكّد لدى مختلف الأطراف، بما في ذلك الجهات الدولية، أنّ مصدر الصواريخ التي توجّه ضدّ المملكة العربية السعودية هو إيران، ما يضاعف الحاجة لإحكام الرقابة على منافذ اليمن لمنع تهريب السلاح عبرها للحوثيين. غير أنّ التحالف العربي الذي تقوده السعودية لا يسقط من حسابه الورقة الإنسانية خلال عمله على سدّ منافذ تهريب الأسلحة. وأعلن التحالف، الأربعاء، أن ميناء الحديدة مازال مفتوحا لاستقبال المواد الإغاثية والإنسانية، مشيرا في قراره إلى السماح بدخول السفن التجارية بما فيها سفن الوقود والمواد الغذائية للميناء لمدة 30 يوما. وورد في بيان للتحالف أنه “استمرارا لحرص دول تحالف دعم الشرعية في اليمن على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، ونتيجة لتكثيف الإجراءات المتعلقة بالتفتيش، فإن قيادة التحالف تعلن عن استمرار فتح ميناء الحديدة للمواد الإنسانية والإغاثية، والسماح بدخول السفن التجارية بما فيها سفن الوقود والمواد الغذائية لمدة ثلاثين يوما لتطبيق مقترحات مبعوث الأمين العام الخاص لليمن بشأن ميناء الحديدة”. ويواجه الشعب اليمني ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة في ظلّ حالة الحرب التي فجّرتها ميليشيا الحوثي الموالية لإيران قبل أكثر من ثلاث سنوات بغزوها العاصمة صنعاء وعددا آخر من مناطق البلاد واستيلائها على السلطة بقوّة السلاح. وعلى مدار فصول الحرب عملت الدولتان الرئيسيّتان في تحالف دعم الشرعية؛ السعودية والإمارات، على التخفيف قدر الإمكان من صعوبة الظروف الإنسانية في اليمن. وبذلت كلّ من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جهودا كبيرة في إيصال المساعدات الإغاثية من أدوية وأغذية وألبسة لسكان المناطق اليمنية التي أمكن للمؤسّستين الوصول إليها. ويشهد اليمن هذه الأيام تصعيدا كبيرا في المواجهة العسكرية بين المتمرّدين الحوثيين، والقوات للموالية للشرعية مدعومة بالتحالف العربي، الذي كثّف طيرانه من استهداف مواقع المتمرّدين وآلتهم العسكرية وطرق إمدادهم. وشنّت طائرات التحالف، الأربعاء، سلسلة غارات استهدفت مواقع للمتمردين في محيط العاصمة صنعاء، غداة اعتراض صاروخ باليستي فوق الرياض أطلقه الحوثيون. واستهدفت الغارات، بحسب شهود عيان نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية، معسكرا لميليشيا الحوثي جنوبصنعاء، ومعسكرا ثانيا غربها، ومواقع أخرى شمال المدينة. وتدفع التطورات الميدانية في اليمن باتجاه اعتماد الخيار العسكري كحلّ وحيد للصراع، بعد انسداد كلّ طرق الحوار.