اجتماع إلى اجتماع ومن فندق إلى فندق، تستمر محاولات لم شمل الائتلاف الوطني السوري المحطم، بحضور دبلوماسيين ومعارضين وناشطين، لكن يبدو أن كل المحاولات بعد خمسة أيام من الاجتماعات المتواصلة في اسطنبول باءت بالفشل. وانتقل اليوم مؤتمر الهيئة العامة للائتلاف الوطني المعارض إلى فندق آخر، نظرًا لانتهاء فترة الحجوزات في فندق غونين قبل انهاء ملف توسعة الائتلاف، وقبل الوصول إلى قرار بخصوص المشاركة في جنيف-2. ويرى ناشطون أن الوضع معقد جدًا، وانه لا يمكن الوصول إلى حل في ظل مصادرة القرار الوطني والتدخلات الاقليمية وشهوة السلطة لدى المعارضين. انضمت اسماء غير معروفة للائتلاف بالقائمة الاخيرة، وتساءل معارضون في تصريحات متفرقة ل"ايلاف" عن كيفية القفز بالمظلات وعن بوابات العبور نحوه، فذاك صهر مستقبلي لمؤسس الائتلاف، وتلك قريبة شخص بارز في الائتلاف. ويرى عبد الجليل السعيد، الناشط الاعلامي، في تصريح ل"ايلاف" أن كل التأخير في اجتماعات الائتلاف دون التوصل إلى قرار هو أمر مدروس وممنهج، "وذلك لتكريس المكرس أي لابقاء جورج صبرا رئيسًا للائتلاف ومصطفى الصباغ امينًا عامًا". في سابقة من نوعها في تاريخ المعارضات، وجه السفير الفرنسي المكلف بالملف السوري اريك شوفالييه لقادة الائتلاف خلال اجتماعه معهم كلاما قاسيًا من عيار: "أنتم لا تستحقون المساعدة، ولستم اصحاب كلمة، ولا تلتزمون بعهودكم ووعودكم، انتم معارضة هشة". ورصد ناشطون تحركات كثيفة وتصريحات مؤيدة للصباغ من السفير الاميركي روبرت فورد، وتعنيف ضد كل من يقف ضد الصباغ، وهو يتماهى في ذلك الموقف مع الموقف القطري حين استضافت الدوحة أخيرًا قادة الائتلاف لتأكيد مواقفها الداعمة، الا أن هاتفا مفاجئا من جون كيري، وزير الخارجية الاميركي، إلى فورد خلال اجتماعات الائتلاف قلب المعادلة، ليسأل فورد الصباغ: "هل تريد اسقاط النظام ام تريد البقاء في منصبك؟"، ليرد الصباغ: "الاثنين معا"، بحسب ما نقله معارضون. وكان اللافت ضمن المشهد الحالي أن تحقق المعارضة السورية انتصارات لا علاقة لها بها، فيما هي تختلف في اسطنبول، من قبيل رفع الاتحاد الاوروبي حظر توريد الاسلحة للمعارضة السورية، بضغط بريطاني فرنسي.