في الفترة الأخيرة بدء تراجع شعبية الرئيس محمد مرسي بشكل لافت، وذلك عشية مرور عام على توليه الحكم، وتعوّل المعارضة على إسقاطه يوم 30 يونيو/حزيران المقبل، في وقت تستبعد فيه الجماعة إمكانية إسقاط مرسي بغير صندوق الانتخاب. بينما يقترب يوم 30 يونيو/ حزيران الجاري، الذي تأمل المعارضة أن تطيح خلاله بالرئيس محمد مرسي، وبينما تحاول جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها في التيار الإسلامي، استعراض عضلاتها وإظهار أنه يحظى بشعبية جارفة، كشف استطلاعان رأي أن الرئيس المصري محمد مرسي، يعاني من تآكل مستمر في شعبيته، مشيرًا إلى أن معارضيه يزدادون يومًا بعد يوم، في مقابل تناقص مؤيديه. وأوضح الاستطلاع الأول، الذي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، أن 54% من المصريين، يؤيدون إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ورفض 50% ممن شملهم الاستطلاع إعادة انتخاب مرسي، في حال ترشحه للانتخابات الرئاسية مرة أخرى. تدهور شعبية أجرى "بصيرة"، استطلاعه الدوري حول الموافقة على أداء الرئيس بعد مرور 11 شهرًا على توليه الرئاسة، وأظهرت النتائج انخفاض نسبة من يوافقون على أدائه إلى 42% مقارنةً بحوالى 46% في الشهر العاشر، و78% في نهاية المائة يوم الأولى لحكم الرئيس محمد مرسي. وعلى الرغم من الاتجاه العام المتراجع، الذي رصدته الاستطلاعات في نسبة الموافقين على أداء الرئيس خلال الشهور الماضية، إلا أن نتائج الشهر الحادي عشر تظهر وللمرة الأولى، ارتفاع نسبة غير الموافقين على أداء الرئيس عن نسبة الموافقين بحوالى 10 نقاط مئوية، حيث بلغت نسبة غير الموافقين على أداء الرئيس 52%. ووفقاً للاستطلاع، فإن نسبة الموافقين على أداء الرئيس انخفضت في المحافظات الحضرية إلى 30% مقارنةً بحوالى 34% في الشهر العاشر، كما شهد الوجه القبلي انخفاضاً واضحاً في نسبة الموافقين، مشيرًا إلى أن النسبة انخفضت إلى 51% مقارنةً بحوالى 58 % في الشهر العاشر. بينما بلغت نسبة الموافقين في الوجه البحري 41%، وهي النسبة نفسها التي تم رصدها في الشهر العاشر. المستوى التعليمي ميزان يلعب المستوى التعليمي دوراً واضحاً في تقويم المواطن المصري لأداء الرئيس، وقال "بصيرة"، أن نسبة الموافقة على أداء الرئيس تنخفض إلى 35% بين الحاصلين على تعليم جامعي فأعلى مقارنةً بحوالي 46% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط أو لم يلتحقوا بالتعليم. وأشار المركز إلى أن ثلث المصريين فقط، ينوون إنتخاب مرسي في حال ترشحه مرة أخرى، وقال: "تم توجيه سؤال إلى المستجيبين "إذا أجريت الانتخابات الرئاسية غداً ومحمد مرسي مرشح فيها، هل تنوي انتخابه؟"، وقد أظهرت النتائج أن 30% فقط ينوون انتخابه، وهي النسبة نفسها التي تم رصدها في الشهر العاشر، وفي المقابل ارتفعت نسبة من لا ينوون انتخابه مرة أخرى إلى 50% مقارنةً بحوالى 45% في الشهر العاشر". وكشف الاستطلاع أن المصريين يؤيدون إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، وقال: "تم سؤال المستجيبين عما إذا كانوا يؤيدون إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقد أبدى 54% من المستجيبين تأييدهم لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وترتفع هذا النسبة إلى 62% في المحافظات الحضرية مقابل 55% في الوجه البحري و46% في الوجه القبلي". ولفت إلى أن "الشباب أكثر تأييداً لإجراء انتخابات مبكرة مقارنةً بالفئات العمرية الأخرى، حيث ترتفع نسبة من يؤيدون ذلك إلى 60 % بين الشباب في العمر (18-29 سنة) مقابل 54% في الفئة العمرية (30 -49 سنة)، و48% في الفئة العمرية 50 سنة فأعلى"، منوهاً بأنه "يرتبط ارتفاع المستوى الاقتصادي بتأييد أكبر لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حيث ترتفع نسبة من يؤيدون ذلك من 50% بين المصريين في أدنى مستوى اقتصادي إلى 65% بين المصريين في أعلى مستوى اقتصادي". وقال المركز إنه "تم إجراء الاستطلاع باستخدام الهاتف المنزلي والهاتف المحمول على عينة احتمالية حجمها 2051 مواطن في الفئة العمرية 18 سنة فأكثر غطت كل محافظات الجمهورية"، مشيراً إلى أن "كل المقابلات أجريت يومي الأربعاء والخميس 29 و30 مايو/أيار 2013. وبلغت نسبة الاستجابة حوالى 75%، ويقلّ هامش الخطأ في النتائج عن 3%. وقد تم تقدير المستوى الاقتصادي بناء على ملكية السلع المعمرة". الجيش يحظى بالثقة في السياق عينه، أظهر استطلاع رأي، أجرته مؤسسة "زغبي" الأميركية، تراجع شعبية مرسي، إلى 28%، مقارنة ب57%، في العام الماضي. وأضاف أن المعارضة أيضاً لا تحظى بثقة المصريين، موضحاً أن 35% من المصريين فقط يثقون في المعارضة، بينما يحظى الجيش بثقة وتأييد 94%. وقال جيمس زغبي، رئيس المؤسسة، في تصريحات له، إن "حكومة الرئيس مرسي في ورطة كبيرة، فقد كشف الاستطلاع عن تعرّضه، وحكومته، وحزبه لخسارة هائلة من الدعم والشرعية"، مشيراً إلى أن الاستطلاع شارك فيه "أكثر من 5 آلاف مصري بالغ على مستوى المحافظات، في الفترة بين 4 أبريل/ نيسان و12 مايو/ أيار الماضيين". وترفض جماعة الإخوان المسلمين، نتائج تلك الاستطلاعات، معتبرة أنها تفتقد للدقة والمصداقية، كما رفضت التوقعات بحدوث حشد كبير في 30 يونيو/حزيران، وبإمكانية إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي، بغير صندوق الانتخابات. وقال الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس الشورى، والقيادي في الجماعة، ل"إيلاف"، إنه لا يمكن فصل تلك الاستطلاعات عن الدعوات إلى مظاهرات 30 يونيو/ حزيران الجاري، من أجل إسقاط الرئيس محمد مرسي، الذي انتخبه الشعب في انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها، مشيراً إلى أن الاستطلاعات التي تنشر بين حين وآخر تفتقد إلى الدقة والمصداقية. ولفت إلى أن أية محاولة للقفز على الشرعية عبر الفوضى والعنف، وبغير الطريق الذي رسمه الدستور والقانون مرفوضة، وسوف يتصدى لها الشعب المصري. وفي الوقت نفسه، تحشد المعارضة المصرية ليوم 30 يونيو، وتعوّل عليه في إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي، وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة. وقال المهندس بهاء الدين شعبان، القيادي في جبهة الإنقاذ، ل"إيلاف"، إن شعبية الرئيس وجماعته في تراجع مستمر، مشيرًا إلى أن الشعب المصري سيخرج في يوم 30 يونيو، من أجل إسقاط نظام حكم الإخوان، وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، ولفت إلى أنه لا تراجع عن إسقاط هذا النظام، وتحقيق أهداف الثورة في بناء دولة مدنية ديمقراطية.