قُرابة “11000” مؤسسة مجتمع مدني تلاقي الدعم للبرامج التي تتبناها من مشاريع خيرية وإنسانية ومدنية ومجتمعية ، سواء كان دعماً محلياً أو خارجياً !!! لكن مَنْ من تلك المؤسسات تقوم بتنفيذ برامجها؟ حقيقة لا يزيد عددها عن عدد الأصابع . للمنظمات المدنية روادها وخبراؤها ، لهذا تجدهم أكثر دراية بطرق كسب المال بمشاريع خيرية بالاسم وربحية بالفعل ، هكذا هو واقع الحال بل أصبح التفكير بتأسيس منظمة يعني رغبة ملحة في الربحية، رغم أن من شروط انشاء منظمة والموافقة عليها أن تكون غير ربحية. والمتأمل لأغلب رؤساء تلك المؤسسات يتسكعون من سفارة إلى سفارة رجالاً ونساءً .. ليأخذوا الدعم لمنظماتهم ذات كذبة المنظمات الخيرية. وهاهم ولله الحمد أصبحوا ينافسون الوزراء في الفلل والسيارات والأرصدة ، وليس عيباً ولكن أن تستهلك كل الدعومات التي تقدم للصالح الشخصي دون القيام بمهام واحد من مهام المنظمة التي على أساسها يقدم الدعم ...هذا هو المستفز شحاذة ونصب وتحايل لا أدري ماذا اسمي هذه التصرفات ، فما يقدم لدعم مشاريع المنظمات 1% من قيمة المبالغ التي تقدم .. ليس فقط منتسبي بعض الأحزاب يترزقون على حساب الفقراء باسم الجمعيات الخيرية والمنظمات بل من انتماءات حزبية أخرى ومستقلين أيضاً .. وحقيقة لم تعد الشحاذة محصورة على فقراء اليمن بل يتصدر الأغنياء بمشاريعهم المبطنة بطابع الخيرية والمدنية قائمة الشحاذين وبنصب وتحايل مقزز ، قد نجد النفس البشرية دوماً يستميلها النفوذ والشهرة والمال ،لكن أن تصبح هذه الرغبات غاية وهدف نختلسه من مخصصات تضعها الدولة والخارج لصالح المحتاجين ولدعم مشاريع لتأهيلهم وتعود بالنفع لهم لهو الشيء المقزز فعلاً. لن أكتب عن نشاطات تخابرية لبعض المنظمات ولا غياب الرقابة عليها ولن أتحدث عن السر في خيرية بعض المتنفذين في تأسيس منظمات ، رغم علمي أن ذلك ليس سببه الخيرية المفرطة ، بل فحوى كتابتي في موضوع كهذا هو أن الانحطاط وصل بنا أن نسرق باسم المُعدمين والمهمشين والمحتاجين والمقهورين واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً. وفي المقابل نجد عدداً لا ندركه بالعين المجردة من تلك المؤسسات تقوم بواجباتها على أكمل وجه ، لكن الغالب حدّث ولا حرج ، وهكذا في هذا الوطن الكل يسرق ويختلس على طريقته ويتفنن بذلك ، ولا نتعجب حينما نجد بعض من هؤلاء له من الشعبية والمحبة بل يُعتَبر عند بعض المغفلين أنه رجل العطاء والخير . شظايا روح يسامرون الأرصفة والجوع...يغطيهم الصفيح... ويعانقهم المطر ،والبرد ، كلما زاد الاتجار باسمهم تزيد معاناتهم في وطن لا يتسع لمن هم تحت خط الفقر والوجع.