على الرغم من الأعداد الهائلة من الجمعيات الخيرية التي لاتظهر إلا في شهر رمضان إلا أن القليل منها تظل تقدم أعمالها الخيرية والإنسانية طوال العام بينما الغالبية تختفي بمجرد انتهاء شهر رمضان وتدخل فترة سبات لا تفيق منه شهر رمضان القادم وهكذا دواليك بل إننا نجد أعمال معظم هذه الجمعيات الموسمية لا علاقة لها بالعمل الخيري وتخضع أعمالها للاعتبارات الحزبية الضيقة..إسهام بسيط وفي الوقت الذي تورد فيه المصادر الرسمية عدداً هائلاً من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، إلا أن الاحصاءات الصادرة عن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل تشير إلى أن اسهامات الجمعيات الخيرية والتعاونية في دعم الأسر الفقيرة لاتتجاوز 4.71في المائة من دخلها. لاحضور للجمعيات بلغ عدد الجمعيات العاملة في بلادنا أكثر من «0005»جمعية ومنظمة منها 0073جمعية عاملة في الأنشطة الخيرية والإنسانية مما تشكل 24%من اجمالي المنظمات المسجلة، وعلى الرغم من هذا العدد من اجمالي عدد المنظمات والجمعيات الخيرية إلا أن معظمها لا يشكل أي حضور إلا في مواسم معينة، وبرزت ظاهرة تتمثل في موسمية العمل الخيري خلال شهر رمضان المبارك الذي تستغله العديد من المنظمات الخيرية للحصول على المنح والمساعدات وجمع التبرعات باشكالها المختلفة من كل حدب وصوب وتجد هذه الجمعيات اقبالاً من المحسنين المقتدرين، وبنظرة بسيطة للتقرير السنوي لإحدى هذه الجمعيات سنرى أنها تملك الملايين لكن أين تذهب هذه الأرصدة ولماذا لانرى لها نتيجة في التقليل من الفقر. حكر على بعض الأسر وهنا نجد أن بعض الجمعيات ستظل حكراً على عدد من الأسر أو الناس ممن يرضى عنهم مسئولو الجمعية. تكافل اجتماعي في هذا الجانب يرى الزميل عبدالحميد المقطري أن العمل الخيري بحد ذاته عمل محمود وعمل طيب لأنه ينم عن الروح التعاونية والتكافل الاجتماعي الذي دعا إليه الدين الإسلامي الحنيف ، ورغب فيه من خلال الآيات القرآنية الكثيرة والأحاديث النبوية الشريفة وأن ظاهرة انتشار الجمعيات الخيرية في بلادنا ظاهرة صحية طالما والغرض منها مساعدة المحتاجين من الفقراء والمعوزين والأيتام والأرامل وكل صاحب حاجة أعيته الحيلة وضاق به الحال وتقطعت به السبل، ولكن و آه من لكن...فعلى الرغم من انتشار الجمعيات وبحجم كبير فإننا لانلمس لها تواجد يذكر طوال العام فالبعض منها ينشط موسمياً وخاصة في المناسبات الدينية والبعض منها لاتتواجد إلا في شهر رمضان والقليل منها تتواجد طوال العام فنرى مشاريعها الخيرية منتشرة في كل مكان وعطاءها ملموساً وعددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، أما البقية وللأسف يبدو أن لها أغراضاً غير خيرية أو أنها لم تستطع أن تكبر وتظل متواجدة طوال العام،وهذا الأمر يرجع إلى الشئون الاجتماعية فيجب أن يكون هناك تقييم من قبل الشئون للجمعيات العاملة وغير العاملة وأن يطبق القانون على الجمعيات المتسولة لحسابها الخاص وما أكثرها!!!.. ويضيف المقطري : وما يعيب على بعض الجمعيات أنها تستهدف في أعمالها أناساً محددين وبناءً على معايير حزبية فهذه يجب أن تشطب من الخارطة وأن يكون العمل الخيري نقياً طاهراً لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وهي معروفة للجميع. استغلال علي عبدالرحمن علي كليب من جانبه قال: في الآونة الأخيرة ظهرت جمعيات ومؤسسات خيرية كثيرة ولكن أصبحت بعضها تتعامل مع المحتاجين على أساس الانتماء السياسي وهذا منافٍ لكل العادات والأعراف والقوانين.لأن الأساس في العمل الخيري دعم المحتاج أياً كان انتماؤه.. لقد استغلت بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية المنابر لجني الأموال فنشاهد بعد كل جمعة مجموعة من الاشخاص على أبواب المساجد ينادون بدعم المحتاجين هنا وهناك والله أعلم أين تذهب هذه الأموال خاصة أنها تؤخذ دون اثبات قانوني «سندات رسمية » مما يشكك في إمكانية وصول هذه الأموال للمحتاجين حقيقة.