جرعة قاتلة في سعر الغاز المنزلي وعودة الطوابير الطويلة    العثور على جثة ''الحجوري'' مرمية على قارعة الطريق في أبين!!    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    صاعقة كهربائية تخطف روح شاب وسط اليمن في غمضة عين    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    تهامة.. والطائفيون القتلة!    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    أول تعليق أمريكي على الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح "فيديو"    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد.. صور لعدد من أبناء قرية الدقاونة بمحافظة الحديدة بينهم أطفال وهم في سجون الحوثي    قيادي حوثي يفتتح مشروعًا جديدًا في عمران: ذبح أغنام المواطنين!    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    حقيقة فرض رسوم على القبور في صنعاء    بأمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ...الاعدام بحق قاتل في محافظة شبوة    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    الرئيس الزُبيدي يطالب بخطط لتطوير قطاع الاتصالات    فتيات مأرب تدرب نساء قياديات على مفاهيم السلام في مخيمات النزوح    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    البرلمان العربي يحذر من اجتياح رفح جنوب قطاع غزة    الذهب يصعد متأثراً بآمال خفض اسعار الفائدة الأميركية    فارس الصلابة يترجل    السياسي الوحيد الذي حزن لموته الجميع ولم يشمت بوفاته شامت    عودة نجم بايرن للتدريبات.. وحسم موقفه من صدام الريال    التشكيل المتوقع لمعركة الهلال وأهلي جدة    مسيره لطلاب جامعات ومدارس تعز نصرة لغزة ودعما لطلاب الجامعات في العالم    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    «كلاسيكو» الأهلي والهلال.. صراع بين المجد والمركز الآسيوي    ضعوا القمامة أمام منازل المسئولين الكبار .. ولكم العبرة من وزير بريطاني    رشاد العليمي وعصابته المتحكمة في نفط حضرموت تمنع تزويد كهرباء عدن    سلطات الشرعية التي لا ترد على اتهامات الفساد تفقد كل سند أخلاقي وقانوني    صنعاء.. اعتقال خبير في المواصفات والمقاييس بعد ساعات من متابعته بلاغ في هيئة مكافحة الفساد    تغاريد حرة.. رشفة حرية تخثر الدم    ليلة دامية في رفح والاحتلال يبدأ ترحيل السكان تمهيدا لاجتياحها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    هل يستطيع وزير المالية اصدار كشف بمرتبات رئيس الوزراء وكبار المسئولين    رباعية هالاند تحسم لقب هداف الدوري.. وتسكت المنتقدين    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تبقى مشكلة الفقر في اتساع
رغم كثرة الإنفاق في شهر رمضان وزيادة المساعدات من سنة إلى أخرى
نشر في الجمهورية يوم 06 - 09 - 2009

أن يكثر الإنفاق والمساعدات خاصة في شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة من قبل كثير من رجال الخير والجمعيات والمنظمات الخيرية عادة جيدة وممتازة. وهذا بلا شك يخفف من مشكلة الفقر عند المستفيدين وتساعد الكثيرين على قضاء حاجياتهم المعيشية, ولكن تبقى نفس المشكلة تزداد وتكثر من سنة إلى أخرى.بليغ التميمي مدير مؤسسة فجر الأمل التنموية الخيرية يرى بان الفقر ظاهرة منتشرة بين أوساط المجتمع وقال إن الأسباب كثيرة من أهمها غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وانتشار ظاهرة البطالة وتدني مستوى الدخل وقلة فرص العمل.
دعوة لتخصيص العمل الخيري
وبالنسبة لتعدد اللافتات والجمعيات التي تقوم بعملية الإنفاق ورغم ذلك الفقر يزداد قال إن هذا ملاحظ ويرى التميمي أن هناك تشتيتاً وتعدداً في نشاط وأعمال الجمعيات والمنظمات الخيرية ولهذا يقترح أن يكون الحل في أن تتخصص الجمعيات في الأعمال والأنشطة ويكون لكل جمعية عمل ونشاط محدد.. وقال بدلا من تشتيت الجهود والتركيز على أكثر من نشاط وعمل الأصل أن يكون هناك تخصص في الأعمال الخيرية فمثلا جمعية تهتم ببناء المساجد يجب أن يكون كل الممولين والداعمين الذين يريدون بناء مساجد يتجهون إلى هذه الجمعية من اجل بناء المساجد, جمعية تختص بالأيتام فكل الداعمين الذين يريدون أن يكفلوا أو يساعدوا أيتاماً يذهبوا إلى هذه الجمعية, جمعية تختص بكفالة ورعاية الأسر الفقيرة تتجه لها التبرعات والمنح والدعم بخصوص هذا الموضوع ويتم التركيز على الأسر المحتاجة والأشد فقراً ويتم التفكير بإيجاد مشاريع تنموية, فمثلا التاجر أو الممول أو الجمعية أو المنظمة بدلا من توزع لألف أسرة ويكون مستواهم المعيشي متفاوتاً بعضهم شديد الفقر وبعضهم اقل يتم التركيز على الأسر الأشد فقرا وإعطاؤها مبلغاً الذي من خلاله تتمكن من حرفة أو مهنة لها تستطيع من خلالها أن تخفف من حدة الفقر الذي هي فيه, وتنتقل هذه الأسرة من دائرة الحاجة ومد اليد إلى دائرة العفاف والقدرة على توفير متطلبات الحياة الضرورية من جراء هذا المبلغ الذي منح لها وهناك مجالات وأعمال كثيرة ومتنوعة اعتقد انه لو توفرت هذه المنهجية ستحل كثيراً من الإشكالات وستقضي على كثير من المشاكل التي نراها منتشرة في المجتمع اليمني. ورغم ذلك قال التميمي إن الوضع الحالي يحقق أهدافه عند الجمعيات وقال لاشك أن الجمعيات تقوم بادوار وأنشطة مشكورة وطيبة فتخفف جزءاً من معاناة الناس لكن الوصول إلى الهدف الحقيقي المتمثل بإيجاد تنمية حقيقية مستدامة في المجتمع لا زال هناك قصور لدى كثير من الجمعيات والمؤسسات ونحن منهم.
الشراكة
وبالنسبة لفكرة الشراكة المجتمعية للجمعيات والمنظمات قال مدير فجر الأمل أنها ممتازة لو وجدت في تعز وهي حاليا موجودة في بعض المحافظات فمثلا في حضرموت يوجد مجلس تنسيق وشراكة بين الجمعيات والمؤسسات وثبت نجاحه في كثير من الأعمال.
وبالنسبة لمحافظة تعز كانت هناك محاولة لتطبيق الفكرة وحاليا موجودة لكن على مستوى نطاق ضيق ولهذا نتمنى أن تتوسع حتى يتحقق الخير وتعود الفائدة على الجميع, فالشركة عامل مهم من عوامل تحقيق الأهداف المرجوة من خلال تنفيذ الأنشطة والأعمال الخيرية, والتركيز على مشاريع تنموية وعلى الأسر شديدة الفقر والحاجة.
وفيما يتعلق بالصدقات النقدية الذي تقدمها مؤسسة الأمل قال إن عدد المستفيدين من الصدقات النقدية سنويا حوالي 500 أسرة ضمن مشروع الصدقات النقدية الذي يهدف إلى تخفيف المعاناة والبؤس على أرباب الأسر, وإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع. هذا بالإضافة إلى أن هناك مشاريع أخرى تتمثل في توزيع التمور وإفطار الصائم وكفالة ورعاية الأيتام والأسر, وتوزيع المواد الغذائية والحقيبة المدرسية وبناء المساجد وكسوة العيد ولحوم الأضاحي وتكريم المتفوقين ومشاريع أخرى متنوعة يستفيد منها أكثر من عشرة آلاف فرد تقريباً.
مشاكل العمل الخيري
ولا شك أن هناك صعوبات ومشاكل تواجه العمل الخيري ويؤكد بليغ التميمي أنها تتمثل أولها في اتساع رقعة الفقر والحاجة, ثانيا تسييس وتحزيب العمل الخيري, ثالثا ربط المنظمات والأعمال الخيرية بالإرهاب، كثير من الداعمين خاصة في الخارج يريد أن يقدم ويدعم لكنه يخشى أن يدرج اسمه ضمن قائمة الإرهاب ربما يحجم عن الدعم والتمويل لهذه الأسباب.
ظاهرة ايجابية وسلبية
وحول تخصيص الأعمال الخيرية في رمضان من قبل كثير من الجمعيات والمؤسسات أكد مدير مؤسسة فجر الأمل بليغ التميمي أن هذه ظاهرة ملاحظة وموجودة وقال هي ظاهرة طيبة أن تكثر الأعمال الخيرية في شهر رمضان وظاهرة سلبية أن تنعدم في بقية شهور السنة, ففي رمضان تكثر الأعمال الخيرية بسبب أن نفوس الكثير تكون سخية وسمحة وتكون الضمائر قريبة من الله تعالى فيكثر فيه الإنفاق أيضا لان رمضان شهر مضاعف فيه الأجر والحسنات فكل تاجر يتمنى أن ينفق في رمضان حتى يضاعف الله له الأجور والحسنات.
ودعا التميمي كل الخيرين والمحسنين والمنفقين إلى أن يدعموا مسيرة الجمعيات والمؤسسات الخيرية الموجودة في الميدان والتي لها رصيد وتتعامل بشفافية وتبتعد عن الروتين الممل وعن تسييس وتحزيب الأعمال الخيرية.
إنفاق يحقق أهدافه
نجيب فيصل بدر مسئول الصدقات والزكوات بجمعية هائل سعيد يرى بان كثرة الإنفاق في شهر رمضان يحقق أهدافه لان كل مستفيد يستلم المساعدات بيده مباشرة, وقال أنهم في الجمعية يصرفون كروتاً للمستفيدين وخلال هذه السنة فقط تم استقبال حوالي ألفين وخمسمائة حالة, فكل من يأتي إلى الجمعية يتم تسجيل بياناته ومن ثم يتم النزول الميداني للتأكد من صحة البيانات والحالة ويتم إعطاء المساعدات بحسب عدد أفراد الأسرة وتختلف من منطقة إلى أخرى وكذا حالة الشخص المستفيد فمثلا إذا كان معاقاً أو مريضاً نعطيه مبلغاً زيادة. ولهذا نشعر انه تحققت أهداف كثيرة وأكثر المناطق المستفيدة هي تعز عدن الحديدة لحج. وأشار إلى أن بعض المستفيدين ينتظرون المساعدات بفارق الصبر حتى وقد وصل الأمر إلى انه يتم رهن بطاقات الصرف في البقالات كديون ووجدنا ذلك أثناء عملية الصرف.
البطالة سبب الفقر
ونوه الأخ نجيب إلى أن عدد المستفيدين المسجلين رسميا ولديهم كروت بموجبها يتم استلام المساعدات المالية حوالي أكثر من ثلاثمائة ألف مستفيد, وقال هذا بالإضافة إلى أن هناك مستفيدين آخرين يستلمون مساعدات مباشرة وليس لديهم كروت من الجمعية. وأبدي فكرة أن يتم إعطاء الفقراء مبالغ تلبي حاجتهم وانتشالهم من حالة الفقر بحيث يصبحون قادرين على الإنتاج بعد أن يتم تأهيلهم وتدريبهم كل بحسب مهنته وقال انه لو تم ذلك بلاشك أمر جيد ولو وجد سيحد من الفقر وفكرة إيجاد شراكة مجتمعية بين الجمعيات فكرة جيدة وناجحة لو وجدت ستحل كثيراً من المشاكل والصعوبات.
الدور الحكومي
وزارة الشئون الاجتماعية والعمل هي الجهة المسئولة عن الجمعيات والمنظمات بموجب القانون فهي الجهة التي تنمح تصاريح الإنشاء ومن ثم هي الجهة المخولة بالمراقبة والإشراف على ما تقوم به من أعمال فمن حقها أن تطلب تقارير دورية عما تقوم وقامت به الجمعيات والمنظمات وفقا للقانون. مدير عام مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بمحافظة تعز احمد عبدالرحمن العليمي أشاد بعملية الإنفاق والمساعدات التي تقدمها كثير من الجمعيات والمنظمات وقال إنها عادات حميدة وجيدة في الشعب اليمني وأعمال جيدة وممتازة فهي تساعد الفقراء والمحتاجين وتهدف إلى التخفيف من الفقر وتساعد على قضاء الحاجات. وأن كثيراً من الجمعيات والمنظمات اعتادت الإنفاق وتكثر في شهر رمضان ولكل جمعية برنامج ونظام معين بل إن بعض الجمعيات لها نطاق جغرافي محدد.
الجمعيات تعمل بدون رقابه
لا يوجد تدخل حكومي وأكد العليمي أن مكتب الشئون الاجتماعية لا يتدخل في عملية التوزيع للأموال والمساعدات التي تنفق وآلية العمل ولا توجد نصوص قانونية تخول لنا ذلك. وقال إن الجمعيات تعمل بحرية تامة بدون أي رقابة ولا يستطيع المكتب بحسب القانون رقابتها طالما ولم نتلقى أي شكاوى في هذا الجانب, وعملية الإنفاق خاصة في شهر رمضان تزداد وتكثر, ولاشك أن المساعدات المالية والعينية تساعد الكثير من الأسر وتلبي إلى حد ما حاجاتهم المعيشية ونحن نشجع مثل هذا وندعو للمزيد بهدف تخفيف الفقر الذي تعاني منه الكثير من الأسر.
وأشار احمد العليمي إلى انه رغم كثرة وزيادة الإنفاق والمساعدات من سنة إلى أخرى تبقى مشكلة الفقر في ازدياد واتساع أيضا من عام إلى آخر وكان عملية الإنفاق غير مجدية ولم تحقق أهدافها والسبب محدوديتها, ولهذا يؤيد العليمي أهمية وجود تنسيق بين جميع الجمعيات والمنظمات في هذا الجانب وتعمل تحت لافتة الشراكة المجتمعية في هذا الجانب, وقال إن فكرة الشراكة المجتمعية جيدة وممتازة لو تم تنفيذها ستكون ناجحة ولكن هذا الأمر يرجع إلى ضرورة موافقة الجميع عليها وهذا ما نتمناه ونسعى لتحقيقه في محافظة تعز.
فكرة الشراكة المجتمعية
يشار إلى أن فكرة الشراكة المجتمعية في محافظة تعز طرحت قبل أكثر من سنتين وما تزال مطروحة للمناقشة, وقد قطعت خطوات عملية بهدف تأسيسها وقد تم عقد أكثر من لقاء ضم الجمعيات والمنظمات الخيرية الموجودة في المحافظة وقد أيد الجميع فكرة الشراكة ولم يعترض أو لم يؤيد احد الفكرة. وتهدف الشراكة المجتمعية إلى توحيد الجهد الشعبي لأفراد المجتمع ومساهمته إلى جانب الجهود الرسمية في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومن أهم أهداف الشراكة المجتمعية تجسيد معاني البر والإحسان, والتكافل الاجتماعي في أوساط المجتمع, وتعزيز النهج الديمقراطي, أيضا من أهداف العمل الاجتماعي المساهمة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية, ونشر الثقافة الاجتماعية والتعليم , ورعاية حقوق الإنسان ,ورعاية حقوق الطفل والمرأة. وكما هو معروف المجالات الرئيسية لعمل وأنشطة الجمعيات والمنظمات غير الحكومية تتمثل وفق القانون في الرعاية والخدمات الاجتماعية والخيرية, والقيام بأعمال البر و الإحسان والعلوم الدينية, والتكافل الاجتماعي. كذلك من المجالات الرئيسية لعمل المنظمات التنمية الاجتماعية، الرعاية والخدمات الصحية, ومجالات التدريب والتأهيل المهني, أيضا مجالات الثقافة والسياحة والتعليم والتراث الشعبي, و حماية البيئة والسكان,وتعمل أيضا في مجالات الطفولة والمرأة والأسرة, ورعاية وتأهيل المعاقين, ومجالات, حقوق الإنسان والحريات العامة, والتعاون والإخاء والصداقة, الرياضة والشباب, كذلك من الأنشطة الرئيسية للمنظمات غير الحكومية مجالات الإنتاج النباتي والحيواني الزراعي, والثروة السمكية, والإسكان, والمهن الحرفية اليدوية, و.... . الخ. وقد حدد الدستور مجموعة أسس للسياسات الاجتماعية منها تحقيق العدالة الاجتماعية الأساسية في العلاقات الاقتصادية الهادفة إلى تنمية الإنتاج وتطويره,وتحقيق التكافل والتوازن الاجتماعي ورفع مستوى المعيشة للمواطنين, أيضا من الأسس التي حددها الدستور حماية واحترام الملكية الخاصة, والتنافس المشروع بين القطاع الحكومي والخاص والأهلي والمختلط.
السياسات والبرامج الحكومية
يقول احمد العليمي: من هذه الأسس أكدت السياسات والبرامج الوطنية لمكافحة الفقر مكانة ودور المنظمات الأهلية في التنمية واعتبرته شريكاً كقطاع ثالث في تحقيق تنمية وتطوير البلد ، ومن هذه المكانة فإن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ترى في المنظمات الأهلية غير الحكومية الشريك الاستراتيجي بمحاربة الفقر وتحقيق التكافل والاندماج الاجتماعي ومن موقع اختصاصاتها وإشرافها على العمل الأهلي عملت على إصدار القوانين والتشريعات التي توفر الحماية والمزايا اللازمة للمؤسسات الأهلية, و تثبيت مبدأ حرية التكوين والإنشاء للمؤسسات الأهلية الطوعية غير الهادفة إلى الربح ,أيضا عملت الوزارة على اعتماد منهج الشراكة المجتمعية في العمل التنموي مع المنظمات غير الحكومية , واعتماد مبدأ اللامركزية وتعزيز دور السلطة المحلية بهذا المجال. وأضاف قائلاً: اتخذت الوزارة إجراءات و خطوات تقدم كل أشكال الدعم والمساندة للمنظمات والمؤسسات الأهلية ومنها قال العليمي أنها تتمثل في تشجيع المواطنين على تأسيس المنظمات غير الحكومية بهدف المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية, وتقديم الدعم المالي السنوي للجمعيات والمؤسسات الأهلية, وإنشاء الصناديق والمؤسسات الاجتماعية والتنموية المحلية لدعم العمل الأهلي, وتشجيع مشروعات الإقراض الصغيرة والأصغر عبر الجمعيات والمؤسسات الأهلية.
أهمية الإنفاق
طارق الحمادي نائب مدير جمعية الإصلاح بتعز يرى بان للإنفاق أهمية كبيرة وخاصة في شهر رمضان لان هناك شريحة كبيرة من الفقراء تحتاج أن يكون هناك تكامل بين الداعم والمستفيد وهنا تقوم الجمعية بدورها وعملها من حيث إيصال هذا الدعم للمستفيدين, فنحن عبارة عن وسطاء ما بين الداعمين وبين المستفيدين من الفقراء والمحتاجين, وهؤلاء شريحة تزداد عاماً بعد عام من فقراء ومعسرين وأيتام ومساكين حتى أصبح الإنفاق ضرورة وواجباً أن يقوم به خاصة الناس الميسورين. وأضاف الحمادي قائلاً: عمل الجمعية ليس محدوداً في زمن ووقت محدد بل على مدار العام ومشاريع الجمعية مختلفة ومتنوعة وفي شهر رمضان مشاريع الجمعية عبارة عن إفطار الصائم في 22 مسجداً في مدينة تعز ويصل عدد المستفيدين إلى مئات الآلاف من الناس والأسر. وقد حققت إلى حد ما من الأهداف التي تسعى إليها الجمعية ولكن نتيجة لتوسع شريحة المستفيدين بشكل كبير, ولكن نقول أننا إلى حد ما لاباس فيما نقوم به من أعمال.
عدم تنظيم النسل
ويرى أن أسباب الفقر كثيرة من أهمها غلاء الأسعار إضافة إلى اصحاب الدخل المحدود الذين يعتبرون بحكم الفقراء مقارنة بالغلاء وظروف الأوضاع المعيشية الصعبة, بالإضافة إلى أن هناك كثيراً من الفقراء بسبب الإحجام عن التوظيف وعدم وجود الحجم الكافي من التوظيف والعمالة, أيضا زيادة حجم الأسر لهذا عدم تنظيم النسل له دور في زيادة أفراد الأسرة, وهناك عوامل كثيرة نتيجة لظروف معيشية معينة نتيجة لكوارث أو ما شابه ذلك.
وقال طارق الحمادي إن الحل يتمثل بضرورة العمل على الحد من الفقر بشتى الوسائل ولا يمكن القضاء على الفقر ولكن بالإمكان الحد او التخفيف منه وذلك أن يوجد تكامل بين منظمات المجتمع المدني والدولة, وحول أهمية الشراكة المجتمعية في هذا الجانب قال يوجد تنسيق مع بعض الجمعيات في بعض المشاريع, وأحيانا قيادة المحافظة في ظرف وحدث معين يتم طلب الجمعيات ويتم التنسيق على سبيل المثال في كارثة السيول في حضرموت والمهرة وفي حادثة الحريق الذي حدث في مساكن المهمشين بمديرية المظفر بتعز. وبالنسبة لتقييمه للأعمال التي تقوم به الجمعيات حاليا قال إن كل جمعية لها أهدافها واطر مؤسسية معينة, ولهذا التنافس أجدى وأفضل, ومن المفترض أن يوجد تنظيم لأعمال وجهود الجمعيات بحيث تسير بشكل منظم ومشروع الشراكة المجتمعية فكرة جيدة وممتازة وهناك خطوات تنسيقية وهناك أعمال تتم بالشراكة بين الجمعيات والجهات الحكومية عبر قيادة المحافظة وقد طلبنا في أكثر من لقاء وبالنسبة لحجم المساعدات التي تقوم بها جمعية الإصلاح قال نحن في الجمعية انتقلنا من حالة تقديم المساعدات إلى التنمية المستدامة ولدينا حاليا برنامج نماء يقدم قروضاً صغيرة تبدأ من 40 ألفاً ثم تتضاعف في حالة وفاء المقترض إلى 100 و200 و400 ألف ريال, وفي هذه الحالة يتم انتشال المستفيد من حالة الفقر ويصبح تاجراً وهناك عدد لاباس به من الأشخاص استفادوا من البرنامج, وهناك مشاريع تنفذها الجمعية تسمى المشاريع المدرة للدخل تنفذ على مستوى المدينة والريف مثل إعطاء مكائن خياطة أو مواشي وأغنام.
تشتت الإنفاق غير مجدٍ
الدكتور عبدالله الذيفاني مدير مركز دراسات الجدوى بمحافظة تعز أكد أن ظاهرة تزايد الإنفاق واتساع رقعة الفقر يعتبر من أكثر الموضوعات أهمية ينبغي الوقوف عليه بموضوعية وبمسئولية كاملة لان الوضع الراهن للمحتاجين والمتسولين أصحاب الحاجة بصورة عامة وعلى اعتبار انه وجه من أوجه الخير, وقال: نحن لا نشكك بالنوايا ولا بالممارسة ولكن النواتج التي تنتج عنها لاتحل مشكلة المحتاج ولا تعالج قضية التسول ولا تمنع الأضرار التي قد تحدث لهذا أو ذاك.
الشراكة تجمع الجهود
وأضاف الدكتور الذيفاني لذلك كانت فكرة الشراكة المجتمعية أن تحشد هذه الجهود جميعاً وتجمع في بوتقة واحدة يستفاد منها في معالجة قضايا الناس, فما يتم حاليا عبارة عن إنفاق مبالغ زهيدة لاتفي بحاجة الناس كاملة ولا تسد رمقاً ولا تعالج فقراً ولا تمنع بطالة ولكنها توسع قاعدة المتسولين أكثر, وتشجع الكثيرين على الذهاب أمام البيوت والمؤسسات وأصحاب الإنفاق لكي يحصلوا على مبالغ زهيدة ربما لا يستخدمونها فيما ينفع منازلهم بقدر ما يسد حاجياتهم اليومية وتنتهي المسألة, ولذلك كان جمعها هو هدف قامت عليه الشراكة المجتمعية الذي يعتبر مركز دراسات الجدوى بالمحافظة ثمرة من ثمراتها وحاولنا أن نسعى إلى توحيد هذه الجهود وتجميعها لكي نشكل منها صندوقاً يساعد في معالجة قضايا الفقراء والمتسولين وذوي الحاجة ونقلهم من وضع المعال إلى وضع المنتج. وقد وضعنا في المركز برنامجاً متكاملاً للتدريب والتأهيل وقمنا بدراسة عدد من المهن في السوق لكي نقوم بنقل المستهدفين ببرامج الشراكة المجتمعية إلى الإنتاج. وقد بدأنا في صندوق الرعاية الاجتماعية في هذا المسعى ومن خلال صحيفة «الجمهورية» نشكر الصندوق ومديره العام الأستاذ/ قاسم شحرة على تفاعله مع هذه القضايا وتبنيها والمضي بها بشكل متسارع.
إجراءات تأسيس الشراكة
وفيما يخص العمل مع أطراف الشراكة المجتمعية في هذا الجانب قال مازلنا بصدد استكمال الإجراءات وادعو أطراف الشراكة المجتمعية لكي نسعى إلى إقناعهم بتجميع هذه الجهود وتجميع الأموال التي تنفق بدون حدود سواء من الأفراد أو من المؤسسات والجمعيات أو من الحكومة أو من أطراف أخرى لكي نضعها في سياق خدمة التنمية المجتمعية بمدينة تعز على وجه الخصوص والمحافظة بشكل عام. فنسب الفقر والبطالة تزداد وتتنامى بشكل مخيف ومرعب, والناس يتفرجون على هذا أو ذاك والمعالجات الحالية عبارة عن مبالغ لاتقدم ولاتؤخر ولكن لو جمعت من أكثر من طرف سوف تتجمع مبالغ ممكن أن تقدم كقروض حسنة غير ربوية ويتم تدريب وتأهيل المستفيدين كل حسب المهنة المناسبة الذي يستطيع أن يقوم بها وفق برامج ودراسة جدوى علمية وبإشراف علمي وإداري على سير المستهدفين في مشاريعهم حتى يصلوا إلى بر الأمان, وأتوقع أن تنجح الفكرة كثيراً.
جمع بيانات من الميدان
وحول الدراسات والمسح الميداني الذي قام به المركز بهدف تأسيس قاعدة بيانات التي على ضوئها سيتم تنفيذ الشراكة قال الدكتور عبدالله الذيفاني منذ أن تم طرح فكرة الشراكة قبل أكثر من سنة تم تأسيس قاعدة بيانات متكاملة من الميدان, لانريد أن نبدأ العمل بدون وجود قاعدة بيانات كاملة وهذه هي الخطوة الأولى, والخطوة الثانية سيتم استدعاء الأطراف والجمعيات التي تعمل في هذا الجانب لعرض النتائج التي تم التوصل إليها, وكان قد تم استدعاؤهم عندما عقدت ورش إشهار الشراكة وكان الجميع متفاعلاً مع الفكرة. وقد تم جمع جميع الحالات المستهدفة وتصنيفها ووضع الحلول الممكنة لها وسيتم عرضها على الجمعيات وكل جمعية تتبنى الحالة التي تريد وتتعامل معها بالطريقة التي تشاء ونتوقع استجابة كبيرة لأننا في الأخير نريد أن نصل إلى معالجة جذرية وناجعة لهذه العملية.
نجاح صندوق الرعاية
صندوق الرعاية الاجتماعية كان قد نفذ فكرة تحويل الأسر المعالة إلى اسر منتجة وفق الدراسات التي أعدها مركز دراسات الجدوى حول مدى نجاحها قال الدكتور الذيفاني لقد حققت التجربة نجاحاً كبيراً وسوف يستمر الصندوق في هذا الجانب, وقد تم في الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الصندوق وضع آلية الاستفادة من الزكوات ودعم الصندوق المركزي والسلطة المحلية لتأسيس صندوق لمعالجة الحالات المستفيدة من الضمان الاجتماعي برأس مال لاباس به, وقد تم الاتفاق مع الأخ مدير عام الصندوق أن يتم اللقاء معه خلال الأسبوع القادم لكي يتم وضع آلية لتطوير الفكرة والخروج بها إلى الواقع بعد شهر رمضان المبارك.
رسالة للمنفقين
واختتم الدكتور عبدالله الذيفاني حديثه بتوجيه رسالة إلى الجمعيات والمنظمات وكل من يقوم بالإنفاق قائلا بارك الله جهود الجميع ونسال الله أن تكون في ميزان حسناتهم ولكننا ندعوهم إلى التفاعل مع مخرجات المسح الميداني الذي تم ومع قاعدة البيانات التي تمت من قبل المركز لأنها ستفيد الجميع وستحقق نقلة نوعية في أعمالنا وأعمالهم. وهم يعلمون جيداً أننا لسنا بدلاً لهم ويعلمون جيدا أن الشراكة المجتمعية لا تستهدف أنشطتهم بقدر ما هو إجراء تنسيق بين الأطراف المختلفة لتوحيد الجهود في إطار الشراكة المجتمعية, فما يقدمونه يعتبر خيراً كبيراً لكنه لا يخدم على الإطلاق معالجة الفقر ولا ينقل على الإطلاق فقيراً أو متسولاً من وضعه إلى وضع جديد. ندعو الجميع إلى التفاعل والعمل معا في إطار الشراكة المجتمعية التي من خلالها سيستفيد الجميع استفادة حقيقية ومضمونة.
دعوة لتوحيد الجهود
الزميل عبدالهادي ناجي يرى بان العمل الخيري يبرز في شهر رمضان بصورة لافتة الأمر الذي يجعل المتسائل يطرح سؤاله عن سبب هذا النشاط الذي يبرز في رمضان من قبل الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟ ولماذا لا يظهرون في باقي أيام السنة؟ والسبب أن رمضان شهر البر والإحسان والرحمة والبذل والعطاء ولذلك تكون فيه النفوس مهيأة للاستجابة لكل دعوات الخير ومنها المساهمة في كثير من المشاريع الخيرية التي تبرز خلال رمضان ومنها مشاريع تفطير الصائمين التي لاتكاد توجد جمعية ومؤسسة خيرية إلا ولها فيه نصيب وهي مشاريع موسمية لايمكن أن تنادي بها الجمعيات والمؤسسات في غير رمضان وكذلك مشاريع كسوة العيد.
رمضان سوق رائج للخير
وأضاف الأخ عبدالهادي قائلاً إن شهر رمضان سوق رائج لكل الأنشطة والفعاليات الخيرية التي تكثر فيه, ومع كثرة هذه الأنشطة تظل هناك ظاهرة احتراف التسول وتفنن محترفيه في رمضان في تقديم صور تستفز مشاعر من كانت مشاعره نائمة طوال أيام السنة فلا يلتفت إلى مسكين ولا يدعم عملاً خيرياً ولكن بما يقدم من صور العرض للحاجة في رمضان تجد من كان قلبه حجراً في غير رمضان يخرج من جيبه الكثير من ماله للمساعدة لكل طالب حاجة.
مقترح لتوحيد المشاريع
وقال هذه الكثرة وهذا التنافس الذي نحسبه يذهب في محله يقودنا إلى سؤال آخر لماذا كل هذه المؤسسات والجمعيات الخيرية لا تلتقي قبل رمضان بأشهر وتنسق فيما بينها وتوحد مشاريعها ما دام والكل يعمل في مشاريع الإفطار وكسوة العيد ويكون اللقاء يهدف إلى توحيد الفكرة والنشاط وتوحيد قوائم المحتاجين في الجمعيات الخيرية وفحصها وعدم تكرارها وحرمان الكثير من الأسماء, ويحدد صندوق موحد لدعم المشاريع الموسمية كإفطار الصائم وكسوة العيد وبدلاً من تعدد مصادر الجمع يكون هناك مصدر واحد يجمع وتوزع الحصيلة بين الجهات المتفقة وفق نسب القوائم المكفولة لدى كل طرف, وهذا سيعمل على تعزيز كثير من الايجابيات بين الجمعيات العاملة في المجال الخيري كما سيزيد من ثقة التجار ورجال الأعمال بالمنظمات والجمعيات الخيرية كونها توحدت واتفقت من اجل نجاح الفكرة وتوحيد الجهود المبعثرة هنا وهناك وكله باسم الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والأسر المعدمة.
دعوة لإعادة النظر
ويدعو الأخ عبدالهادي القائمين على الجمعيات الخيرية في أن يعيدوا النظر في علاقاتهم مع بعضهم من اجل المستهدفين أولاً ومن اجل توحيد الدعم وضمان وصوله في العمل الخيري وبصورة اكبر ولا ينبغي تشتيت الجهود في مشاريع كثيرة ومتنوعة وبالتالي فلا ينجح هذا ولا تنجح تلك ويصبح كل واحد يغرد في واد لحاله. وقال عبدالهادي نتمنى أن يتفق الجميع من اجل الخير فنحن لا نشكك في نزاهة احد ولا نطعن في ذمة وضمير احد ولكن نريد الاتفاق في القواسم المشتركة مع الاحتفاظ لكل طرف بما يميزه عن غيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.