تقع سقطرة - وهي أكبر جزر العالم العربي- عند التقاء المحيط الهندي ببحر العرب. تتبعها أربع جزر: عبد الكوري ، سمحة ،درسة ، كعول ، فرعون، وتُعرف بأرخبيل سقطرى. وتسمى أيضاً (جزيرة النعيم) (جزيرة البركة) (اللؤلؤة) (جزيرة الأحلام) وكذا (الجزيرة العذراء).. كما يعتبرها آخرون الجزيرة المدارية الوحيدة في العالم التي مازالت تحتفظ بخصائصها الطبيعية والبيئية النادرة منذ لحظة تكوينها. وطبقاً لتأكيد الباحث البريطاني (كاي فان دام) فإن تاريخ نشوء أرخبيل سقطرى وانسلاخه من الجسد الأم في شبه الجزيرة العربية كان منذ حوالي 30 مليون سنة خلال عملية تشكل القارات وحدوث الفج المكون لخليج عدن والبحر الأحمر. منذ ذلك الحين وحتى اللحظة، والجزيرة «العذراء»لم تزل عذراء، إلاّ من بعض عبث يد الإنسان. لكن الموجع في الأمر أنك وأنت تتجول في سقطرة سيصادفك حزام من الدبابات الصدئة يلتف حول خاصرة الجزيرة. يا الهي: من يجرؤ على إشعال حرب في مكان جميل ومسالم كهذا؟ ستسأل وتلقى أكثر من إجابة! ذي دبابات مهملة من أيام الحرب العالمية الثانية (قال أحد المعمرين) لأن الجزيرة كانت محمية بريطانية. وقال أحد العسكريين المرابطين في موقع هناك: هذي من بقايا السلاح السوفيتي.على اعتبار أن عدن كانت إلى ما قبل الوحدة اليمنية في 1991م دولة في مدار الدب الروسي. قبل ذلك كانت (سقطرة) تتبع السلطنة المهرية، إحدى المحميات السبع اللواتي قسمهن الاستعمار البريطاني في الجنوب، ويحكمها السلطان عيسى بن على آل عفرير (سلطان المهرة وسقطرة) كما كان يطلق عليه.. ثم من بعد حرب صيف 94م ب6سنوات، عادت الجزيرة مجددا إلى زمن المحميات، لكنها هذه المرة دخلت معطف الطبيعة وأعلن عنها في27-سبتمبر-2000م محمية طبيعية. قرابة30 دبابة – عموما - لها فوهات صدئة، لا تزال موجهة باتجاه البحر.. لا قراصنة قادمون، غير(نهَابة)الأرض، النافذون الجدد طبقاً لتعبير أحد السكان المحليين. وطبقاً لما خلصت إليه دراسة البروفسور والباحث الألماني «ولفانج فرانك» فإنها ذات بيئة هشة ولا تحتمل التدخل الإنساني غير المنظم. لا بأس إذاً من أن تفكر الحكومة بغرس واحدة من شجر «دم الأخوين» في كل شارع ، وكل وزارة ومؤسسة، ومصنع، وفي كل مرفق من مرافق العمل ..لعل الأرواح الشريرة تغادر، ونتصالح مع الحياة. تلك فكرة خطرت في بالي وأنا أسند ظهري مسترخياً على كرسي طائرة العودة، وأهمس في أذن زوجتي أسألها: -النظر إلى المضيفات، هل يعتبر خيانة زوجيه ؟ لم تأبه لسؤالي،كانت مشغولة بالنظر من نافذة الطائرة إلى تكوينات السحب.. وإلى ما علق في الذهن من تفاصيل جزيرة لا تنسى. أوه، نسيت إخباركم وقد وصلت إلى نهاية الرحلة بأن عبارة (يا حيا باكن بقاشرهن .. ديسا قطري) التي استهليت بها الحلقة الأولى تعني باللغة السُقطرية "مرحباً بكم في جزيرة الأحلام .. سقطرى".. [email protected]