أعلنت جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر أنها اقترحت من خلال وسيط من الاتحاد الأوروبي، إطار عمل لمحادثات ترمي لحل الأزمة السياسية في مصر. وهذا أول إعلان رسمي من الجماعة، يتحدث عن عرض للتفاوض منذ عزل الرئيس محمد مرسي. وقال المتحدث بإسم "الاخوان" جهاد الحداد الذي مثل الجماعة في محادثات سابقة توسط فيها الاتحاد الأوروبي، إن "الاقتراح طرح على المبعوث الأوروبي برناردينو ليون، قبل الزيارة التي قامت بها كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد أمس الأربعاء". وأكد ليون أنه "عرض أن يبذل الاتحاد الأوروبي، مساعي حميدة للمساعدة في حل الأزمة"، لكنه قال إن "تعبير وسيط يضخم من دوره". والاقتراح كما وصفه الحداد، مازال في مراحله المبكرة. ولم يذكر تفاصيل، مكتفياً بوصفه أنه "مجرد إطار عمل لفتح قناة حوار"، وشدد على "ثبات الأخوان على مطلب الرجوع عن انقلاب الثالث من تموز/ يوليو، الذي عزل فيه مرسي". وفي سياق متصل أعلنت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية الرسمية أن عشرة "جهاديين" قتلوا خلال ال48 ساعة الأخيرة في عملية أمنية ينفذها الجيش في شمال سيناء. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن "العملية الأمنية التي تنفذها عناصر ووحدات القوات المسلحة في شمال سيناء، أسفرت خلال ال48 ساعة الماضية، عن تصفية 10 من العناصر الجهادية التكفيرية". وأضاف المصدر أنه "تقرر توسيع العملية الأمنية فى سيناء، واستغلال الدعم الذي تتيحه قوات وأجهزة ومعدات ذات تقنية عالية، بدأت تتدفق على قوات الجيش الثاني الميداني المتمركزة فى شمال سيناء، وذلك فى إطار خطة موسعة لملاحقة هذه العناصر والقضاء عليها". من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساءً انه رفض طلباً من نائب الرئيس المصري الجديد للعلاقات الخارجية محمد البرادعي بمحادثته هاتفياً معتبراً انه ليس ممثلاً شرعياً لمصر. وقال اردوغان خلال افطار رمضاني في انقرة "كيف يمكن ان اتحدث معك؟ انت لم تنتخب وعينت من قبل قادة الانقلاب" في اشارة الى قرار الجيش المصري اقالة الرئيس محمد مرسي في 3 تموز/يوليو اثر تظاهرات هائلة عمت البلاد للمطالبة برحيله. واوضح رئيس الوزراء التركي في هذه الكلمة التي نشرت شبكة "سي سي ان تركيا" فقرات منها على موقعها الالكتروني ان البرادعي طلب ان يتباحث معه هاتفياً. واضاف اردوغان "انهم لا يحبون ما اقوله ويشعرون بالانزعاج. يقولون ان بعض التصريحات والتقديرات جاءت بسبب عدم معرفة كافية بالواقع. ويقولون اننا نستطيع التناقش في ذلك هاتفياً". وكانت الرئاسة ووزاة الخارجية المصرية اعربتا الثلاثاء عن الاستياء الشديد تجاه تصريحات المسؤولين الاتراك حول مصر. وقال احمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية المصري المؤقت إن "تصريحات تركيا غير مناسبة وتعتبر تدخلا في الشأن الداخلي المصري، وعلى أنقرة احترام إرادة الشعب المصري الذي خرج في 30 يونيو، وعلى أنقرة أن تعلم وتنتبه وهي تتكلم أنها تتكلم عن دولة كبيرة مثل مصر ولها تاريخ ولن تقبل تدخلها في شؤونها". من جانبه اعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي عن "الاستياء الشديد تجاه تكرار مثل هذه التصريحات" والتي اعتبرها "تدخلاً صريحاً في الشأن المصري". واعتبر عبد العاطي ان التصريحات التركية "تنم عن عدم إدراك أو المام دقيق بحقيقة التطورات على أرض الواقع في البلاد وتمثل تحدياً لإرادة الشعب الذي خرج بالملايين للشارع للمطالبة بحقوقه المشروعة". وكان اردوغان اعلن ان الرئيس المعزول هو بالنسبة له الرئيس الشرعي لمصر لانه "منتخب من الشعب" كما نقلت عنه الاحد صحيفة تودايز زمان الموالية للحكومة. وسبق ان اعتبر رئيس الحكومة التركي الاسلامي المحافظ ان عزل مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين "يتعارض مع الديموقراطية". وتعززت العلاقات بين تركيا ومصر بشكل كبير خلال رئاسة مرسي حيث جعلت انقرةالقاهرة من شركائها المميزيين في اطار استراتيجيتها للتاثير الاقليمي.