تتجه الانظار الى مدينة الحديدة وميناءها، حيث تجري في محيطها معارك شرسة وتقدم لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بإسناد من القوات الاماراتية العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية. وقال سياسيون ومحللون يمنيين وعرب، أن تحرير الحديدة ومينائها سيخلق واقعا جديدا، وسيأتي بالحوثيين إلى طاولة المفاوضات، وأن اعتداءات الحوثيين على الحديدة طالت أكثر مما يُحتمل. وحول ذلك قال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية الاماراتي ” د . انور قرقاش “: إن على مليشيا الحوثي الإيرانية إخلاء ميناء الحديدة، مؤكدا على أنه لا يمكن للحوثيين أن يبقوا على هذه المدينة الاستراتيجية رهينة حتى يمولوا حربهم، ويحولوا دون تدفق المساعدات الإنسانية لليمن. وقال قرقاش: أن الأممالمتحدة والتحالف العربي سيواصلان التعجيل بتدفق المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين، مؤكدا على أن “التزامنا الدائم تجاه اليمن سيظل مستمرا”. مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لإخلاء الحديدة وترك الميناء سليما. من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني الدكتور “علي صالح الخلاقي” في مقابلة اجرتها معه قناة ” بي بي سي عربية ” مساء الثلاثاء حول معركة الحديدة: أن الأمور تسير وفق خطة محكمة ومُعدّ لها، إذ تم قبل الوصول إلى مشارف الحديدة البدء بتحرير مناطق واسعة في الطريق من عدن إلى مشارف الحديدة، تمثلت بالمعارك الأولى لتحرير ذوباب ثم المخا ثم الخوخة ووصولا إلى الدريهمي التي لا تفصلها عن الحديدة إلا كليو مترات محدودة. وتابع: أعتقد أن هناك ظروف تهيأت لأن يتم هذا الأمر في هذا الظرف بالذات ، خاصة ونحن نعرف أن الفترة الماضية لم تكن القوات مهيأة لمثل هذا التقدم، وجرى إعداد هذه الكتائب التي نراها الآن تجتاح هذه المناطق الواحدة تلو الأخرى، والمتمثلة بكتائب العمالقة الجنوبية وكذلك المقاومة التهامية إلى جانب المقاومة الوطنية التي انظمت إلى هذه القوات المشتركة، وتخوض هذه المعركة الآن بشراسة وقد تم لها الآن التهيئة الكاملة للاقتراب من المعركة الفاصلة لتحرير الحديدة. وفي جوابه عن سؤال من قناة ” بي بي سي ” حول وجود وساطات من أجل تجنب هذه المعركة داخل المدينة والتي ربما ستسفر عن الكثير من الخسائر البشرية قال: في تقديري أن مثل هذا الأمر بيد الحوثيين ، ولا أعتقد أنهم سيعرضون ما تبقى من قواتهم للتهلكة، ومثل هذا الأمر رأيناه عند انسحابهم مرغمين من عدن، إذ أعلنوا أنهم انسحبوا انسحابا تكتيكياً ، ولذلك أتوقع أن نسمع في مساء هذه الليلة أو في صباح الغد مثل هذا الأمر على لسان القيادات الحوثية وأنها غادرت حرصا على سلامة المدنية وأن انسحابها تكتيكياً وأنها ستعود لتحريرها. وحول رده عن السؤال: بأن الحديدة ليس مثل عدن بالنسبة للحوثي ، أنها شريان الحياة وهي التي تمدهم بالمساعدات وربما بأشياء أخرى، اوضح “ان مليشيا الانقلاب لو بمقدورها البقاء في عدن لبقت، ولو أن بمقدورها أيضاً أن تبقى في الحديدة كما يريد لبقت، لكن الشواهد على الأرض ونتائج التقدم والحشود غير المسبوقة التي نراها الآن في الساحل الغربي هي ليست للنزهة، ولكنها في معركة فاصلة والقرار أُتخذ ، واعتقد أن الهزائم التي مُني بها الحوثيون والمزيد من القتلى الذين سقطوا في الساحل الغربي درس بليغ لهم للانسحاب والإقرار بهزيمتهم حفاظاً على ما تبقى من عناصرهم ، فمثل هذه القوات وهذه الحشود لم تأت للنزهة حتى تترك الأمر للحوثي لكي يستمر في استخدام ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة العسكرية وكذلك للموارد الاقتصادية التي يسخرها لصالح مجهوده الحربي وليس لصالح المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها. الى ذلك تؤكد مصادر ان الجيش الوطني، حشد قوات كبيرة صوب محافظة الحديدة لتحريرها وتم تجهيز تلك القوات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وتتوقع المصادر هجوما مباغتا خلال الساعات القادمة على مدينة الحديدة والتي أصبحت قوات الجيش والمقاومة على مقربة منها.