أفسدت القبيلة روح المنافسة الشريفة في كرة القدم وكان الشاهد على ذلك ما حدث يوم السبت على ملعب علي محسن المريسي بصنعاء حيث تعرضت لعبة كرة القدم ومعها الجمهور في المدرجات لضربة قاصمة أجهزت على المباراة الحاسمة التي كانت تدور بين فريقي أهلي صنعاء وهلال الحديدة وكان من المنتظر ان يتحدد بموجب نتيجتها بطل الدوري العام لكرة القدم للعام الحالي. حدث ذلك بعد شوط حافل احتسب فيه حكم المباراة ضربة جزاء لصالح فريق هلال الحديدة واحتج الاهلي وبعد مفاوضات عاد الاهلي إلى الملعب وتواصلت المباراة وسجل هلال الحديدة الهدف الاول من ضربة الجزاء وبعد تسجيل الهدف دخل الى ارض الملعب احد مشجعي الاهلي وقام بنزع عصاة ركنية الملعب ليشرع بجلد حكم المباراة على مرأى من الجمهور المنذهل على مدرجات الملعب. وفي مقصورة الملعب وحيث يفترض ان يكون نخبة الرياضيين, اندلعت معركة حامية الوطيس بين قحطان الاحمر ومرافقيه المدججين بالسلاح من جهة، ورئيس اتحاد كرة القدم احمد العيسي وكادت المواجهة ان تسفر عن مذبحة لاسيما ان معظم المسؤولين في المقصورة مسلحين. وأفاد شهود عيان ان الامر لم يقتصر على العراك بالايدي بين الطرفين وتبادل الشتائم, بل جاوز ذلك ووصل الى تراشق الاحذية الى ان تدخل العميد يحيى محمد عبدالله صالح لفض الاشتباك بين الطرفين وحال بذلك دون مجزرة محققة.. ويشير متابعون الى ان قحطان الاحمر من مناصري الاهلي استدعي على عجل لمواجهة احمد العيسي رئيس الاتحاد رغم ان العميد محمد الصرمي نائب رئيس نادي الاهلي كان هناك وبدا وجوده غير كاف ما دعا الى استدعاء قحطان الاحمر لتفجير الموقف وتعطيل المباراة. وفيما يعيب مراقبون ومعلقون رياضيون على فريق بحجم اهلي صنعاء الانسحاب من المباراة مهما كان حجم الخطأ, فقد بدا واضحاً ان ادارة نادي الاهلي كانت تحبذ تدخل جهة من العيار الثقيل لإفساد المباراة وإعفاء ادارة النادي الاهلي من المسؤولية عما حدث على اعتبار ان من تدخل وعطل المباراة ليس من اعضاء مجلس ادارة النادي. ويهمس الكثير من المعلقين الرياضيين والمراقبين حول نزعة "عصبية" تتحكم في الاحمر وأمثاله الذين لا يريدون ان تذهب بطولة الدوري العام لأي ناد من خارج صنعاء, مشيرين الى استعلاء هؤلاء وعدم قدرتهم على تفهم روح كرة القدم التي تعني بالضرورة الاحتكام لقواعد قانونية دقيقة وتجسيد التسامح والمحبة بين الشباب. ويحذر المراقبون من مخاطر انهيار لعبة كرة القدم اليمنية على خلفية نمو نزعات التعصب والتسييس المفرط وانفساح المجال امام غزو مشايخ القبائل للملاعب والألعاب من باب تأكيد سلطة الجاه والوجاهة وعلى حساب تعطيل الرياضيين وتحويل الملاعب الى ساحات احتراب.