أجلت الولاياتالمتحدة الخميس جميع الموظفين غير الاساسيين في قنصليتها في لاهور شمال شرق باكستان، حسب ما اعلنت وزارة الخارجية بسبب "تهديدات محددة"، في اطار انذار عام من اعتداءات تعد لها القاعدة. كما دعت وزارة الخارجية مواطنيها الى عدم القيام بأية رحلة "غير ضرورية" الى باكستان. وجاء في بيان أن "وزارة الخارجية أمرت في 8 اب/اغسطس 2013 برحيل الموظفين غير الاساسيين في القنصلية الاميركية العامة في لاهور بباكستان". واوضحت الوزارة أن اجلاء الموظفين ناتج عن تهديدات محددة بشأن القنصلية الاميركية في هذه المدينة. وتابع البيان "أن وجود عدة مجموعات ارهابية اجنبية ومحلية يشكل خطرًا محتملاً على المواطنين الاميركيين في باكستان". وتأتي عملية الاجلاء في وقت أغلقت حوالي 20 بعثة دبلوماسية اميركية منذ عدة ايام في مناطق مختلفة من العالم ولا سيما في الشرق الاوسط وأفريقيا بسبب مخاطر وقوع اعتداءات. يأتي ذلك، فيما قال مستشار لدى قوة مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الخميس إن تسريب الجندي الأميركي برادلي مانينغ ملفات سرية إلى موقع ويكيليكس في أكبر إفشاء لبيانات سرية في تاريخ البلاد ساعد تنظيم القاعدة في عمليات التجنيد. وأضاف القائد البحري يوسف أبو العينين المستشار لدى قوة المهام المشتركة للمخابرات لمكافحة الإرهاب التابعة للبنتاغون، في شهادته خلال محاكمة مانينغ، إن القاعدة استخدمت البيانات التي سربها مانينغ للزعم بأن "الولاياتالمتحدة لا تبالي بحياة البشر"، لاسيما بين المسلمين. وكان تقرير للامم المتحدة صدر مؤخراً قال إن القاعدة التي "تصدعت وضعفت" ما زالت تهديداً قويًا وأن المجموعات المتحالفة معها "ما زالت تتطور في ما يتعلق بالاهداف والتكتيك والتكنولوجيا". وحذر التقرير الذي ارسلته مجموعة من خبراء الاممالمتحدة الى مجلس الامن، من أن "انخفاض القدرات الفعلية وتراجع القاعدة لا يعني مع ذلك أن تهديدها بشن هجمات قد تلاشى". واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء أن "النواة الاساسية لتنظيم القاعدة سائرة الى الهزيمة" ولكنه دعا للنظر ب"جدية" الى التهديدات المتطرفة الاخيرة ضد المصالح الاميركية. واوضح "يجب أن نأخذ هذه التهديدات بجدية والقيام بكل ما يمكن من اجل التصدي لها. وهذا ما حصل خلال الايام الماضية"، في اشارة الى اغلاق عدة سفارات اميركية وأخرى لدول غربية بسبب خطر التهديدات خصوصًا في العالم العربي الاسلامي. وكشف موقع الدايلي بيست الاربعاء أن اغلاق السفارات الاميركية في الشرق الاوسط وأفريقيا تقرر بعد اعتراض مؤتمر عبر الهاتف بين الرجل الاول في القاعدة ايمن الظواهري ومسؤولين في فروع التنظيم. وخلال هذا المؤتمر عيّن الظواهري زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي ومقره اليمن "مديرًا عامًا" للتنظيم والرجل الثاني فيها. واكد مسؤول اميركي طالبًا عدم كشف اسمه لفرانس برس ترقية زعيم الفرع اليمني للقاعدة. وتعتبر واشنطن فرع القاعدة في جزيرة العرب الاكثر نشاطًا في التنظيم. وكان الرجل الثاني في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه مايكل موريل اعتبر في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال أن الحرب الاهلية في سوريا وتفاقمها اكبر تهديد على امن الولاياتالمتحدة. والخطر بحسبه هو أن يتجاوز النزاع حدود سوريا أو أن ينهار نظام الرئيس بشار الاسد وتتحول البلاد الى ملجأ جديد للقاعدة. وحذر من خطر عدم ضمان امن الاسلحة التي تملكها الحكومة بما في ذلك الاسلحة الكيميائية. واكد معاون مدير سي آي ايه أن الولاياتالمتحدة خفضت "بشكل كبير" التهديد الذي يطرحه التنظيم المتطرف وأن الاخير "حقق ايضاً انتصاراته". ورأى أن "انتشار القاعدة انتصار بحد ذاته"، مشيرًا الى انقسام التنظيم الذي يقوده ايمن الظواهري الى مجموعات اكثر استقلالية.