حاصر الجيش في هندوراس الأحد القصر الرئاسي واعتقل رئيس البلاد مانويل زيلايا ، فيما اعتبر انقلابا عسكريا ضد أحد أهم حلفاء الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز في أمريكا اللاتينية. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن سكرتير الرئيس الهندوراسي انريكي رينا أبلغ الصحفيين أن القوات اقتادت الرئيس من منزله إلى قاعدة جوية بعد أن جردت حرسه الخاص من سلاحهم ، فيما قامت قوات الجيش بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين من مؤيدي الرئيس في العاصمة تيجوسيجالبا ، مشيرا إلى انتشار الدبابات وناقلات الجنود في شوارع العاصمة لتطويق المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي.
وتباينت ردود الأفعال حول هذا التطور ، حيث ادعت المحكمة العليا في هندوراس أنها هى التي طلبت من الجيش التدخل لخلع الرئيس مانويل زيلايا.
وفي المقابل ، وصف الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أبرز حلفاء رئيس هندوراس ما جرى بأنه "إنقلاب عسكري" ، وهدد بعمل عسكري ضد قادة الانقلاب بعد اختطاف السفير الفنزويلي هناك ، كما هدد بالإطاحة بأية حكومة تتشكل بهندوراس في أعقاب الانقلاب العسكري ، مشيرا إلى أنه وضع القوات المسلحة الفنزويلية في حالة تأهب .
كما ندد الرئيس البوليفي إيفو موراليس ب"الإنقلاب العسكري" الذي وقع في هندوراس ، حيث اعتقل نظيره وحليفه مانويل زيلايا ، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانته.
ونقل "راديو سوا" الأمريكى عن موراليس قوله في مؤتمر صحفي في القصر الرئاسي: "إني أوجه نداء إلى الهيئات الدولية والحركات الإجتماعية والرؤساء لكي يدينوا هذا الإنقلاب العسكري في هندوراس ، فلقد ولى زمن الديكتاتوريات".
وعلى صعيد متصل ، أعلنت منظمة الدول الأمريكية أنها ستعقد إجتماعا عاجلا لبحث الوضع في هندوراس ، وقال مسؤول في المنظمة :" إن مباحثات بعيدة عن الأضواء تجري حاليا بين ممثلي دول في المنظمة قبل بدء الإجتماع الذي سيعقد في مقر المنظمة بواشنطن" ، مضيفا أن ممثل هندوراس في المنظمة كارلوس سوسا كويلو سيتحدث أثناء الاجتماع.
وعلى صعيد ردود الأفعال الغربية ، أدان الإتحاد الأوروبي اعتقال الرئيس مانويل زيلايا ، مطالبا بالإفراج عنه على الفور بحسب ما أعلنت الرئاسة التشيكية للإتحاد.
ومن جانبه ، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض الأحد عن "قلقه العميق" للمعلومات التي أشارت إلى قيام عسكريين ب"اعتقال" رئيس هندوراس مانويل زيلايا ثم "طرده" من البلاد.
يذكر أن الرئيس زيلايا انتخب في يناير 2006 لولاية من أربع سنوات غير قابلة للتجديد وكان يعتزم إجراء استفتاء الأحد القادم يسمح له بالترشح لولاية ثانية.
واعتبرت أعلى محكمة في هندوراس هذا الإستفتاء غير شرعي وعارضه أيضا قادة الجيش .
وكان مانويل زيلايا قد صرح أخيرا لصحيفة إسبانية بإحباط محاولة إنقلاب ضده بعد أن رفضت الولاياتالمتحدة تأييدها.