يعرف الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز مرارة الخلع وطعم العودة، كما يعرف خطورة التمرد ومعنى الانقلاب.. لقد جرّب شافيز الذي احتفل بذكرى استقلال بلاده أمس أن يثور على غيره، وأن يثور غيره عليه، أن يكون نزيلا للمعتقل، ورئيسا للجمهورية، أن يتظاهر وأن يتظاهر الآخرون ضده... لذلك كله وأكثر منه يسعى شافيز لإعادة نظيره الهندوراسي مانويل زيلايا إلى الحكم بعد أن خلعه المتمردون. ولد شافيز عام 1954 وتخرج من كلية الطيران عام 1975 ورغم طبيعة عمله كضابط تبحر في دراسة التاريخ والعلاقات الاجتماعية قبل أن يؤسس تنظيمه الثوري عام 1982 والذي أطلق عليه اسم "سيمون بوليفار".. لقد عشق شافيز هذا القائد الفنزويلي الراحل الذي قاوم الاستعمار الإسباني في القرن التاسع عشر الميلادي واتخذه مثلا وقدوة. كانت المحطة السياسية الأولى في حياة شافيز هي محاولته الانقلاب على الرئيس كارلوس أندريز بيريز عام 1992، وبالفعل نجح في السيطرة على جميع أنحاء البلاد باستثناء العاصمة كاراكاس قبل أن يتم إجهاض المحاولة والقبض على شافيز وإيداعه السجن. بعدها بعامين أي في عام 1994 تم إطلاق سراحه بعد تولي رافائيل كالديرا السلطة، فعمل على تأسيس حزبه السياسي "الجمهورية الخامسة" وشق طريقه الدستوري في الوصول إلى سدة الحكم.. تقدم شافيز لانتخابات الرئاسة في عام 1998 وحصل على أكثر من نصف الأصوات وأصبح رئيسا لفنزويلا. جاءت المحطة الثانية، وتعرض شافيز للانقلاب إذ تكاتفت مجموعات عسكرية ونقابية بدعم من الكنيسة ضده ليتم اعتقاله، لكن المدعي العام الفنزويلي فاجأ الجميع خاصة الولاياتالمتحدة وأعلن أن تغيير واعتقال شافيز غير دستوري لينفجر الشارع الفنزويلي غضبا ويخرج شافيز من السجن للقصر الرئاسي من جديد. أدرك شافيز قبل السجن وبعده.. بعد الحكم وقبله أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع هضمه كرئيس ومن ثم راح يعارض السياسات الأمريكية في كل مكان وعلى كل صعيد بدءا من النفط الذي تنتجه بلاده بكثرة ونهاية بالاحتلال الذي تمارسه أمريكا في العراق وأفغانستان.. ومرورا بالتعاون مع كل من يخالفون أمريكا شكلا ومضمونا. جاء أوباما لحكم أمريكا وبدأ شافيز يتنفس الصعداء مدشنا مع وزيرة الخارجية الأمريكية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومعلنا احترامه للرئيس الجديد. ثار المتمردون في هندوراس ضد زعيمهم زيلايا.. بحث شافيز عن سبب مقنع لانقلاب هندوراس على الشرعية والدستورية فلم يجد... صرخ من كاراكاس مناشدا أوباما توضيح موقف حكومته مما جرى.. ولأن الرد لم يأت سريعا قال شافيز: أخشى أن يكون انقلاب هندوراس مدعوما من إمبرالية اليانكي