أدى قصف صاروخي عشوائي نفذته ميليشيا الحوثي على قرية بغرب اليمن إلى مقتل طفل وجرح العشرات من المدنيين إصابات بعضهم خطرة. وكثيرا ما يقرن خبراء الشؤون العسكرية ارتداد المتمرّدين الحوثيين المرتبطين بإيران على المدنيين، بتراجع مقاتليهم على الأرض، وهي حالهم في الوقت الراهن حيث خسروا المزيد من الأراضي في منطقة الساحل الغربي، ذات القيمة الاستراتيجية، لفائدة القوات اليمنية المتعدّدة المدعومة من قوات التحالف العربي. ومن أحدث المناطق المنتزعة من أيدي الحوثيين مديرية الدريهمي الواقعة على بعد حوالي عشرين كيلومترا إلى الجنوب من مدينة الحديدة مركز المحافظة الواقعة على البحر الأحمر وتحمل نفس الاسم. وبحسب الخبراء فإنّ الهدف من ذلك القصف، ليس انتقاميا فحسب، بل غايته ترهيب المدنيين وردعهم عن أي تعاون محتمل مع القوات اليمنية والتحالف العربي، بعد أن ثبت في أكثر من مرّة ترحيب أهالي الساحل الغربي بجهود التحرير وتعاطفهم معها أملا في الخلاص من الأوضاع المزرية الناجمة عن احتلال الحوثيين لمناطقهم، وفرضهم إجراءات مشدّدة تقيّد حركة السكان. ويشجّع الأهالي على مساندة جهود تحرير مناطقهم، ما يلاحظونه من تغيّر سريع في أوضاع مناطق الساحل الغربي المحرّرة، بفعل الجهود الإغاثية العاجلة التي تتبع مباشرة العمليات العسكرية وتلي بشكل عاجل تحرير أي منطقة. وتضطلع القوات الإماراتية المشاركة بشكل أساسي في تحرير الساحل الغربي اليمني، بتأمين الجهود الإغاثية وحماية قوافل الإغاثة المحمّلة بالأغذية والأدوية والمواد الإيوائية التي تتولّى تسييرها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي باتجاه تلك المناطق. واستهدف القصف الذي نفّذ بصاروخ باليستي إيراني الصنع قرية الغليفقة التابعة لمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة والمحرّرة من سيطرة الحوثيين. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّ الصاروخ أصاب تجمّعا لأطفال كانوا يلعبون في القرية المذكورة التي عادوا إليها مع أسرهم بعد تحريرها مؤخّرا. وتحدّثت إحدى نساء قرية الغليفقة عن انتهاكات حوثية ممنهجة وقصف عشوائي مستمر للقرية منذ تحريرها بالصواريخ وقذائف الهاون. وإثر القصف أعلن الهلال الأحمر الإماراتي مواصلة فرقه الميدانية توزيع المساعدات الإغاثية على سكان مناطق الدريهمي المستعادة من ميليشيا الحوثي.
