أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون اللاجئين آن ريتشارد في تصريح أمس، تزايد تدفق اللاجئين السوريين الذين ارتفع عددهم من 230 ألف شخص العام الماضي إلى مليوني شخص . وأعربت عن شكرها للدول المجاورة لسوريا التي سمحت لآلاف اللاجئين السوريين بالعبور إلى أراضيها، وأشارت إلى أن عدد اللاجئين في لبنان بلغ 740 ألف لاجئ، ورأت أن المساعدات الإنسانية وحدها غير كافية لحل المشكلات المتعلقة بهذه الأزمة الإقليمية، مشيرة إلى أنه “يجب التفاوض من أجل السلام” . وأعلنت ريتشارد أن المساعدات الأمريكية بلغت مليار دولار منذ بدء الأزمة السورية، لافتة إلى أن “المساعدات التي يتم تسليمها في أنحاء المنطقة ساعدت الملايين من الناس وأبقتهم على قيد الحياة” . من جهتهم، لم يتوصل الأوروبيون إلى اتفاق على عمل منسق حيال اللاجئين السوريين، وصرح مسؤول أوروبي لوكالة “فرانس برس” بأنه “في الوقت الراهن يمكننا التعامل مع أعداد اللاجئين الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي” . وذكر مصدر في بروكسيل أن “أغلبية اللاجئين لا يريدون المغادرة الآن، لأن لديهم الأمل في العودة إلى ديارهم” . وأوصت المفوضية الأوروبية كل الدول الأعضاء بتحضير أنظمة اللجوء لدى تدفق السوريين بأعداد كبيرة، خصوصاً في حال حصول تدخل عسكري، حسب ما أفاد المسؤول الأوروبي . ولم يخف المسؤولون الإيطاليون واليونانيون والبلغاريون قلقهم، فقد وصل أكثر من 4600 سوري إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ مطلع السنة بينهم أكثر من ثلاثة آلاف خلال شهر أغسطس/آب وحده، وحركت بلغاريا المسألة بعد أن طلبت من شركائها مساعدتها على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين، فقد اكتظت مراكز الاستقبال الثلاثة التي أنشأتها مع أكثر من أربعة آلاف طلب لجوء بينهم 1500 سوري ينتظرون قراراً، ووعدت المفوضية بتقديم دعم مالي ومساعدة تقنية . وترفض فرنساوالسويدوألمانيا وبريطانيا وبلجيكا الإخلال بهذه القاعدة، وعالجت هذه الدول 70% من 330 ألف طلب لجوء قدمت في 2012 في دول الاتحاد الأوروبي . ومنذ مطلع العام تم تقديم 4700 طلب لجوء في السويد و4500 في ألمانيا و700 في فرنسا من أصل 13 ألف طلب لجوء قدمها سوريون، وفقاً لأرقام المكتب الأوروبي للإحصاء . كما أن التضامن الأوروبي محدود للطلبات المتعلقة باللاجئين السوريين الأضعف، وطلبت المفوضية العليا للاجئين استقبال 10 آلاف لاجئ، ولبت ثلاث دول من الاتحاد فقط الطلب، وتعهدت ألمانيا استقبال خمسة آلاف والنمسا 500 وفنلندا ،500 واقترحت سويسرا الدولة غير العضو في الاتحاد استقبال 500 لاجئ وتشجيع لم الشمل، أما فرنسا الناشطة في الملف السوري فبقيت متحفظة، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده “لا تنوي استقبال لاجئين” . ويتخذ الأوروبيون موقفاً دفاعياً، وبدلاً من وضع خطط استقبال منسق للاجئين في حال حصول نزوح كبير، اتفقوا على فرض مراقبة مؤقتة “كإجراء أخير” على الحدود الوطنية في حال تسجيل تدفق كبير للمهاجرين على أراضي دولة غير قادرة على مواجهة هذا الوضع . من جهته، تعهّد نك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني أن تضغط بلاده على الدول الأخرى في الأممالمتحدة الأسبوع المقبل، لتوفير المزيد من المال لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا، وحذّر من أن “الأموال المرسلة إلى المنطقة لا تكفي لمساعدة ملايين الأشخاص النازحين والمتضرّرين” . ونسبت صحيفة “هافينغتون بوست”، إلى كليغ قوله إن النزاع “سبب صدمات جسدية وعقلية ونفسية لا تحصى، في حين هناك تقصير في حشد ما يكفي من المال للتعامل مع حجم الأزمة الإنسانية”، وأضاف “سعينا إلى أخذ زمام المبادرة، نحن ثاني أكبر مانح للمساعدات، وخصّصنا 50 مليون جنيه إسترليني إضافية ليصل إجمالي مساعداتنا إلى نحو 400 مليون جنيه” .