قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجهاض النسبة الأكبر من المساعدات المعطاة إلى الشعب الفلسطيني عن طريق منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومن بين المساعدات تلك المعطاة إلى المستشفيات المتواجدة في القدس. وكان من المفترض أن تحصل هذه المستشفيات على أكثر من 20 مليون دولار، بحسب موازنة المساعدات الخارجية التي نشرها الكونغرس الأمريكي، إلا أن ترامب قرر توسيع نطاق معاقبة الفلسطينيين على عدم موافقتهم على "صفقة القرن" بنزع مدينة القدس وضمها كاملة إلى الدولة الإسرائيلية. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن قرار سحب التمويل الأمريكي للمنظمة الدولية المعنية بمساعدة الفلسطينيين جزء من نهج الإدارة الأمريكية لاستثمار الأموال في أولويات أخرى. وقد جرت نقاشات عديدة على مدى أكثر من اسبوع داخل الإدارة الأمريكية حول وجوب أو عدم إدراج مستشفيات المتواجدة في القدس الشرقية ضمن سلسلة "العقوبات الأمريكية"، إذ أن بعض تلك المستشفيات تحصل على تمويلها اللازم من قبل لوبي جماعات مسيحية ذات نفوذ واسع في الولاياتالمتحدة. وقد يؤدي خفض الميزانية إلى إلحاق الضرر بما لا يقل عن 5 مستشفيات في القدس الشرقية، بما في ذلك مستشفى "أوغستا فيكتوريا" و مستشفى "عين القدس جون" المرجع الرئيسي لعلاج العيون لدى الفلسطينيين في كلا الضفة الغربيةوالقدس. وكان اللوبي المسيحي واجه بقوة قرار ترامب بقطع المساعدات، ما جعل الكونغرس يرضح لقانون "تايلور فورس" الذي سمح باستمرار حصول المستشفيات الفلسطينية على الدعم، إلا أنه على الرغم من كل الجهود المبذولة، لم يتم التأثير على قرار الرئيس الأمريكي. وحذر مسؤول سابق عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو أس إيد) في الضفة الغربية ديف هاردن، من أن قرار وقف مساعدات المستشفيات قد يؤدي إلى سلسلة من "انهيارات" المستشفيات بدءاً من مستشفى أوغوستا فيكتوريا. وينص قرار ترامب على اقتطاع 200 مليون دولار من حجم المساعدات الأمريكية البالغ 370 مليون دولار التي لا يذهب قرش واحد منها إلى السلطات الفلسطينية بل إلى المشاريع الاقتصادية والانسانية في الضفة الغربية وغزة. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، يبقى هناك جزء صغير من المساعدات المالية التي تحصل عليها السلطة الفلسطينية ولم يتم حجبه عنها بقيمة عشرات الملايين من الدولارات وتذهب لتدريب القوات العسكرية للسلطة الفلسطينية في رام الله.