قال الكاتب جهاد الخازن، في عموده اليومي بصحيفة “الحياة” اللندنية اليوم الأربعاء، إن مصر تحتاج إلى رئيس له كاريزما جمال عبدالناصر لكن من دون أخطائه.وقال إن الكاريزما شرحها أن رجلاً خسر حرباً فضاعت القدس والضفة الغربية وسيناء وقطاع غزة والجولان يموت، فيخرج خمسة ملايين مواطن في جنازته، وأن رجلاً انتصر في حرب العبور فاغتيل «مكافأة» له، وخرج قادة أجانب في جنازته.واعتبر الخازن أن من أخطاء جمال عبدالناصر الذي ذهب إلى سورية مع إعلان الوحدة فحمل السوريون سيارته وهو فيها. أنه لم يكن يحتاج إلى جهاز استخبارات من أي نوع لأن العرب كلهم ساروا وراءه، مع ذلك حكم عبر أجهزة استخبارات كانت فوق القانون وحريات المواطنين.وأضاف أن أسوأ من هذا أن جمال عبدالناصر وجد أمامه نموذجين: الرأسمالية الغربية واقتصادها المزدهر، والكتلة الاشتراكية، أوالشيوعيةالجائعة، فاختار الاشتراكية وخرب اقتصاد مصر.وأدى تأميم الصناعة والتجارة في الستينات إلى فقر مصر، ووضع عمالاً في مجالس الإدارة أدى إلى طلب العمال في كل اجتماع رفع الأجور، فأصبحت البضاعة غير تنافسية وأغلقت المصانع.وتابع أن جمال عبدالناصر أمّم الصحافة، أي خنق حرية الرأي، وهو آخر مَنْ يحتاج إلى مثل هذا القرار، فالشعب المصري والشعوب العربية سارت معه. وكانت النتيجة أن دولاً عربية عدة تبعت مصر في تأميم الميديا وخنق الكلمة الحرة.وقال إنه يسجل أخطاء جمال عبدالناصر كما رأى آثارها بأم العين، وتابع نتائجها وقد أصبح صحافياً وكاتباً. وهذه الأخطاء لا تجعله ينكر الكاريزما الطاغية للرئيس، وحاجة مصر إلى قائد مثله يجمع المصريين حوله ويعيد لمصر دورها القيادي العربي.وتساءل الخازن، هل نرى في عبدالفتاح السيسي جمال عبدالناصر ثانياً؟ مجيباً بأنه لا يعرف، ولكن يتمنى ذلك.ورجح الخازن أن يفوز الفريق الأول السيسي بالرئاسة من الجولة الأولى إذا رشح نفسه، ولكنه تمني ألا يكون فوزه بنسبة 99 في المئة من الأصوات.واستطرد: المصريون جميعاً يعرفون ما على رئيس مصر القادم أن يفعل، ربما باستثناء الإخوان المسلمين الذين زادوا كل مشكلة مصرية أو أزمة أضعافاً في سنتهم الوحيدة اليتيمة في الحكم التي لن تتكرر.وأضاف الخازن:الرئيس المصري القادم يجب أن يبقى ابن بلد متواضعاً، وبعد ذلك يحتاج إلى العمل فوراً لإنهاض الاقتصاد المصري من عثاره، والمهمة سهلة على رغم ارتفاع عدد السكان وقلة الموارد، فدول الخليج القادرة ستساعد مصر، وقد فعلت بمجرد سقوط الإخوان الذين تآمروا على كل دولة عربية وجدوا لهم فيها أعواناً. وهم يمارسون الإرهاب في مصر اليوم والتخريب والدجل، ويخالفون كلام الله وسنّة رسوله.وقال إنه لا اقتصاد ناجحاً من دون أمن وأمان، والفلتان الأمني الذي تبع نهاية عهد حسني مبارك وصعود الإخوان يجب أن يكون أولوية للعهد الجديد في أهمية الاقتصاد.وتساءل: هل نرى في مصر ديموقراطية تتسع لكل المواطنين وحُكْم قانون مستقل هو السلطة الثالثة، والحَكَم بين السلطتَيْن التنفيذية والتشريعية..الديموقراطية لا تكتمل من دون سلطة رابعة هي ميديا مقروءة ومسموعة ومرئية، حرة ضمن نطاق القانون، تراقب السلطات الثلاث. ونقطة أخيرة. مصر تعاني من الفساد، وهو كان قصراً على الرموز في عهد حسني مبارك، وأصبح من فوق لتحت في أيام الإخوان.وقال إن الرئيس الجديد سيكسب شعبية فورية إذا أعلن حرباً على الفساد فور تسلمه الدفة، والشعبية هذه ستسهل عليه تنفيذ المطلوب اقتصاداً وأمناً وحريات.وتساءل مرة أخري هل يكون عبدالفتاح السيسي جمال عبدالناصر جديداً من دون أخطاء الرئيس الراحل؟ مجيباً بأنه لا يجزم بجواب، ولكن لو كنت مصرياً لانتخبته.