الأميركيون تنصت وكالة الأمن القومي على هواتف قادة دول حليفة واعتبروه عملًا غير مقبول. ويتابع الأميركيون قضية التجسس التي كشفتها وثائق سرية سربها المستشار السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن. وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين ان اغلبية الاميركيين (56%) تعتبر تنصت اجهزة الاستخبارات الاميركية على هواتف قادة دول حليفة، مثل ما حصل مع المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، عملا غير مقبول. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد بيو فان رافضي هذا السلوك الاستخباري توزعوا بنسب متقاربة جدا بين ديموقراطيين وجمهوريين ومستقلين. وجاء في نتيجة الاستطلاع ان "57% من الجمهوريين و53% من الديموقراطيين و56% ممن قالوا انهم لا ينتمون لاي حزب، يعتبرون هذه الممارسة مرفوضة". بالمقابل أظهر الاستطلاع ان ثلث الاميركيين تقريبا (36%) يعتبرون التنصت على اتصالات قادة الدول الحليفة امرا مقبولا، في حين قال 9% من المستطلعين ان لا رأي لهم في الموضوع. واجري الاستطلاع من 31 تشرين الاول (اكتوبر) ولغاية 3 تشرين الثاني (نوفمبر) على عينة من 1002 اميركي بالغ. وقال 22% من هؤلاء انهم تابعوا عن كثب قضية فضيحة التنصت التي كشفتها وثائق سرية سربها المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية ادوارد سنودن واظهرت احداها ان الولاياتالمتحدة تنصتت على هاتف ميركل لسنوات. تبادل الاتهامات يذكر أن الأميركيين والأوروبيين تبادلوا الاتهامات بالتجسس في موازاة دعوات الى التحاور على خلفية قضية التنصت التي لا تزال تسمم العلاقات بين الحلفاء. واكدت صحيفة واشنطن بوست يوم الاربعاء الفائت على موقعها الالكتروني ان وكالة الامن القومي تجسست على بيانات مئات الملايين من مستخدمي محركي البحث غوغل وياهو من بينهم اميركيون، الامر الذي نفاه مدير الوكالة الجنرال كيث الكسندر معتبرا انه "غير صحيح". وخلال مؤتمر في واشنطن، جدد الكسندر نفيه قيام الوكالة بالتجسس على ملايين الاتصالات لمواطنين اوروبيين. وعلق "القول ان وكالة الامن القومي تجسست على سبعين مليون اتصال هاتفي في فرنسا واسبانيا او ايطاليا هو غير صحيح. لسنا نحن من قام بذلك". واضاف "الواقع ان الامر يتعلق ببلدان تعمل معا على عمليات عسكرية وتجمع ما نحتاج اليه جميعا لحماية قواتنا في مناطق نعمل فيها معا. هذا لا علاقة له بعمليات تجسس تستهدف اوروبا، نقطة على السطر". لكن هذه التصريحات لا يبدو انها اقنعت الاوروبيين. ففي باريس، شككت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم في ما اعلنه الكسندر داعية الى "مزيد من الوضوح حول ممارسات اجهزة الاستخبارات الاميركية". من جانبها، نفت برلين الاتهامات الاميركية لها بالتجسس على الولاياتالمتحدة. وقال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الالماني غيرهارد شيندلر لصحيفة دي تسايت الاسبوعية "ليس هناك عمليات لمراقبة الاتصالات تجري انطلاقا من السفارة الالمانية في واشنطن". واكدت واشنطن ايضا للامم المتحدة انها لم ولن تتنصت على اتصالات المنظمة الدولية بحسب ما اعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي. وقال ان المنظمة الدولية اتصلت بالولاياتالمتحدة للاستفسار منها عن هذه المعلومات. واضاف في تصريح صحافي "ان السلطات الاميركية اكدت ان الاتصالات في الاممالمتحدة لم تكن موضع تنصت ولن تكون كذلك في المستقبل". ولكن رغم الجهود لاحتواء الاضرار واعلان البيت الابيض انه يعيد تقييم اجراءاته لجهة التجسس على القادة الاجانب، تتواصل التسريبات عن حجم التجسس الاميركي. وفي هذا الاطار، كشفت مجلة بانوراما الايطالية ان التجسس الاميركي طاول حتى الفاتيكان والبابا.